ضيف وحوار..

قراءة معمقة في المجتمع الاسرائيلي وسيناريوهات تشكيل الحكومة

الثلاثاء ١٠ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

استضاف برنامج "ضيف وحوار" على شاشة قناة العالم مدير مركز "مسار" للدراسات الاستراتيجية نهاد ابوغوش للحديث والغوص اكثر في المجتمع الاسرائيلي الحالي والتغير والانقسام الحاصل فيه، وكذلك سيناريوهات تشكيل الحكومة الجديدة، وخاصة فيما يتعلق بأحزاب الليكود وازرق ابيض والعمل.

العالم - ضيف وحوار

وقال ابوغوش: إن الجمهور الكبير لحزب العمل لم يذهب كله الى اليمين وجزء كبير منه انتخب حزب ازرق ابيض، لكن المؤسسة الحزبية التي كان يمثلها حزب العمل هذه تحطمت تماما وهي على وشك الاندثار، ومن شارك في الانتخابات الاخيرة هم فلول حزب العمل كعامير بيرتس وغيره، اما المؤسسة الحزبية فهي لم تعد قادرة على توليد لا حراكات وسياسية ولا حلول اجتماعية ولا برامج ولا حضور حتى في الشارع.

واضاف: من هو حزب العمل؟ حزب العمل هو النسخة الاسرائيلية للاحزاب الاممية الثانية التي ضهرت في اوروبا بدايات القرن العشرين او ما اصبح يعرف بالاحزاب الاشتراكية الديمقراطية مثل حزب العمل البريطاني والحزب الاشتراكي الفرنسي الحزب الاشتراكي في المانيا، ونظيرهم الاسرائيلي هو حزب العمل الذي يحمل برنامج واجهته اشتراكية لكنه مع اقتصاد السوق بنفس الوقت، بمعنى انه ليس اشتراكي على طريقة التأميم وعلى طريقة دور الدولة المركزي في تخطيط الاقتصاد، هو يريد ان يحافظ على بعض مزايا الرفاه الاجتماعي لكن مع تحرير السوق.

وتابع ابوغوش: هناك تحولات عاصفة حدثت في اوروبا واميركا مع مجيء مارغريت تاتشر والمحافظين الجدد في اميركا والليبرالية الجديدة، وبالتالي هذا لم يعد له مكان وصار النفس السائد لدى الرأسماليات الغربية هو اقتصاد السوق المتحرر من اي قيد وتقليص تدخل الدولة في كل ما له علاقة به.

واوضح قائلا: الرأسمالية المعاصرة، المحافظين الجدد، لا تريد للدولة ان تتدخل على الاطلاق في كل الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها، لذلك رأينا داخل "اسرائيل" انه مثلا مؤسسات التأمين الصحي التي كانت تابعة لسديروت تحولت للقطاع الخاص.

وقال ابوغوش: حزب العمل كان يتميز عن اليمين بحقلين رئيسيين، الجانب السياسي الخارجي الذي يتعلق بالسلام، اي ان الحزب كان يملك برنامج سلام ويقوم على حل الدولتين بشكل او بآخر في فترة رابين، لكن الحزب تراجع عن هذا البرنامج ولم تكن لديه الجرأة لاعلان انه مع السلام او مع حل الدولتين، تراجع بالتدريج واصبح يقلد حزب الليكود ورأينا الزعماء المتتالين لحزب العمل، وهذه احدى مظاهر ازمة الحزب انه غير حوالي 10 رؤساء خلال عشرين عام، ولم يعد قادة الحزب يسار في الجانب السياسي.

واردف: في الجانب الاجتماعي، الكل يعرف ان الحزب الاشتراكي يعني انه يقود الطبقة العاملة والفئات الفقيرة ويدافع عن مصالحها وعن الحد الادنى للاجور وعن حقوق المرأة العاملة، وهذا الحزب ايضا تبرع بهذا الدور ولم يخض اي نضالات اجتماعية داخل المجتمع الاسرائيلي وترك هذا الدور للاحزاب الدينية، وجاء كحلون من الليكود وخرج ببرنامج اجتماعي اخذ عليه عشر مقاعد، فبالتالي حزب العمل تقاعس ولم يلعب اي دور في قيادة النضالات الاجتماعية.

وبين ابوغوش ان هناك شق آخر يميز الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية وهو دورها في قضايا الحريات والحقوق المدنية مثل الطلاق والاجهاض وضد الاكراه الديني وعلمانية الدولة وما الى ذلك، وايضا هذا المجال كان هناك من هو ابرع من حزب العمل في قيادته، قائلا إن الملاحظ في انتخابات 2020 ان من قاد هذه المسائل هو ليبرمان اليميني العنصري المتطرف هو الذي كان يقود شعار العلمانية او معركة العلمانية ضد الاكراه الديني، وقبله يائير لبيد الذي قاد حزب يوجد مستقبل.

وقال: اذن حزب العمل لم يفلح لا بالسياسة ولم يفلح في النضالات الاجتماعية ولا في النضالات الديمقراطية والمدنية وحاول ان يقلد اليمين في كل هذه المسائل، فبالتالي الناخب الاسرائيلي لديه يمين حقيقي واصلي ويمين مقلد، ولذلك فهو اختار الاصلي، ولذلك الجمهور عاقب حزب العمل ومعظم الاصوات والجمهور الذي كان ينحاز تاريخيا الى حزب العمل، تحديدا الطبقة الوسطى الاشكنازية الغربية ذات التقاليد العلمانية كانت دائما تنتخب حزب العمل، هؤلاء ذهبوا الى حزب ازرق ابيض.

واوضح ابو غوش انه بعد 70 عاما من قيام الكيان الاسرائيلي نجد انه منقسم الى تجمعات اثنية وعرقية وطائفية متمايزة، فهناك يهود متدينون غربيون ويهود متدينون شرقيون، علمانيون شرقيون وعلمانيون غربيون، روس ككتلة واحدة حوالي مليون وربع روسي واصبحت لديهم احياء ومدن واذاعات وصحف وعادات اجتماعية وثقافية يمارسونها وكأنهم يعيشون في روسيا وهناك مناطق لا يتكلمون اللغة العبرية فيها، وهؤلاء ينتخبون احزابا خاصة بهم مثل يسرائيل بعليا ويسرائيل بيتينو، وافيغدور ليبرمان اصبح يمثلهم.

وفي جانب آخر من حديثه قال انه في الانتخابات الاخيرة لم يكن هناك اي تباين او خلاف جوهري في البرامج السياسية للاحزاب الرئيسية، لا تجاه صفقة القرن ولا تجاه قانون القومية ولا تجاه برنامج السلام او الحرب مع الفلسطينيين ولا تجاه قطاع غزة ولا تجاه النووي الايراني، كان هناك خروق طفيفة جدا لا تستحق الذكر، مثلا ان نتنياهو يعارض اقتلاع اي مستوطن بينما غانتس يقول ان بعض المستوطنات المعزولة هي عبئ وتكاليف حمايتها وحراستها كبيرة.

المزيد تابعوه في الفيديو الكامل للحلقة مرفقا..