الفريق قاسم سليماني.. شهيد حي ونهج لا يموت

الفريق قاسم سليماني.. شهيد حي ونهج لا يموت
الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٠ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

جنرال المقاومة.. وشهيد القدس، هكذا أضحى مُسمى الفريق قاسم سليماني في فلسطين بعد اغتياله بسلاح لم يكن بعيدا يوما عن الجسد الفلسطيني فأمريكا والكيان الاسرائيلي وجهان لعملة واحدة وما اغتيال القائد قاسم سليماني إلا تأكيداً على عمق المصلحة الصهيوأمريكية.

العالم - كشكول

فقد أراد ترامب أن يغتال كافة حركات المقاومة باغتياله له وعلى رأسها المقاومة الفلسطينية التي لطالما كانت ايران رأس الحربة فيها من خلال الشهيد قاسم سليماني الذي كان مهندسا لقوى المقاومة فعلاً وقولاً بالمال والسلاح والدعم المعنوي حيث لم يبخل يوما على فصائل العمل المقاوم في فلسطين في دربهم الكفاحي ضد الاحتلال الاسرائيلي.

في العقد الأخير بدا واضحاً دور الشهيد قاسم سليماني في دعم المقاومة فقد روى بذرتها لتكبر وتمتد جذورها في قطاع غزة تحديداً وما لا يدركه ترامب أن النهاية لا يكتبها غياب روح الشهيد فالفكرة التي يؤمن بها الفريق سليماني لا تقوم على أفراد بل هي عقيدة في قلوب الملايين ولعل هذا ما لم يدركه ترامب والكيان الاسرائيلي عندما أقدموا على اغتياله.. لم يدركوا أن سليماني ليس جسداً يدفن في الثرى فتموت الفكرة إنه مهندس المقاومة وقد عبّد لها الطريق وربط بين أجزائها في مختلف البلدان لتصبح نهجاً لكل الأجيال، ولهذا فنهجه حي والثبات عليه وعد قطعه من سيخلف بعده، ولعل ما شهدناه في وداع الفريق قاسم سليماني في بيروت وصنعاء وغزة وبغداد وطهران دليل على أن هناك وحدة في الموقف ووحدة في قوى المقاومة، وهو مشهد أيقن به البيت الأبيض أن تمرير صفقة ترامب لن تكون بهذه الطريقة بل لربما تكون دماء سليماني سبباً في كتابة نهايتها فمنذ أن جاء ترامب بصفقته المشؤومة وهو يحاول تطويق المقاومة في كل مكان ولما رأى أن فعلها يكبر وشأنها يعلو وبدأت تقض مضاجع شريكه نتنياهو لصالح تمدد مشروع المقاومة في الشرق الأوسط قرر أن يضربها في مقتل باستهداف الشهيد قاسم سليماني لكنه كمن أيقظ عش الدبابير وكمن أشعل النار في الحديد ليصهره في بوتقة واحدة ويجعله أكثر التحاما.

وهكذا تبدو المقاومة الان فغزة فتحت بيت عزاء للشهيد وحلق اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لأكبر فصيل مقاوم الى طهران ليشارك في مراسم العزاء رغم كل التحذيرات من معاقبة حماس على تلك الزيارة.. الكل يرى المقاومة في عيون الحاج سليماني واليوم يرونها فيمن سيخلفه فاستشهاده وحد جبهة المقاومة أكثر من ذي قبل وجعل الرغبة بتعزيز القوة أكبر لمواجهة المشروع الأمريكي المتصهين الذي تعدى على سيادة الشعوب والأوطان.

فالمعركة بعد رحيل الشهيد الفريق قاسم سليماني بدأت ولم تنته بعد.

إسراء البحيصي - العالم