أسرى فلسطين.. موت بطيء بين قيد السجان وكورونا

أسرى فلسطين.. موت بطيء بين قيد السجان وكورونا
الأربعاء ٢٥ مارس ٢٠٢٠ - ٠٣:٣١ بتوقيت غرينتش

بلا استئذان ودون سابق إنذار اقتحم ڤايروس كورونا معظم دول العالم ليصنع في كل دولة حكاية لكن الأكثر مرارة هو حكايته فلسطين التي تواجه من عقود من الزمن وباء الاحتلال الاسرائيلي الذي لا يقل إجراماً عن كورونا نفسه بحق البشرية والإنسانية 

العالم - قضية اليوم

والبداية ستكون من السجون الاسرائيلية تخيلوا أن خمسة آلاف أسير يعيشون في ٢٦ معتقل في ظروف قاسية من بينهم 180 طفلا و43 امرأة منهن 16 أماً والحكاية سنبدؤها من الاهمال الطبي المتعمد لصحة الأسرى ففي الأسر هناك ٧٠٠ أسير يعانون أمراضا خطيرة ويواجهون الموت يوميا في منهم ٢٠٠ مريض بالسرطان وأمراض خطيرة ، وبينما تم تعقيم كل مكان في العالم لم تقم ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية بتعقيم السجون في حين قامت بتعقيم السجون التي تضع بها الاسرائيليين المحبوسين على قضايا جنائية ، وقد سبق ذلك منع ادخال كافة أدوات التنظيف إلى السجون وحرمانهم من الكثير من المواد الغذائية ، وبالتالي نحن أمام خطر كبير يعيشه الأسرى في السجون ولا نبالغ لو قلنا أنه خطر متعمد قد يكون الهدف منه المساس بأرواحهم فقبل نحو أسبوع أعلنت مصلحة السجون الاسرائيلية عن وجود أربع أسرى مصابين بڤايروس كورونا في سجن مجدو وبعد يومين نفت الأمر وفي ظل هذا التضارب تتألم قلوب أهالي الأسرى الذين لا يجدون وسيلة صادقة تطمئنهم عن أبنائهم فوفق منظمات حقوقية تعنى بالأسرى، يتم حجر الأسرى المشتبه بإصابتهم بالفيروس في "زنازين انفرادية"، ومن دون أي إجراءات صحية مناسبة فالكيان الإسرائيلي لم يقم بأي تدابير من شأنها حماية أرواح الأسرى، سواء بالإفراج عنهم، أو على الأقل تزويدهم بأدوات الوقاية، بل فرضت مزيدا من القيود وبهذا فإن الكيان بهذه الممارسات يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني والشيئ الوحيد الذي فعله الكيان الاسرائيلي كإجراء وقائي هو منع الأهالي من زيارة أبنائهم في الأسر !!
والخطر يزداد يوما بعد يوم فالكيان الاسرائيلي تتسارع بداخله معدلات الإصابة بالڤايروس ولم يعد قادراً على السيطرة عليه فقد سجل حتى اللحظة ١٧٠٠ مصابا فيما توفي ثلاثة اسرائيليين والوضع لديهم يزداد سوءا في ظل عدم قدرتهم على السيطرة فمؤسسة للجيش تتكتم على العدد الفعلي للمصابين فيها في حين تشير التقارير المسربة الى اصابة المئات من الجنود وبالتالي فإن الأسرى معرضين لخطر حتمي لثلاثة أسباب أهمها المناعة الضعيفة لأجسادهم في طل الاهمال المتعمد لوضعهم الصحي خلال عقود من الزمن وثانيا للاحتكاك المباشر بينهم وبين الجنود الذين قد يخالطو زملاؤهم المصابين ويصبح الأمر أكثر سرعة لانتقال الڤايروس وثالثا لظروف الاحتجاز القاسية دون نظافة ودون تعقيم ، وكعادة الأسرى فهم يبدؤون نضالهم داخل عتمة الأسر قبل أن يأتيهم شعاع التضامن من الخارج فلطالما كانوا في خط الاشتباك الأول مع الاحتلال حتى وهم مقيدين ولذلك نفذوا سلسلة خطوات احتجاجية ضد مصلحة السجون وقد بدؤوها بإرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام حتى يتم تعقيم السجون واتخاذ إجراءات وقائية وفحص الأسرى المرضى والاهتمام بهم كما طالبوا بعدم التعتيم بخصوص الأسرى الأربعة المعزولين والذين ترفض إدارة السجون الإفصاح عن وضعهم الصحي وقطع جميع الاتصال فيهم ومنع زيارتهم من قبل المحامين .
وبالتالي نحن أمام وباء يضع العالم أمام مسؤولية أخلاقية وتاريخية تجاه خمسة آلاف أسير فلسطيني خلف قضبان السجون الاسرائيلية فنحن بحاجة في هذه اللحظات لرفع الوعي الشعبي العالمي بقضايا إنسانية وقضايا ارهابية على الجهة الأخرى متمثلة بممارسات الاحتلال التي تخالف كل الأعراف الدولية وبالتالي كورونا كشف كورة الجميع ولابد أن يكون العالم ما بعد كورونا ليس كما قبله وإلى أن يحدث ذلك فالأسرى داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي يعيشون موتاً جماعياً متعمداً في مشهد هو الأسوأ في زمن الكورونا .

اسراء البحيصي