في ظل ازمة كورونا.. غانتس يعد بتشكيل حكومة خلال ايام

في ظل ازمة كورونا.. غانتس يعد بتشكيل حكومة خلال ايام
الإثنين ١٦ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٣٢ بتوقيت غرينتش

بعد حصوله على تكليف رسمي بتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، أجرى بيني غانتس، رئيس أركان جيش الاحتلال السابق والمنافس الرئيسي لرئيس حكومة تصريف الاعمال بنيامين نتنياهو، اتصالات مع قادة الأحزاب الإسرائيلية لتشكيل الحكومة. وعلى وقع الجمود السياسي الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي وفي ظل أزمة انتشار وباء كوفيد-19، وعد زعيم حزب "أزرق أبيض"، بتشكيل حكومة شاملة خلال أيام، مطالبا في الوقت نفسه بتقديم نتنياهو إلى المحاكمة.

العالم - تقارير

ذكرت القناة 7 الاسرائيلية أن غانتس تحدث مع رؤساء أحزاب "العمل" و"ميريتس" و"إسرائيل بيتنا"، ورتب للقاءات معهم لإجراء مفاوضات الائتلاف الحكومي.

وأشارت إلى أن غانتس تحدث أيضاً مع رئيس حزبي "شاس" آرييه درعي و"يهودت هتوراه" يعقوب ليتزمان ورئيس "اليمين الجديد" نفتالي بينت، لكنهم رفضوا اللقاء أو التفاوض معه بمعزل عن كتلة اليمين.

وأعلن رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين رسميا، في وقت سابق من اليوم الاثنين، تكليف زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس بتشكيل الحكومة الجديدة.

وجاء هذا الإعلان بعد حصول غانتس، على دعم واحد وستين عضوا من الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) لتشكيل الحكومة.

وقال غانتس عقب إعلان تكليفه بتشكيل الحكومة، إنه سيفعل كل ما بوسعه لتشكيل حكومة شاملة وائتلافية خلال أيام، سيخدم فيها كل الناخبين وسيقود كيانه لمواجهة فيروس كورونا و"فيروس الانشقاق"، مضيفا أن الانتخابات الرابعة غير ممكنة.

وطالب غانتس بتقديم رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى المحاكمة والعدالة، معتبرا أنه "لا أحد فوق القانون في إسرائيل"، على حد زعمه.

ورفض غانتس في السابق المشاركة في أي حكومة يرأسها نتنياهو في ظل ملفات الفساد التي يواجهها أمام القضاء الاسرائيلي.

ووجهت لنتنياهو في كانون الثاني/يناير اتهامات رسمية بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة في ثلاث قضايا.

وقضت محكمة في القدس الأحد بتأجيل بدء محاكمة نتنياهو إلى 24 أيار/مايو بسبب انتشار وباء كورونا "كوفيد-19"، بعدما كانت مقررة الثلاثاء.

وهاجم خصوم رئيس الوزراء المنتهية ولايته القرار واتهموه باستغلال الوباء لتأجيل المحاكمة التي طال انتظارها.

وقدم حزب "إسرائيل بيتا" مشروع قانون إلى الكنيست لتعديل القانون الأساسي ومنع أي عضو مرفوع ضده لوائح اتهام من تولي منصب رئيس الوزراء أو تشكيل حكومة في الكنيست القادم.

وفاز حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بعدد مقاعد أكبر من تحالف غانتس "أزرق أبيض" في الانتخابات العامة التي جرت في الثاني من آذار/ مارس الجاري، لكن غانتس كان مدعوما بأغلبية من المشرعين.

وتعيش فلسطين المحتلة حالة إغلاق شبه تام، في محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي شلى الحياة الاسرائةيلية بشكل تدريجي، وقد فرض كيان الاحتلال الأسبوع الماضي على كافة القادمين الى فلسطين المحتلة الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.

وبلغ عدد مصابي كورونا في الكيان الإسرائيلي في آخر حصيلة رسمية اليوم الاثنين، 250 حالة، بعدما تم اكتشاف 48 إصابة جديدة، فيما تشير التقديرات إلى وجود ما بين 2500-3000 مصاب مفترض بفيروس كورونا في الكيان الاسرائيلي وفق ما افادت صحيفة "إسرائيل اليوم".

وكان رئيس الكيان الإسرائيلي قال أمس الأحد، إنه سيدفع حتى اللحظة الأخيرة باتجاه تشكيل حكومة ائتلافية في ظل أزمة فيروس كورونا الذي يواصل انتشاره.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن سبب العدد الكبير نسبيا للحالات الجديدة هو ارتفاع عدد الفحوص التي أجريت، مشيرة إلى أن من بين حاملي الفيروس، 18 من أفراد الطواقم الطبية.

وكان زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" حصل على توصية غالبية أعضاء الكنيست الـ120.

وعلى الرغم من التوصية بغانتس، تبقى إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة صعبة في ظل الانقسامات العميقة داخل الأحزاب التي دعمته وخاصة تلك التي بين القائمة العربية المشتركة وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

ولطالما أعلن ليبرمان عن رفض تشكيل حكومة ائتلافية بدعم نواب لقائمة العربية المشتركة الذين وصفهم في السابق بأنهم "طابور خامس"، حسب تعبيره.

ولم تسفر الانتخابات التشريعية الأخيرة التي كانت الثالثة في الكيان الإسرائيلي خلال أقل من عام، عن نتائج حاسمة.

ورغم فوزه في الانتخابات الأخيرة، حالت ثلاثة مقاعد برلمانية دون تكليف نتنياهو تشكيل الحكومة إذ حصد وحلفاؤه 58 مقعدا في حين يتعين حشد تأييد 61 نائبا في البرلمان لتشكيل الحكومة.

وأمام زعيم التحالف الوسطي "أزرق أبيض" 42 يوما كحد أقصى لتشكيل حكومة، وهي مهمة ثبت أنها مستحيلة بعد انتخابات العام الماضي.

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" رأي الكاتبة الإسرائيلية سيما كادمون التي أشارت إلى أن غانتس لديه "تفويض أجوف"، في إشارة إلى الانقسامات التي من المحتمل أن تشكل عائقا داخل معسكر نتنياهو.

ويسعى رئيس الاحتلال الإسرائيلي إلى تشكيل حكومة "بأسرع وقت ممكن"، لمساعدة الكيان الإسرائيلي على تخطي وباء كوفيد-19.

واستدعى ريفلين الخصمين الأحد من أجل إجراء "محادثات عاجلة" انتهت دون اتفاق، مشددا على ضرورة تكثيف الاتصالات المباشرة بين فريقي تفاوض الليكود و"أزرق أبيض".

لكن وعلى ما يبدو أن توافق الخصمين سيكون صعبا لا سيما بعد تصاعد التوتر بينهما في الأيام الأخيرة، وهو ما عكسته التصريحات المتبادلة بين الجانبين.