المهلة التركية انتهت وأردوغان يتمسك بـ 'شعرة معاوية' 

المهلة التركية انتهت وأردوغان يتمسك بـ 'شعرة معاوية' 
الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

انتهى شهر شباط / فبراير ومعه تنتهي مهلة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للحكومة السورية  بالإنسحاب من المناطق التي حررتها من الجماعات المسلحة في أرياف حلب وإدلب وحماة بمساحة تصل الى قرابة 2000 كيلومتر مربع.

العالم - يقال ان

المهلة التركية انتهت والجيش السوري لم ينسحب، بل على العكس يبدو أكثر إصرارا على تحرير كامل محافظة ادلب من الجماعات الارهابية، وتجلى ذلك ايضا من خلال إعلانه اليوم عن إغلاق المجال الجوي لرحلات الطائرات ولأية طائرات مسيرة فوق المنطقة الشمالية الغربية من سورية، وبخاصة فوق محافظة إدلب ، فهل سينفذ أردوغان وعيده بعمل عسكري واسع النطاق على الدولة السورية؟

الاخبار القادمة من الميدان تتحدث عن انخراط تركي بشكل مباشر في المعارك ضد الجيش السوري منذ قرابة أسبوع فضلا عن تقديم الدعم اللامتناهي للجماعات المسلحة من تغطية مدفعية وصاروخية وطائرات مسيرة، ورغم كل ذلك إلا ان تركيا فشلت في دفع الجيش السوري الى التراجع عن المناطق التي حررها، بل على العكس تماما تمكن الجيش السوري وحلفاؤه خلال الأسبوع الفائت من تحرير ريف ادلب الجنوبي بالكامل ليصبحوا على مقربة من طريق حلب – اللاذقية M4.

وخلال المواجهات مع الجيش السوري بدأت نعوش الجنود الأتراك تعود أفقيا الى تركيا بعدما جاءت عامودية، لتتجاوز الحصيلة الرسمية التركية لقتلى جنودها في ادلب الـ 55 جنديا فضلا عن عدد غير معروف من الجرحى.

أردوغان وبعد مضي أسبوع من المعارك الشرسة التي لم تثمر له شيئا سوى الحرج في الداخل التركي، بدأ يحس بصعوبة موقفه خاصة وأن روسيا لم تقدم أي تنازلات له، متهمة انقرة صراحة بعدم الوفاء بالتزاماتها في اتفاقيتي سوتشي وآستانا والتي تتضمن فصل الجماعات الارهابية التي تتزعمها جبهة النصرة عن الفصائل المسلحة المعارضة إن وجدت، ونزع السلاح الثقيل من هذه الجماعات.

الموقف الروسي الصلب دفع اردوغان للجوء الى حلفاءه في الناتو وأميركا، إلا انه سرعان ما تبين له انهم لن يقدموا له أي مساعدة جدية على الأرض، بل على العكس تماما فإن اميركا والكيان الإسرائيلي يريدون توريطه بحرب مستقيمة مع روسيا ليغرق في المستنقع السوري بحسب ما اكده حزب الوطن التركي.

أردوغان أحس بالفخ الذي يحضر له في سوريا فسارع للضغط على الاروربيين وابتزازهم من خلال فتح الطريق امام اللاجئين للعبور باتجاه اوروبا.

وعلى المقلب الآخر كثف مناوراته الدبلوماسية مع موسكو للتوصل الى حل حول ادلب بعيدا عن المواجهة المباشرة، منتظرا بفارغ الصبر عقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لم يعد الأخير مؤخرا راغبا بلقائه، وهذا ما تجلى بوضوح غداة تكذيب موسكو لأردوغان حول إعلانه عن عقد اجتماع مع نظيره الروسي في اسطنبول في الـ 5 من هذا الشهر، مكتفية بالقول ان بوتين مشغول حاليا، وان العمل جار على التحضير للقاء محتمل بين الرئيسين في موسكو يومي 5 أو 6 الشهر الحالي.

وحسب مراقبين فإن أردوغان لايزال يتمسك بشعرة معاوية المتمثلة هنا بالاجتماع مع بوتين ليجد مخرجا للمأزق الذي وضع نفسه فيه، بعد أن رفع سقف تهيداته ضد الدولة السورية، وتخاذل عنه حلفاءه الغربيين، وعليه فإن الحل يبقى بيد المايسترو الروسي.