لبنان دخل أزمة حكوميّة كبرى والإقتصاد الى انهيار والدولار الى ارتفاع

لبنان دخل أزمة حكوميّة كبرى والإقتصاد الى انهيار والدولار الى ارتفاع
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٠:٣٧ بتوقيت غرينتش

مع تدخل واشنطن على خط تاليف الحكومة في لبنان دخل البلد أزمة حكومية كبرى جداً كان كثيرون او الرأي العام اللبناني يعتقد انه بعد مؤتمر باريس سيبدأ الحل السياسي والاقتصادي والحكومي في لبنان.

العالم - لبنان

كتبت صحيفة الديار اللبنانية اليوم الخميس حول التدخل الاميركي أنه واشنطن تدخل على الخط بقوة وتقوم بالضغط على رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري كي ينسحب لأن مرشح اميركا هو نواف سلام الذي ذو نزعة أميركية كاملة ومواقفه تتلاقى مع سياسة الإدارة الأميركية حيث امضى اكثر من 10 سنوات في نيويورك مندوباً للبنان لدى الأمم المتحدة وكان على تواصل دائم مع الإدارة الأميركية طيلة هذه الفترة ويعتبر نواف سلام احد ابرز وجوه 14 اذار الأميركية لا بل انه أميركي اكثر من وزير خارجية اميركا بومبيو وله مواقف كثيرة ضد لبنان القوي بمقاومته او بشعبه ولم يقم بإلقاء خطاب واحد يدين فيه إسرائيل على سياستها في الشرق الأوسط سواء من حيث اغتصاب فلسطين من قبل الصهيونية ام من حيث اعتداء إسرائيل الدائم على لبنان ام من حيث القصف الوحشي من إسرائيل لمدينة غزة المحاصرة.

اللعبة أصبحت واضحة واشنطن تريد حكماً أميركياً في لبنان والوجه البارز لذلك هو المرشح نواف سلام ولذلك ضغطت على القوات اللبنانية كي لا يعلن دكتور سمير جعجع والقوات تأييدهما للرئيس سعد الحريري وبذلك خسر الرئيس الحريري 15 نائباً كانت هي كتلة حزب القوات اللبنانية التي كانت تؤيد دائما الرئيس الحريري وحليف له الا ان واشنطن استطاعت إزاحة حزب الله لايصال نواف سلام حتى لو بـ40 صوتا الى رئاسة الحكومة.

ويحاول نواف سلام جمع حوالى 40 نائباً يؤيدونه مع ان ذلك صعب الى حد ما لكن موقف الوزير وليد جنبلاط يؤثر جدا في اختيار رئيس الحكومة كما ان أصوات النواب أصبحت موزعة على 4 مرشحين هم فؤاد مخزومي وخالد قباني ونواف سلام وحسان دياب.

لكن معلومات سرية ذكرت ان ميشال عون و الحريري اتفقا على وصول مخزومي أما حزب الكتائب فلن يشترك بالحكومة وكتلة الوزير فرنجية لن تؤيد نواف سلام لكن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قال انه سيسمي المرشح نواف سلام لرئاسة الحكومة وفي المقابل اذا اتفق رئيس الجمهورية عبر كتلة التيار الوطني الحر وكتلة امل وكتلة حزب الله وكتلة المستقبل على مجيء ووصول النائب فؤاد مخزومي فإنه سيكون الاوفر حظاً ليكون رئيس الحكومة المقبلة.

ثم انه اذا تم اختيار ترددات اختيار نواف سلام، اذا استطاعت واشنطن إيصال نواف سلام لرئاسة الحكومة من خلال ضغطها على الحريري وازاحة القوات وتأييد الكتائب لنواف سلام فإن أزمة حكومية كبيرة ستشتعل في لبنان ولن يقبل الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر والمستقبل الا بأخذ الأربع وزارات سيادية وهي وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة الخارجية وعندها سيكون رئيس الوزراء نواف سلام مقيداً بالوزارات السيادية الأربعة إضافة الى إعطاء حقيبة أساسية لكتلة الوزير فرنجية وإعطاء وزارات وازنة وقوية لحركة امل التي يرأسها الرئيس بري وعلى الأرجح ان يعود الوزير جبق وزير الصحة الحالي الى وزارة الصحة التي نجح فيها وستكون الأكثرية الوزارية لكتلة رئيس الجمهورية والرئيس الحريري وحزب الله وحركة امل وكتلة الوزير فرنجية وكتلة النواب السنة المستقلين واما بالنسبة للوزير وليد جنبلاط فسيحاول الا يكون طرفا في صراع بين الأطراف داخل الحكومة فاذا كانت الحكومة من 24 وزيرا سينال وزيران سيكونان فاعلان داخل الحكومة في مواقفهما لكن الوزير جنبلاط لا يريد أي توتر واي مشاكل بين الحزب التقدمي الاشتراكي وبقية الأحزاب.

إذا أراد المرشح نواف سلام في حال وصوله لرئاسة الحكومة ان يكتب بيانا وزاريا لا يتلاءم مع موقف لبنان في ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وفي تحسين العلاقة مع سوريا والانفتاح عليها فإنه سيلاقي صداما قوياً مع الثنائي الشيعي امل وحزب الله وكتلة الوزير فرنجية.

وهنا لا بد من الإعلان ان حزب الله وحركة امل يرفضان كلياً وصول المرشح نواف سلام الى رئاسة الحكومة وانهما يملكان من القوة النيابية ما يجعلهما يمنعان وصول نواف سلام لأنهما رأيا في لعبة حزب القوات مع الاميركيين في عدم تأييد الحريري والضغط الأميركي على الحريري لعبة خطرة لن تسمح بها لا حركة امل ولا حزب الله وسيجعلان مهمة المرشح نواف سلام صعبة للغاية بشكل لا يستطيع فيه اختيار المقاعد الوزارية كما يرغب بل على العكس هما اللذان سيتحكمان مع كتلة رئيس الجمهورية التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل وكتلة الوزير فرنجية في السيطرة على مراكز القرار داخل الحكومة وانه من غير المسموح ان تتدخل اميركا في هذا الشكل داخل الشأن الحكومي.

ورأى الثنائي الشيعي حزب الله حركة امل ان هنالك من يحاول تمرير نواف سلام بأربعين صوتا كي يكون رئيسا للحكومة ولكن هذه المحاولة ستسقط وستفشل السياسة الأميركية في ذلك.

ولمحت جهات الى انه اذا حاولت واشنطن فرض نواف سلام بالقوة رئيسا للحكومة فإن مظاهرات مليونية ستشهدها المناطق من الجنوب الى صيدا الى الاوزاعي والضاحية وطريق المطار وكامل منطقة الشياح والليلكي وصولا الى ساحة الشهداء التي ستمتلئ بمليون متظاهر حول السراي بشكل يتم قطع خطة اميركا نهائياً في لبنان وان الثورة الشعبية التي ظهرت في المرة الماضية بشأن الازمة الاقتصادية فإن المظاهرات التي ستحصل هذه المرة ستكون اكبر بأربع مرات وستغطي العاصمة بكاملها وبالتالي غير وارد وصول نواف سلام الى رئاسة الحكومة لأن التحفظ الذي لدى الثنائي الشيعي على تصريحات ومواقف نواف سلام لا يسمح ان يكون رئيس حكومة كل لبنان وبالتالي سيكون رئيساً ضعيفاً غير قادر على الحكم وإدارة شؤون الوزارات.

على كل حال بدأت الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء الجديدورجّحت «المصادر» كفة حسان دياب ليتم تسميته اليوم كونه يَلقى قبولاً من قبل حزب الله وحركة أمل و التيار الوطني الحر.

فيما يتعلق بازمة المالية و الاقتصادية كتبت الديار اذا فشل تأليف الحكومة وتصاعدت حدة الازمة السياسية في البلاد فإن قيمة الليرة اللبنانية ستسقط ويتصاعد سعر الدولار لدى الصرافين.

اما مصرف لبنان فسيحافظ على سعر الدولار بقيمة 1505 ليرة لبنانية كما هو السعر الطبيعي له ولن يسمح مصرف لبنان بالمضاربة على الليرة اللبنانية بل على العكس من الآن وحتى شهر تكون نسبة البضائع بالليرة اللبنانية هي 90% وعندها سيستعمل الشعب اللبناني الليرة اللبنانية بدل الدولار بعدما تم دولرة اقتصاد لبنان طوال 25 سنة.

والسؤال هو لماذا استدان لبنان مبلغ 60 مليار دولار لمشاريع ليست ذات مردود وكانت تسبب عجز 3 مليارات واكثر في السنة مما زاد الدين العام الى 96 مليار دولار وكان يجب قبل الاستدانة التأكد من ان أي مبلغ يتم استدانته سيعطي مردوداً مالياً واقتصادياً يؤدي الى تسديد مبالغ الديون التي استدانتها الدولة وبلغت في البداية 60 مليار دولار الى ان ظهر ان الديون لم تكن في محلها وكان على الحكومة ومصرف لبنان حتى لو طلبت منه الحكومة عدم الاستدانة لأن الـ60 مليار دولار أوقعت لبنان تحت عجز 96 مليار دولار ومع فوائد 3 مليارات دولار لهذه الديون.