كريمة شهيد "العالم" تزيح كل يوم الغبار عن صورة القائد

كريمة شهيد
الجمعة ٢٤ يناير ٢٠٢٠ - ١٠:٥٨ بتوقيت غرينتش

صور القائد شهيد المقاومة "قاسم سليماني" يمكن رؤيتها اليوم في كل زاوية من زوايا المدينة، وفي قناة العالم ايضا ومنذ الساعات الاولى التي تم الاعلان فيها عن نبأ استشهاد الحاج قاسم ورفيقه ابو مهدي المهندس كانت صور الشهيد القائد معلقة في مواقع مختلفة من هيئة التحرير.

العالم - کشکول

في الساعة 1:20 من فجر يوم ( 13 من شهر دي - 3- 1 - 2020 ) نشر محررو قناة العالم خبرا عن انفجار مهيب بالقرب من مطار بغداد، وبعد دقائق كشفت تقارير ميدانية عن تواجد شخصيات سياسية كبيرة بين الشهداء، ووردت في مصادر محلية اسماء القائد سليماني وابو مهدي المهندس، عندها رفع محرروا الاخبار الذين كانوا في وسط معمعة الاخبار ايديهم بالدعاء ان يكون الخبر مجرد شائعة؛ لكنها لم تكن كذلك! ولم تمض سوى ساعة على انتشار الخبر حتى اصدر حرس الثورة الاسلامية بيانه عندها ارتفعت اصوات هيئة التحرير بالبكاء.

تعدد القوميات في هيئة تحرير العالم هو امر بارز فاضافة الى الزملاء الايرانيين هناك محررون من العراق وسوريا ولبنان، واليمن، والسودان، و... وفي يوم الله شهادة القائد سليماني لايهم القومية...الجميع في عزاء ابتداءا من الحزن الذي بدى ظاهرا خلال القاء المذيعة السورية في برنامج البث المباشر وصولا الى بكاء المراسل العراقي للعالم جميعا لم يتوقعوا ان يستشهد هذا القائد الاسلامي بهذه الطريقة الغادرة.

المغاربة والجزائريون وكذا السودانيون و...كانوا يقولون بعزاء وبشكل غاضب ان قتلة القائد سليماني لم يكونوا رجال حرب ولم يتمكنوا من مواجهة الرجل الذي قضى على الارهابيين الدواعش والبعثيين في ساحة الحرب..انه كان يوما عجيبا!

والآن بعد مضي عدة اسابيع لازالت صور القائد الشهيد تمثل موعدا للقاء الاحبة.

وهنا تلاحظون صورة كريمة الشهيد التي لم تشاهد ابيها قط، فوالدها رحل عن الدنيا واستشهد في عمليات "والفجر" وعمرها آنذاك لم يزد على الشهرين، كريمة الشهيد التي هي الآن تعمل كمحررة اخبار في قناة العالم تقول عن يوم شهادة القائد سليماني، عندما توجهت الى العمل في الساعات الاولى من الفاجعة، كانت شاردة الذهن ولم تصدق ماحدث وتقول انها فقدت والدها للمرة الثانية، ابا اصبحت تعرف لهجته وصوته وصورته ولم يكن من نموذج الاب الذي تسمع عنه فحسب.

كريمة شهيد العالم تقول عن ذلك اليوم : هناك الكثير من ابناء الشهداء ايران الاسلامية الذين لم يعرفوا عن آبائهم سوى صورة موضوعة ضمن اطار، فهم لم يدركوا بالضبط مرارة سماع خبر شهادة والدهم وتذوقوا تلك المراة في شهادة القائد سليماني، فخبر شهادته الذي انتشر في فجر الجمعة هؤلاء ابناء الشهداء هم الذين قاموا باخبار بعضهم الآخر عبر رسائل الايميل بخبر شهادة القائد سليماني، وقد كتب احدهم: اليوم عرفنا معنى شهادة الوالد لكننا ادركنا بكل عواطفنا معنى هذا الجرح المؤلم ، في نفس يوم الشهادة وضعنا صورة الشهيد القائد الى جانب صورة الوالد والآن انفتح الجرح الذي اندمل فيما مضى من السنوات.

الحاج قاسم كان ابا لجميع ابناء الشهداء وكان المنتقم لدماء المظلومين، كريمة شهيد العالم تقول: يوم شهادة القائد تجعل الرسالة الخبرية اكثر ثقلا علي ، وتمكنت صورة الشهيد سليماني من تغيير الاجواء المشحونة والثقيلة في قناة العالم، الصورة التي التقطها الزملاء من لقاء صحفي وتم اعدادها للبث والآن عندما آتي صباحا لمحل العمل يجيبني الشهيد القائد على سلامي بتلك الابتسامة العذبة والعجيبة وقضية هذه الصورة جعلتني اشعر بحساسية اكبر تجاه الغبار الذي يعلو الصورة بل اصبح ذلك الغبار على محيا القائد الشهيد في ذلك الاطار العجيب يحزنني.

صورة القائد الشهيد في زاوية العالم، هي صورة الوالد لجميع الزملاء الايرانيين منهم والسوريون او اللبنانيون .. الشاب اليمني مراسل العالم يقول انه يقوم كل يوم بغسل صورة الشهيد سليماني النورانية بماء الورد ، اما الشاب والزميل العراقي فهو ايضا يقول احمل معي على الدوام صورة الشهيد سليماني بين طيات صفحات القرآن الكريم حتى تذكرني بالانتصارات التي حققها القائد الاسلامي في سوح الوغى، يمكن القول وبشجاعة ان جميع الزملاء من العاملين في قناة العالم لديهم مايشابه هذه الذكريات للقائد المعروف بقائد القلوب والجميع اصبح يبدأ عمله بالقاء التحية على الحاج قاسم.