لعام 2020..

معارضة سعودية تفوز بلقب 'المرأة البريطانية المسلمة'

معارضة سعودية تفوز بلقب 'المرأة البريطانية المسلمة'
الأحد ٠٩ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

احتفت المعارضة السعودية "سحر الفيفي" المقيمة في مدينة "ويلز" البريطانية، بفوزها بجائزة "المرأة البريطانية المسلمة" لعام 2020.

العالم - السعودية

وكتبت في تغريدة على تويتر "يوم الجمعة الماضي، تشرفت بالفوز بجائزة المرأة البريطانية المسلمة لعام 2020.. شكرا جزيلا لكل الذين رشحوني، ووجهوني.. لعائلتي، وجميع المنظمات التي عملتُ معها وساهمت في نجاحي".

وتُعرّف سحر نفسها على موقعها الإلكتروني، بأنها "متخصصة" في علم الوراثة، وناشطة اجتماعية، وتدعو المسلمين إلى التحالف لتشكيل قاعدة بشرية تشارك في الترحيب باللاجئين، ومناهضة العنصرية، وتمكين المرأة، ومناهضة الإسلاموفوبيا.

وكانت سحر الفيفي تشغل في السعودية عدة مناصب قيادية لتنمية قادة المستقبل من خلال التغلب على عقلية "الضحية للمرأة والمسلمين".

وللعام الثامن على التوالي في مدينة مانشستر، تمنح جائزة "المرأة البريطانية المسلمة" برعاية مجموعة "أوشيانيك" للاستشارات والإعلان، ومديرها التنفيذي عرفان يونس. وأقيم حفل توزيع الجوائز يوم 31 يناير/كانون الثاني الماضي.

ضد النظام من أجل المعتقلين

وتلقت سحر انتقادات كثيرة على خلفية نشاطها الحقوقي، ومعارضتها سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووصفها المملكة بأنها "معتقل كبير"، حتى إن البعض نصحها بالاكتفاء بالإسلاموفوبيا كقضية لها، لكنها كما قالت في مقطع فيديو إن "الحق لا يتجزأ، والعدالة لا تتجزأ أيضا".

وفي السعودية، تبنت سحر حملة للمطالبة بالإفراج عن الناشطة "نهى البلوي" التي اعتُقلت على خلفية اعتراضها على "التطبيع" السعودي مع الاحتلال الإسرائيلي.

وخرجت سحر الفيفي على متابعيها في تويتر -البالغ عددهم أكثر من 13 ألفا- بفيديو في فبراير/شباط 2018 وصفت فيه المطبعين مع الكيان الصهيوني بأشباه الرجال، ووصفت النظام بالظالم والمستبد.

وعندما قررت التضامن مع الداعية سفر الحوالي انتقدها أبناء قبيلتها، حتى إنهم أعلنوا التبرؤ منها.

وبعد سفرها، لم تتوقف سحر عن التنديد بسياسة محمد بن سلمان. وفي مشاركتها بمؤتمر المهجر الثاني في لندن خلال ديسمبر/كانون الأول 2018، اتهمت السلطات السعودية بالاستعانة "بالمتطرفين من الدواعش والعلمانيين وتوظيف فزاعة الإسلاميين التي تستخدمها السلطة حسب الحاجة، فتروع السلطة الشعب باستخدام الدواعش لقمعه تحت ما يسمى محاربة الإرهاب، وأحيانا أخرى يتم ترويعهم من خطباء المنابر تحت مسمى العلمانية والتحررية، وأيضا في أحيان أخرى تروع السلطة الشعب من العلمانيين تحت مسمى المحافظة على الدين، ليكون الناتج شعبا ممزقا، بهدف إبقاء السلطة وإلهاء الشعب".

مغامرات في ويلز

وتعد سحر الفيفي جزءا من الحملة المستمرة بقيادة زعيمة حزب المحافظين سعيدة وارسي لحماية المسلمين ومناهضة الإسلاموفوبيا. لكن سحر تواجه أزمة مع نقابها، في مجتمع يراه مثقفوه رمزا لكراهية النساء، والدعوة إلى قبوله حجة سياسية يستخدمها المتعاطفون مع الإسلاميين، حتى إن نقاب سحر وُصف بأنه "قناع يعود للقرون الوسطى"، كما وُصفت "بالملثمة" في مقال على موقع "المرأة المحافظة".

وردت سحر على تلك الانتقادات على مضض، وقالت إن النقد سيبقى مسموحا به، لكنها تريد معاقبة من يسخر من نقابها بتهمة الكراهية والعنصرية. وكتبت مقالها الأخير بصحيفة "الإندبندنت" تحت عنوان "أرتدي النقاب.. دعني أعبر عما أؤمن به".

ولم تتخل سحر عن عملها العام، وحصلت في يوليو/تموز 2019 على لقب "ناشطة المجتمع العام" في ويلز كنموذج للمرأة الفاعلة في المجتمع، حتى إنها تقدمت لانتخابات أحد الأحزاب السياسية، ولكن الأزمة جاءت مع اتهامها بأنها معادية للسامية بسبب منشورات لها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع الحزب لإيقافها وفتح التحقيق وعرضها على لجنة تأديبية.

وكانت آخر تغريدات سحر الفيفي قبل الفوز بجائزة "المرأة البريطانية المسلمة" لعام 2020 بخصوص العنصرية التي تتعرض لها ومسلمو بريطانيا، ووجهت تغريدتها إلى حزبي المحافظين والعمال البريطانيين "عليكما أن تعلما أن مسلمي بريطانيا ينتمون إلى هنا، وأنهم مواطنون متساوون في حقوقهم، سواء أحببتم ذلك أم لا.. لا تملكان القدرة على ترحيلهم. ويجب ألا يكون لديكم آلية لحماية حقوق الأقليات.. نحتاج إلى الأخلاق وسياسة أخلاقية تخدم الجميع".