الاستشارات النيابية بين الارادة اللبنانية والضغوط الاميركية

الاستشارات النيابية بين الارادة اللبنانية والضغوط الاميركية
الخميس ١٩ ديسمبر ٢٠١٩ - ١٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

استشارات نيابية ملزمة لتكليف وتاليف حكومة لبنانية مصحوبة بعوائق امريكية يحملها ديفيد هيل في زيارته الى لبنان.

العالم - لبنان

اتجه المشهد السياسي في لبنان نحو حل اول عقدة تتمثل بتكليف شخصية تتولى تشكيل حكومة انقاذية تعمل على الخروج من الازمة الاقتصادية وربما اناطة تكليف الدكتور حسان دياب بهذه المهمة تمثل الخطوة الاولى بهذا الاتجاه.

الا ان دون ذلك عقبات ومعوقات حسب ما يرى المراقبون تتجسد بالهيمنة الامريكية ودعمها المباشر للسفير وواف سلام والضغط باتجاه ابقاء الساحة اللبنانية ساحة توتر ان لم تاتي حسابات بيدرها السياسي كما هو مخطط له.

من هنا كان اعتذار الحريري خلطا للأوراق، ماجعل بحسب المصادر المطلعة الثنائي الشيعي متوجساً من ان يكون الحريري خضع لضغوط خارجية تقضي بتسمية وما عزّز هذا الاعتقاد قرار كتلة "المستقبل" بحسم موقفها النهائي من التسميات قبل بدء الاستشارات بنصف ساعة فقط والتي افضت الى عدم تسمية احد.

وتتابع المصادر بان المشكلة باقية الى حين تأليف حكومة اخصائيين وهو ما ظهر في مواجهات الليالي الاخيرة التي جاءت عنيفة .وتستند المصادر المطلعة لما تردّد انّ الديبلوماسي الاميركي ديفي د هيل سيحمل تحذيراً للمسؤولين اللبنانيين من مغبة الاستمرار في سياسة ترهيب المتظاهرين وتعنيفهم، اضافة الى الاعلاميين، لأنّ هذا الامر ستترتب عليه عقوبات اميركية، وربما ايضاً من المنظمات الدولية.

وخلال الايام الماضية بدا واضحاً انّ هنالك من يدفع الامور الى صراع مذهبي وطائفي، وهي نقطة ضعف الحراك الشعبي في لبنان ومعضلته. فكثيرون باتوا عالقين ما بين رغبتهم في ان يصبحوا مواطنين لبنانيين ليس اكثر، وهو ما ظهر بوضوح مع انطلاق الحراك الشعبي، وبين خوفهم من ان يصبحوا من دون غطاء داخلي وسياسي اذا ما ابتعدوا عن النموذج الطائفي التقليدي، وهي الصورة التي سادت خلال الايام الماضية.

الى جانب هذه الصورة الداخلية القاسية تقول مصادر مطلعة ، لا يجب حرف الانتباه عن مسعى هيل حيال ترسيم الحدود البرية والبحرية والبلوك رقم 9. فعل ستعمل الادارة الامريكية على عرقلة التاليف بعدما فشلت في تشويشها على التكليف.

*حسين عزالدين - لبنان