"إسرائيل" تكشف أهم أخطاء عملية اغتيال المبحوح

السبت ٠٤ يناير ٢٠٢٠ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

كشف خبير عسكري إسرائيلي عن "أخطاء جديدة في عملية اغتيال الموساد الإسرائيلي للقائد العسكري في حماس محمود المبحوح في إمارة دبي عام 2010، وتساءل عن الجدوى العائدة على "إسرائيل" من اغتياله، مقابل الأضرار التي أسفرت عنها".

العالم - فلسطين

وقال ألون بن دافيد في تقريره التلفزيوني على القناة 13، إن "عملية اغتيال المبحوح كشفت عن كيفية النقلات النوعية التي حصلت عند تنفيذ الاغتيالات والتجسس من القرن العشرين إلى القرن الحادي والعشرين، حين يتم الكشف عن جوازات سفر مزورة، وتصوير المشاركين في الاغتيال، ومحاولة التضليل، وفي النهاية تعميم صورهم في أرجاء العالم كافة".

وأضاف أن "اغتيال المبحوح الذي حصل قبل عقد من الآن كشف الكثير عما يمكن أن تقوم به كاميرات المراقبة، وطريقة العمل التي تعتمدها الأجهزة الاستخبارية، لأنه من الصعب نسيان الصور التي تم توزيعها آنذاك، سواء شخصيات المشاركين في عملية التصفية، أو معداتهم الرياضية للعبة التنس، وكشف جوازاتهم المزورة، فضلا عن أسلوب عملهم".

وأكد أنه "بات واضحا أن نشر هذه الصور وضعت حدا لعالم التجسس في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة التي شهدها القرن الجديد، لأن خلية الاغتيال وصلت إلى الفندق الذي أقام به المبحوح، في حين تم توثيق تحركاتها كافة في كل خطوة قامت بها".

وكشف أن "المنفذين وصلوا إلى إمارة دبي من أماكن مختلفة قبل يوم واحد فقط من الاغتيال، وأسماؤهم المستعارة: مايكل، جيمس، غيل، بيتر، وكوين، الذي دخل دورة المياه بشخصية، وخرج بشخصية أخرى، مما زاد من الشبهات حوله، وقد كشفت الكاميرات المثبتة كيفية وصول المبحوح إلى الفندق، في حين أن لاعبي التنس المفترضين صعدا معه في المصعد".

وأشار إلى أنه "اتضح لاحقا ان "غيل" كانت تتعقب خطواته باتجاه الممر المؤدي إلى غرفته، وبعد دقائق وصل الباقون إلى الغرفة ذاتها، وحقنوه بحقنة سم قاتلة، وخلال عشرين دقيقة كانوا خارج الفندق، ومن الواضح أن من نفذ عملية الاغتيال لم يعتقد أن أحدا ما سيحقق في القضية، بدليل أن بعضهم كان ينظر في مرآة المصعد، وتناسوا أن إمارة دبي فيها إمكانيات أمنية هائلة، بعضها من تصنيع شركة إسرائيلية".

وأوضح أن "المنفذين نجحوا في الخروج من إمارة دبي، لكن المعلومات كلها موجودة لدى شرطتها، وتتضمن تواقيع جوازات السفر، أرقام التلفونات التي تحدثوا إليها، والرسائل التي أرسلوها عبر جوالاتهم".

اعضاء في الكنيست كانوا من جملة المعترضين على العملية كان بينهم عضو الكنيست رام بن باراك النائب السابق لرئيس جهاز الموساد، وعضو حزب أزرق-أبيض قال إنني "لا أعلم من قام بما شهدته دبي، لأنه لم يعلن أحد مسؤوليته عنها، مع العلم أنه في حالات اغتيالات سابقة حصلت، فيما لم يكن يعرف الموساد عن إمكانيات تلك المنطقة" داعيا الى ضرورة التنبه الى القدرات التكنلوجية في المرات القادمة والتعرف على البيئة التي ستشهدها أي عملية قبل التنفيذ".

وأشار إلى أن "التطورات التكنولوجية المذهلة الحاصلة المتطورة يوما بعد يوم، إتسبب قلقا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، رغم أنها في المقابل تعطينا الكثير من الامتيازات".

وأوضح أن "الخطورة جاءت حين نشرت شرطة دبي 28 جواز سفر للمشاركين في العملية، ومنها: بريطانية، إيرلندية، ألمانية، فرنسية، وبعضها خاصة بأناس حقيقيين، وبات العالم كله يفحص متى وصل هؤلاء الأفراد لبلدانهم، والتقوا مع من، وأثبت اغتيال المبحوح أنه في العصر الحديث لا يمكن تنفيذ عملية تصفية تحت غطاء كامل لإنسان آخر".

وختم بالقول بأن "مائير داغان الرئيس الأسبق للموساد إبان تنفيذ تلك العملية، رفض الإقرار أننا أمام فشل للموساد، واضاف صحيح أن المبحوح مات، ولم يتم اعتقال أي ممن شارك في قتله، لكن الطريقة التي استخدمها الموساد الإسرائيلي آن لها أن تموت أيضا، حتى لو تم استخدام جواز أجنبي، وحديث متقن بالإنجليزية".

ويعد محمود عبد الرؤوف المبحوح احد القياديين في كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس الفلسطينية، وتعرض لعملية اغتيال من قبل الموساد الاسرائيلي عندما كان متواجدا في دبي وتقول بعض المصادر أن المخابرات الإماراتية كانت على علم بنشاط المبحوح وسبق لها أن أوقفته، واستلم ضاحي خلفان ملف المبحوح وبدأ بالتواصل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي ومده بمعلومات عنه، وتم تسريبها عبر عملاء في جهاز شرطة دبي إلى جهاز المخابرات الأمريكية، الذي أوكل مهمة التحري عن المبحوح إلى الموساد، واستطاع هذا الأخير تحديد مكان المبحوح.