نجل مؤسس "اسرائيل" يعترف بالندم على المشروع الصهيوني بأكمله

نجل مؤسس
الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٠ - ٠٧:٠١ بتوقيت غرينتش

قال المؤلف والباحث الإسرائيلي ياكوف شاريت: إنه لا يأسف فقط على "تسوية النقب" في أربعينيات القرن الماضي، وإنما يندم على المشروع الصهيوني بأكمله.

العالم-فلسطين
وأضاف ياكوف البالغ 92 عاما في مقابلة موسعة أجرتها الصحفية سارة حلم لموقع ميدل إيست آي البريطاني، أنه ليس مسؤولا عن كونه ابن موشيه شاريت الذي كان "من الآباء المؤسسين لـ"إسرائيل"، وأول وزير خارجية لها، وثاني رئيس للوزراء الفترة 1954-1955".

وتناول التقرير قصة قرية عربية تدعى "أبو يحيى" بالنقب الحالية، وحكى الباحث كيف طُرد الفلسطينيون الذين عاشوا هناك في نكبة 1948، وهي الحرب التي أدت لقيام ما تسمى "دولة إسرائيل".

وانتقل جنديا شابا ومجموعةٌ من رفاقه عام 1946 إلى المنطقة للاستيلاء على أراضيها، وعيّن قائدا لأحد المواقع الاستيطانية اليهودية الـ 11 في النقب، وكان الهدف تأمين موطئ قدم يهودي لضمان سيطرة "إسرائيل" على المنطقة الإستراتيجية عندما تندلع الحرب.

ورغم أن قرار التقسيم حدد منطقة النقب -التي فاق عدد العرب فيها اليهود كثيرًا- جزءا من دولة عربية، لكن المخططين الإسرائيليين كانوا مصممين على عدّها ملكهم. وخلال الحرب، طرد كل العرب تقريبا، وأعلن النقب جزءا من "إسرائيل".

وكان جد ياكوف الذي يدعى يعقوب شرتوك (الاسم العائلي الأصلي) أحد أوائل الصهاينة الذين تطأ أقدامهم فلسطين، وترك منزله في خيرسون بأوكرانيا عام 1882 بعد المذابح الروسية.

كان لديه هذا الحلم المتمثل في حرث الأرض؛ فالفكرة الصهيونية الكبرى كانت العودة إلى الأرض وترك الأنشطة السطحية لليهود الذين أصبحوا بعيدين عن الأرض.

ويقول عن جده وأقرانه: لقد ظنوا أنه شيئا فشيئا سيهاجر المزيد من اليهود إلى أن يصبحوا أغلبية، ويمكنهم أن يطالبوا بدولة، متسائلا: ما الذي فكر فيه جده بخصوص مصير العرب الذين كانوا يشكلون آنذاك حوالي 97% من السكان، مع حوالي 2 إلى 3% من اليهود.

ويعلق على ذلك بالقول: إن جده ربما اعتقد أنه كلما زاد عدد اليهود المهاجرين زادوا من الرخاء وكان العرب سعداء، عادًّا أن جده كان حالما، ولو كان وأقرانه واقعيين لما وصلوا فلسطين بالأساس، إذ لم يكن من الممكن للأقلية أن تحل محل الأغلبية التي عاشت على هذه الأرض مئات السنين، بحسب إفادته للموقع البريطاني.

ويرفض ياكوف الذهاب إلى القدس التي يقول إن اليهود المتدينين المتطرفين استولوا عليها، ويقول أيضا إنه لا يرغب أبدا في العودة إلى النقب؛ لأنه استقر منذ أمد بعيد بأيدي أجيال جديدة من اليهود الذين ليس لديهم تعاطف مع العرب.

ورغم أنه موجود في "تل أبيب"، لكنه يشعر أنه يعيش داخل فقاعة، ويقول: "الآلاف يغادرون إسرائيل، ومعظمهم يحمل جوازين للسفر، ولدينا أسوأ حكومة إسرائيلية على الإطلاق مع نتنياهو".

وتقول الصحفية: إن مقابلتها مع ياكوف بدت جلسة اعتراف، ونقلت عنه وصفه لمعاملة الفلسطينيين اليوم بأنها كراهية عنصرية، عادًّا أن "إسرائيل دولة إجرامية".