الوجود الاميركي في سوريا احتلال يجب اجتثاثه

الوجود الاميركي في سوريا احتلال يجب اجتثاثه
الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠٢٠ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

تكررت مؤخرا الاعتراضات الشعبية في شرق سوريا على الوجود الاحتلالي للقوات الاميركية في المنطقة؛ وليس آخرها على مايبدو الاعتراض الاخير لرتل القوات الاميركية في قرية حامو بريف القامشلي في الحسكة شرق سوريا.

العالم - كشكول

منذ الايام الاولى لتواجد القوات الاميركية على الاراضي السورية لاقت هذه القوات معارضة كبيرة سواء على المستوى الرسمي من الحكومة السورية او على المستوى الشعبي. معارضة اخذت اشكالا متعددة، منها ما بقي في حد الاحتجاجات ومنها ما اخذ الطابع العسكري والمواجهة، ولو بأقل الامكانات، فقطتع الطرق على القوات الاميركية وارتالها ورميها بالحجارة والزجاجات وما تيسّر للاهالي في المناطق التي تمر بها هذه القوات دليل واضح ودامغ على الرفض الشعبي لهذه القوات وممارساتها التعسفية في هذه المناطق.

ما يمكن ملاحظته جليا هوتصاعد وتيرة هذه المعارضة للتواجد الاميركي في سوريا من خلال اعتراض الارتال الاميركية على الطرقات وفي القرى منذ بداية العام الميلادي الجديد. ما يمكن ربطه بجريمة اغتيال القادة قائد لواء القدس في حرس الثورة الاسلامية الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ابو مهدي المهندس بداية العام الجاري.

وبغض النظر عما اذا كانت جريمة اغتيال الشهداء القادة هي الشرارة التي اشعلت البارود تحت القوات الاميركية في المنطقة أو لم تكن، إلا أن الانتهاكات الاميركية بحق السكان المحليين في المناطق التي تتواجد فيها هذه القوات، سرّعت في اشعال الغضب وتزايد حالة الرفض الشعبي في وجه قوات الاحتلال الاميركي.

كل هذه الاحداث وتصاعد وتيرة المعارضة وتعدد اشكالها يبشر بولادة مقاومة شعبية حقيقية بكل مقوماتها في المنطقة ضد التواجد الاميركي ومشاريعه في هذه المنطقة، ويضع في حسابات المقاومة اخراج القوات الاميركية من الاراضي السورية.

التجربة خير دليل؛ فمن اخرج الاحتلال الاميركي من العراق سنة 2011 هي المقاومة الشعبية وفصائلها التي تشكلت رداً على التواجد الاميركي غير المرحب به في العراق.

على ما يبدو بأن اعلان واشنطن سحب قواتها من ثلاث قواعد في العراق أبرزها القائم القريبة من الحدود السورية، لم يرضِ شعوب المنطقة ولم يكن كافيا بالنسبة لها، هذا أولاً؛ وثانيا، زاد من ثقة الشعوب بنفسها في مواجهة الآلة العسكرية الاميركية وقدرته على المواجهة والتصدي لها ولمشاريعها في المنطقة.

لا نريد الغاء دور الجيش السوري في تشكل وتقوية فكرة المقاومة عند الشعب السوري في الشرق ضد القوات الاميركية، فكثير من الاعتراضات الشعبية للارتال الاميركية كانت اما بضوء اخضر من الجيش السوري او بمشاركة مباشرة منه كما حدث مؤخرا. ما يعد بسيناريو جديد في سوريا حجره الاساس معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" التي أنتجت انتصارات على مستوى المنطقة والعالم في لبنان.

المقاومة التي لطالما تخوفت أميركا والكيان الصهيوني من تشكلها في الجنوب السوري وعلى الحدود الفلسطينية بالتحديد، -والوجود الاميركي في التنف هو لوأد هذه المقاومة قبل أن تخلق هناك-، يبدو أنها بدأت تتشكل في الشرق والشمال السوري، والهدف نفسه، اجتثاث الوجود الاميركي من سوريا، وربما يكون الهدف الثاني على أولويات هذه المقاومة هو تقوية الجنوب السوري ضد الاحتلال الاسرائيلي وربما تحرير الجولان السوري المحتل.

ابراهيم شربو