إنهاء الصراع في ليبيا.. هل ينجح مؤتمر برلين؟

إنهاء الصراع في ليبيا.. هل ينجح مؤتمر برلين؟
الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٠ - ٠٨:١٦ بتوقيت غرينتش

خفض التوقعات بإنهاء الحرب في ليبيا هو السياسة التي اتبعتها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحاتها قبيل انعقاد مؤتمر برلين، وهو الاجتماع الذي لن ينهي الأزمة في ليبيا كما يؤكد الألمان، لكنه مجرد البداية لإرساء السلام في ليبيا.

العالم- ليبيا

لكن المؤتمر بحد ذاته الذي جلب طرفي الصراع الرئيسيين اللواء المتقاعد خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، والأطراف المتدخلة بالشأن الليبي إلى طاولة الحوار، هي جهود تحسب للدبلوماسية الألمانية كما يقول محللون.

ويقول دانيال غالاخ رئيس تحرير مجلة "تسينيت" في برلين إن المؤتمر يوفر الفرصة الذهبية لألمانيا كقوة وساطة بدعم وتعاون مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وهذا يظهر قوة الدبلوماسية في جلب كل الأطراف المتعلقة بالشأن الليبي إلى الطاولة.

ويضيف أنه إذا ما فشل المؤتمر في برلين فإن ذلك ستكون له نتائج كارثية، كما سيصعب من أن تقوم أطراف أخرى بالتدخل لحل الصراع مرة أخرى.

وبحسب الخبراء أن المسؤولين الألمان لن يكتفوا بإقامة هذا المؤتمر فحسب، بل ستتبعه مؤتمرات أخرى ومجموعات عمل ربما تلتقي كل فترة تقدر بأسبوعين تناقش مسألة المليشيات وتقليص وصول الأسلحة إليها.

هذا ويعتقد الأكاديمي والناشط السياسي الليبي سعد الدين عمار أن الألمان عجلوا في انعقاد مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية لقطع الطريق على الدور التركي الروسي الذي يتعارض مع المصالح الأوربية والإماراتية على الأرض الليبية.

ويطرح الأكاديمي الليبي المقيم في ألمانيا سيناريوهين للمشهد الليبي بعد مؤتمر برلين، أولهما يمثل النجاح في فرض وقف إطلاق النار من خلال إرسال قوات أوروبية تدعم حفظ السلام في ليبيا، ولكنه يتخوف من تقسيم البلاد.

أما السيناريو الثاني فهو فشل المؤتمر، مما يعني استمرار الحرب بالوكالة على الأرض الليبية، وهو ما لا ترغب به ألمانيا والدول الأوروبية، حتى لا تتكرر سوريا جديدة تغرق أوروبا بالمهاجرين غير النظاميين، تكون برلين المتضرر الأكبر منها.

يذكر أنه وسط غضب بالمنطقة المغاربية، تستضيف برلين اليوم الأحد مؤتمرا حول ليبيا من المقرر أن تشارك فيه كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو.

كما يحضر المؤتمر المرتقب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فايز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر. وتشارك فيه أيضا أربع منظمات دولية وإقليمية هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، في وقت لم تُدع فيه كل من اليونان وقطر والمغرب إلى المؤتمر.

وأعرب المغرب عن استغرابه لإقصائه من المؤتمر، وقال بيان الخارجية المغربية إن الرباط لا تفهم المعايير ولا الدوافع التي أملت اختيار البلدان المشاركة في هذا المؤتمر، مؤكدا أن المغرب كان دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية.

من ناحيتها، اعتذرت تونس عن المشاركة في مؤتمر برلين، وعزت الخارجية التونسية ذلك في بيان لها إلى ورود دعوة متأخرة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وإلى غياب تونس عن المسار التحضيري للمؤتمر.