في ظل التعنت الامريكي..

هل سينجح العراق في طرد القوات الامريكية؟

هل سينجح العراق في طرد القوات الامريكية؟
الأحد ١٢ يناير ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٣ بتوقيت غرينتش

في وقت رفضت امريكا الطلب الذي تقدمت به الحكومة العراقية رسميا بسحب قواتها من العراق في خطوة تتعارض مع قرار البرلمان العراقي يقول بعض المحللين إن الرفض الامريكي للانسحاب من هذا البلد، بإمكانه ان يفتح خيارات التعامل مع القوات الامريكية وقواعدها المنتشرة في العراق كقوة احتلال.

العالم - ما رأيكم

يؤكد خبراء ومراقبون ان تمسك العراق بطرد القوات الأمريكية من اراضيه، قد بدأ دبلوماسياً وسوف يستمر عسكرياً من قبل الفصائل ان وصلت الجهود الدبلوماسية الی طريق مسدود.

فيما يعتبر باحثون سياسيون ان قرار البرلمان العراقي الذي يطالب الحكومة بالعمل على إنهاء تواجد القوات الاجنبية لاسيما الامريكية جاء بتأييد مليوني تمثل في تشييع جثامين الشهداء الذي قضوا في جريمة الاغتيال الامريكية الأخيرة قرب مطار بغداد الدولي.

ويرون ان قرار البرلمان، كان مجرد خيار منحه النواب للحكومة العراقية، ولكن بعد ما واكبته مشاركة مليونية للشعب العراقي في مراسم تشييع جثامين شهداء المقاومة وفي مقدمتهم قائد فيلق لقدس في حرس الثورة الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس، فقد أصبح ذا شرعية شعبية.

وينتقد هؤلاء الباحثون انتقاص البعض من شرعية القرار بحجة عدم حضور المكون السني أو الكردي الى البرلمان عند التصويت علی القرار، مؤكدين ان جلسة التصويت كسبت مشروعيتها من اكتمال النصاب القانوني وانعقاد الجلسة بحضور رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي ترأس الجلسة.

الى ذلك، يشير محللون الی الشبهات التي تُطرح بشأن مدى صلاحية حكومة تصريف الاعمال العراقية برئاسة عادل عبد المهدي لتنفيذ قرار البرلمان؛ مؤكدين أن أي اتفاق وقعه الجانب العراقي مع ما يسمى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة حول السماح للقوات الامريكية بالمساعدة في محاربة "داعش"، قد أصبح لاغيا بعد قرار البرلمان العراقي الذي وصل الى قناعة بعدم الحاجة للقوات الاجنبية في العراق وان الحكومة الحالية لديها كامل الصلاحيات لتنفيذ قرار البرلمان وفسخ هذا الاتفاق.

ويوضح هؤلاء المحللون ان العراق، بلد تسوده الديمقراطية وعندما يصوت المكون الشيعي في البرلمان علی قرار الانسحاب، علی النواب السنة والأكراد الامتثال لذلك بناء علی القواعد الديموقراطية.

في المقابل يوجد من الخبراء من يستبعدون بأن تتمع الحكومة الحالية القدرة الكافية على تنفيذ قرار البرلمان بطرد القوات الامريكية من العراق، مشيرين الى وجود ضغوط كبیرة تمارس علی الحكومة العراقية من الداخل والخارج.

فيما يؤكد محللون ان الحشد الشعبي الذي يعتبر جزءا من منظومة القوات المسلحة العراقية تنتظر ان تستنفد الحكومة كل امكانياتها السياسية والدبلوماسية لإنهاء التواجد الامريكي في العراق قانونيا، معتبرين ان بإمكان الحشد الشعبي والفصائل التابعة له ان يتحرك بشتی الطرق نحو مقاومة الوجود الامريكي في العراق كقوة احتلال اذا وصلت كل المحاولات الدبلوماسية الی الطريق المسدود.

كما يری كتاب سياسيون ان استخدام الولايات المتحدة لغة التهديد فيما يتعلق باستمرار تواجد قواتها في العراق، يعني فشل الدبلوماسية مع واشنطن، في ظل الجريمة التي ارتكبتها بحق القائدين الشهيدين سليماني والمهندس؛ ويقولون ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، قد فَقَد صلاحية اتخاذ قرار السلم والحرب كرئيس للولايات المتحدة بعد اغتيال المهندس وسليماني في حين ان جميع الرؤساء الامريكان كانوا يتمتعون بهذه الصلاحية.

ما رأيكم..

  • هل يفتح الرفض الأمريكي خيارات التعامل مع القوات الامريكية في العراق كقوة احتلال؟
  • ما قيمة حجة ترامب بالبقاء في العراق لمحاربة "داعش" واقناع "الناتو" بلعب دور أكبر في هذا الشان؟
  • هل تقبل الحكومة وفصائل المقاومة العراقية سيناريو اعادة التموضع؟