هدوء في لبنان بعد ليلة ساخنة وعرض عضلات

هدوء في لبنان بعد ليلة ساخنة وعرض عضلات
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

بعد ليلة ساخنة في بيروت و بعض المناطق اللبنانية ، عاد الهدوء اليوم السبت في العاصمة بيروت و المناطق التي شهدت مناوشات بين المحتجين و القوى الامنية و الجيش اللبناني.

العالم - لبنان

وحسب صحيفة "بيروت اليوم" فان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري عرض عضلاته في الشارع للضغط على المواطنين الذين لا حول لهم بما يحصل في لبنان.

و أكدت بعض المواقع الاخبارية اليوم تحت عنوان "ان الإحتجاجات الزرقاء (تيار المستقبل) تُنهي الحراك الشعبي؟" بينما في الداخل كان مناصرو الحراك الشعبي يلتزمون الصمت المطبق في المنازل: لا كلام يقال بشأن تكليف دياب، إنطلاقاً من طبيعة شخصية الرجل الأكاديمي الهادئ، غير المتورط بأي نوع من الفساد​، المُلتزم بدعم الحراك الشعبي، المنفتح على كل المكوّنات اللبنانية، الساعي إلى تأليف حكومة أخصائيين. كل ذلك يُلزم الحراكيين دعم دياب لا التفرج على حملات التحريض ضده.

جاءت إحتجاجات مناصري تيار "المستقبل" إعتراضاً على الرئيس المكلف تأليف الحكومة لتصيب الحراك الشعبي بسهام قاتلة.

أظهر قطع الطرقات في البقاع و​الناعمة وبيروت و​الشمال أنّ مناصري رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هم أنفسهم الذين قطعوا الطرقات منذ شهرين، لحسابات زرقاء، لا تجاوباً مع عناوين الحراك الشعبي. كما أنّ الإحتجاجات التي إتّخذت طابعاً طائفياً أو مذهبياً او مناطقياً سواء في الرينغ أو في البقاع الاوسط والناعمة و​كورنيش المزرعة​، أصابت جوهر الحراك الشعبي الذي إتخذ عناوين وطنية عريضة. فماذا حصل الآن؟ بدا الطائفيون أكثر شدة وفعلاً في كل المراحل، يفرضون الشغب والفوضى عند أي حدث، وفي اي مكان، ويتلطى خلفهم سياسيون في ساعة الرفض والإعتراض.

واذا كان الحريري دعا المعترضين إلى الإنسحاب من الشوارع، فإن الإحتجاجات الطائفيّة تواصلت رغم تغريدة "الشيخ سعد"، لكن ما هو سر الإندفاعة في الشارع؟ هل هو شعور طوائفي بنكسة سياسية ولّدت أزمة؟

قد يكون هو السبب الأساسي. علما أن الاسئلة انطلقت حول تمويل الأشكال الإحتجاجية في إستخدام المفرقعات النارية: من إشتراها؟ من دفع أثمانها المرتفعة؟ من أين حضرت بكميات هائلة؟ لا بد ان هناك ممولاً وموجهاً ومخططاً يقف خلف المنفذين.

أتت خطابات بعض "رجال الدين" لتعزز من فرضيات التخطيط لإسقاط الرئيس المكلف تأليف الحكومة ومنعه من تنفيذ مهمته. مما يضع الحراك الشعبي أمام مسؤولياته الوطنية. فلنفترض ان دياب أعلن إعتذاره. سيكون التراجع حصل بفعل ضغوط طائفية لا بأمر المواطنين. عندها سيترسخ عنوان : الطائفة هي التي تختار، لا اللبنانيين. فأين عناوين الحراك الشعبي؟ يكون حينها قد سقط أمام اول اختبار جدي.

كل ذلك يفرض ان يكون مطلب اي حراك وطني هو الدولة المدنية و​الغاء الطائفية السياسية قبل أي عنوان آخر. من دون ذلك لا أمل لأي حراك، ولا جدوى من أي إعتراض.

علي محمد