كيف تعاملت ايران مع شائعات منصات التواصل حول كورونا؟

الأحد ٠٥ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٢:٠٥ بتوقيت غرينتش

اكد سكرتير المجلس الاعلى للفضاء الافتراضي ابو الحسن فيروزآبادي ان وسائل التواصل الإجتماعي لعبت دوراً في نشر الاكاذيب والاحصائيات المفبركة لبث الذعر لدى الشعب الايراني فيما يخص بتفشي فيروس كورونا، اضافة الى انتحال صفة شخصيات مسؤولة بنشر هذه الاحصائيات الكاذبة عن اصابات ووفيات الوباء وكيفية اجراءات الدفن في بعض المدن الايرانية.

العالم - خاص بالعالم

واوضح فيروزآبادي في حواراً خاص مع قناة العالم قائلا: انه ونتيجة لذلك اتخذت الرئاسة الوطنیة لمكافحة فیروس کورونا قراراً بإنشاء لجنة تکون مسؤولة عن نشر الأخبار الطبّیة والمواضیع التعلیمیة والتعلیم الطبّي أو التثقیف الصحّي إلی جانب الأخبار المتعلقة بالحوادث وتفشّي المرض کالإحصائیات والنواقص بهدف التحکّم فیها وتنظیمها في الفضاء الالكتروني، مشيراً الى ان الامريكيين قاموا بإعطال التطبیق الخاص بوزارة الصحة في ایران کانت مهمته تکمن في رصد مدی إنتشار المرض في البلاد.

اليكم فيما يلي نص المقابلة:

السؤال الاول: ما هي ابرز الاجراءات يقوم بها مقر السايبري للمركز الوطني لمراقبة الفضاء الافتراضي حول مكافحة فيروس كورونا؟

الجواب: منذ لحظة إکتشاف فیروس کورونا في البلاد، في حقیقة الأمر جمیع الوحدات التابعة لمرکزنا والتي کان بإمکانها تقدیم المساعدة والعون في الفضاء الالکتروني لإدارة أفضل للأزمة، أصبحت محل إهتمام.

فخلال الدراسات الأوّلیة کان البحث یترکز حول الإستفادة من تقنیات الإتّصالات والمعلومات في قطاع التعلیم عن بُعد، إلی جانب التجارة الالکترونیة أي التجارة والتعامل بدون التفاعل المباشر والقیام بالمسؤولیات الإداریة إضافة إلی الإستعانة البنوك المعلوماتیة الکبیرة التي تزخر بها البلاد والتي بإمکانها الحدّ من إنتشار هذا المرض من خلال معالجة مثل هذه المعلومات، وهذا بالتحدید ما نقوم به في مرکزنا.

کذلك الحال مع وسائل الإعلام، حسناً، کنّا قد وضعنا في الحسبان حقیقة نوع من الإشراف والإدارة في هذا القطاع بهدف وضع وسائل الإعلام في أفضل حالاتها، والسبب أنّ الملاحظات والإشعارات ضرورة لإدارة الأزمة. خلال الأسابیع الثلاثة الأولی من إنتشار فیروس کورونا، وجدنا ترحیباً حارّاً وقویّاً من قبل الناس فیما یخصّ قطاع التعلیم، حیث أبدی الأفراد رغبتهم في معرفة المزید عن هذا المرض وطرق العلاج والوقایة منه إلی جانب مدی خطورته علی صحّتهم.

حسناً، في تلك الأیّام نشطت وسائل إعلامنا والمواقع الإجتماعیة إلی حدّ بعید، وقد لاحظنا زیادة بنسبة 30% في أنشطة الشبکات الإجتماعیة وعلی الأخصّ في مشاهدة المواضیع المختلفة، وهذه النسبة کبیرة وهامّة. کلّما مضینا قدماً بالتدریج للأسف واجهنا ثلاثة مواضیع سواء في القطاع الخبري أم التعلیمي. أحدهم کان یتعلّق بالخبر، والسؤال المطروح ماهو الخبر الموجود؟ کیف هي الإحصائیات؟ کم هو عدد المصابین بالفیروس؟ وأین هم؟ للأسف ما هو عدد الموتی علی مستوی البلاد؟ وأین هم؟ وکیف جری ذلك؟

أمّا الموضوع الثاني فکان یتعلّق بالوقایة والعلاج، بینما الموضوع الثالث کان کومیدیاً وذلك بسبب أوقات الفراغ التي توفّرت للناس، کانت الفکاهة تملأ قسماً من أوقات الفراغ لدی أفراد الشعب، وهذه الکومیدیا کانت تتمحور حول فیروس کورونا. ولاتزال هذه المواضیع الآنفة الذکر هي المتصدّرة للمواضیع المنتشرة في مواقع الشبکات الإجتماعیة.

الظاهرة التي واجهناها نحن، علی الأخصّ خلال الأیّام العشرة الأخیرة، زیادة الأخبار الوهمیة والأخبار الملفّقة والأخبار الضارّة والکاذبة، بالأخصّ علی المجتمع، والتي تسبّب الحیرة والإرتباك وإزعاج عقول الناس، کلّ هذه الأنواع التي واجهناها في قطاع التعلیم ماهي إلا إجتهادات شخصیة من أشخاص غیر مؤهلین ولم یکونوا علی درایة کافیة في طبّ الأسنان، کما کان هناك أفراد ملمّین بالطبّ ولکن بسبب حداثة هذا المرض کانوا یجتهدون بصفة شخصیة.

علی سبیل المثال، بعض أنواع العلاج التي کانت تخصّ أمراضا معیّنة کان هؤلاء الأطبّاء یعطونها لمرضی هذا الفیروس! کلّ ما سبق ذکره أدّی إلی أن تتّخذ الرئاسة الوطنیة لفیروس کورونا قراراً بإنشاء لجنة تکون مسؤولة عن نشر الأخبار الطبّیة والمواضیع التعلیمیة والتعلیم الطبّي أو التثقیف الصحّي إلی جانب الأخبار المتعلقة بالحوادث وتفشّي المرض کالإحصائیات والنواقص بهدف التحکّم فیها وتنظیمها.

نحن نهدف في هذه اللجنة إلی التذکیر والتنبیه فحسب، لکنّنا واجهنا التزویر وإنتحال صفة شخصیات، علی سبیل المثال، کان لدینا شخص صاحب مطعم لکنّه عرّف نفسه علی أساس أنّه رئیس بلدیة بوشهر في وسائل التواصل الإجتماعي وقدّم إحصائیات خاطئة. أو مثلاً کان هناك أفراد قدّموا أنفسهم علی أنّهم مسؤولین عن إجراءات الدفن في إحدی المدن وقدّموا إحصائیات کاذبة عن الموتی والمصابین.

ما أرغب قوله هو أنّ الصلاحیات المعطاة لهذه اللجنة جیّدة إلا أنّنا نکتفي حالیاً علی التذکیر والتنبیه وتفنید الأخبار غیر الصحیحة. لکن في الحقیقة إذا لم نتوصّل إلی نتیجة مرضیة من خلال التذکیر سوف نرکن إلی تسریح الشخص المعني من الخدمة مؤقتاً أو تغریمه أو قطع الإمتیازات والتسهیلات الحکومیة عنه. حتّی اللحظة ما قمنا به في حقیقة الأمر لم یتعدّ التذکیر والتوضیح فقط.

سؤال: ازمة تفشي فيروس كورونا في كافة انحاء العالم، هناك اقبال غير مسبوق الى منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنيت، كيف هو الحال في ايران لاسيما وان البلد يعيش عطلة رأس السنة الشمسية "عطلة النوروز"؟

جواب: بالطبع نحن قمنا بملأ سلة أوقات فراغ الناس ببرامج ومواضیع متنوّعة. بمعنی أنّه عن طریق أسالیب التنسیق التي نُفّذت في هذا المرکز، قمنا بعرض الکثیر من الکتب الالکترونیة بصورة مجانیة. وکما تعلمون فأنّ الکتب الالکترونیة تکون إمّا صوتیة أو علی شکل نصوص.

في الحقیقة الکثیر من الأفلام التي کانت موجودة في الارشیف البلاد وضعناها تحت تصرّف الناس. کما أن الشرکات التي تعرض أفلام الفیدیو حسب الطلب قمنا بتفعیل أنشطتها أیضاً، وقد کان الإستقبال جیّداً من قبل مستخدمیها، بالأخصّ أننا عرضنا مائة میغابایت من الإنترنت مجاناً لمدّة زمنیة طویلة.

بشکل عام، سعینا إلی تخصیص قناة تلفزیونیة تعلیمیة وخلال یومین أو ثلاثة سوف تقوم وزارة التعلیم بتنفیذ مشروع ضخم یترکّز علی تطبیق التعلیم الإفتراضي في البلاد وسیکون هذا التعلیم بشکل تفاعلي، أي بمعنی إدارة فصول إفتراضیة لجمیع الأقسام والمستویات التعلیمیة المختلفة علی مستوی کلّ البلاد.

سعینا جاهدین إلی عدم ملأ أوقات فراغ الناس بالمواضیع الکومیدیة والأخبار من خلال شبکات التواصل الإجتماعي، بل عن طریق آخر أیضاً.

سؤال: فيروس كورونا تسبب بتعطيل كلشي في ايران كالمدارس والجامعات، ولكن لم يعطل الدراسة ومواصلة التعليم عبر التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي والانتريت، كيف تقومون بادارة هذا الامر؟

جواب: کما أسلفت لکم، نحن هنا نقدّم ید المساعدة للمؤسّسات المسؤولة عن هذا العمل. إفترض أنّ وزارة التعلیم هي التي تتابع مشروع التعلیم الإفتراضي لکنّ مهمّتنا نحن تترکّز علی مساعدة الوزارة المذکورة کي تقوم بتنفیذ المشروع بشکل أسرع وأحسن وایجاد الترابط والإتّصال بین الشرکات الکبیرة الموجودة في البلاد.

في الحقیقة نحن نسعی إلی أن تتّصل هذه الشرکات بالنظام التعلیمي في البلاد وتساعد علی إنشاء التعلیم الإفتراضي في بلادنا. وکذلك الحال في قطاع التجارة الالکترونیة، حیث نسعی إلی أن تنشط الأعمال الالکترونیة التي تبلورت في البلاد والآن هي في حالة رکود، کما تعلمون فأنّ الإقتصاد الدیجیتالي (الرقمي) یحظی بمستوی جیّد في البلاد، لربّما یکون فریداً من نوعه في منطقتنا.

نحن لدینا شرکات مشابهة لأمازون وشرکة "أوبر"، في الحقیقة فأنّ العدید من المهن والأعمال الألکترونیة قد تشکّلت في البلاد. نحن سعینا من خلال إقامة المهرجانات وعن طریق إعطاء بعض الإعفاءات والإستثناءات، التي سیُتخذ قرار بشأنها في الرئاسة الوطنیة لفیروس کورونا خلال الأیّام القلیلة المقبلة، بأن یقوم الناس بإنهاء أعمالهم ومتطلباتهم عن طریق التجارة الالکترونیة من دون الحاجة إلی الحضور في المحال التجاریة.

أساس سیاستنا في حقیقة الأمر یتمثّل في عدم التدخّل في الأعمال والمهن الموجودة، بل تقدیم المساعدة کي تتبلور الصورة الالکترونیة لها وللأنشطة التعلیمیة في البلاد.

سؤال: لو طالت ازمة فيروس كورونا واستمر الحجر المنزلي، فهل شبكة الانترنيت في ايران قادرة على استيعاب والتجاوب مع هذا الحجم من الطلب؟

جواب: حتّی الیوم کانت الشبکة العنکبوتیة لدینا متجاوبة مع المتطلبات، ولکن علی أیّة حال علینا تطویر هذه الشبکة بما یتناسب مع الفترة الزمنیة التي سیستغرقها هذا المرض، ونحن لانزال نفکّر في تنفیذ هذا المشروع. ولکن الحمدلله حتّی الیوم إستطعنا إنشاء أنظمة العمل عن بُعد والتعلیم والتجارة الالکترونیة والنظام الترفیهي في البلاد إلی حدّ مقبول والحمدلله.

سؤال: منصات التواصل الاجتماعي تعج بالشائعات والاحصائيات والاخبار الكاذبة، بعضها تابعة لوسائل اعلام حكومات مناوئة لايران، فيكيف تعالجون هذا الكم الهائل من الشائعات والاخبار الكاذبة؟

جواب: نحن وضعنا ثقلنا علی موضوع التوضیح للناس. الإحصائیات التي جمعتها حتّی یوم أمس، منذ العشرین من شباط/ فبرایر وحتّی الثالث والعشرین من آذار/ مارس، قمنا بنشر 2600 تفنید في الفضاء الالکتروني. هذا الرقم یدلّ علی أنّ 2600 کذبة کانت إلی حدّ أنّها حصلت علی إهتمام إجتماعي لذا کان یتوجّب علینا تفنیدها ونفیها.

للأسف یوجد مثل هذا الإحتمال في الفضاء الالکتروني بأن یقوم أيّ شخص بنشر ما یحلو له من أخبار وهذه الأخبار یمکن للجمیع أن یستلمها ویقرأها. ولکي نواجه هذه الظاهرة، في الحقیقة کما أسلفتُ لکم نحن نقوم بتوضیح الأمور للناس وتفنید الأکاذیب المنتشرة في الفضاء الألکتروني وللأسف الأکاذیب موجودة بوتیرة أعلی في ایران.

وسبب هذه الزیادة في الأکاذیب والإشاعات الموجودة في ایران لربما تعود إلی أنّنا أُصبنا بفیروس کورونا بعد الصین بهذه الوتیرة العالیة، لهذا فأن الکثیر من الظواهر التي حدثت في ایران کانت غریبة. إفترض أنّ بعض مسؤولینا أصابهم فیروس کورونا، وقد حدثت هذه الظاهرة في ایران، إلا أنّها تعرّضت للتضخیم کثیراً.

ولکن نفس هذا الأمر حینما حدث في البرلمان الفرنسي أو حینما أصاب بعض المسؤولین الرفیعین في البرازیل وألمانیا، لم یتلق الإهتمام الکافي کما حصل لدینا هنا في ایران. للأسف نحن نری البعض وهم یسعون إلی أن یفهموا العالم بوجود نواقص في ایران، ولکن علی كل حال، وبالنظر إلی الأحداث التي وقعت في دول أخری، أصبح واضحاً للعیان أنّ إدارة فیروس کورونا تعمل بمستوی جیّد، والحقیقة أنّ هذه الأدارة تعمل بیقظة وحزم وصلابة ودقة، ولکن بطبیعة الحال فهذا المرض یسبّب بخسائر، وللأسف فأنّ قسماً من هذه الخسائر الناجمة عن فیروس کورونا یُعرض في الفضاء الألکتروني.

سؤال: هناك جرائم كثيرة في الفضاء الافتراضي وبث الشائعات والاخبار الكاذبة، فكيف تتعاملون مع هذه الجرائم، هل هناك تعاون مع السلطة القضائية في ايران لمكافحة هذه الجرائم أم ماذا؟

جواب: بالطبع في هذه اللجنة التي أقمناها، السلطة القضائیة موجودة بصفتها عضو فیها، وحقیقة الأمر أنّه لو کانت هناك جریمة قد حدثت أو مماطلة قد وقعت وبحاجة إلی تدخّل قضائي سوف نسعی إلی التعامل مع الحالة بسرعة بناء علی الصلاحیات المعطاة لهذه اللجنة. ولکن دعني اكون صریحاً معکم، العقوبات التي تُفرض في بعض الدول کالسجن لمدّة خمس سنوات أو أشد من هذه العقوبة لا مکان لها في بلادنا. نحن نسعی في حقیقة الأمر إلی عدم الوصول إلی هذا المستوی من العقوبات بل نسعی إن شاء الله عن طریق التذکیر وفرض عدد من القیود والإغلاق المؤقّت أو فصل الخدمات المؤقتة أن نتعامل مع هذه المخالفات التي تقع في هذه الأجواء.

سؤال: الجرائم التي يرتكبها المواطن الايراني، ولكن هناك وسائل اعلام حكومية تابعة لبعض الدول في الخارج، فكيف تتعامل مع هذه الوسائل؟ هل ستقوم وزارة الخارجية الايرانية باقامة دعوى أم ماذا؟

جواب: بالطبع نحن نتمتّع بخبرة طویلة. علی أیّة حال وبعد السنوات التي تلت إنتصار الثورة الإسلامیة المبارکة کانت التیّارات الدولیة القویّة التي حظيت ولاتزال بالدعم والمساندة من قبل أمریکا و"إسرائیل" تعمل علی ایجاد أجواء مضادّة ومعادیة لبلادنا، حتّی اللحظة هناك جیوش الکترونیة وقنوات تلفزیونیة لاحصر لها والتي هي في الحقیقة مستأجرة من قبل العناصر التي تدین بالولاء لأمریکا و"إسرائیل"، وکما أسلفتُ لکم فأنّ الکثیر من الظواهر التي تُعتبر عادیة في الدول الأخری، إلا أن الأعداء هنا في ایران کانوا ولایزالون یسعون إلی تضخیمها ومنحها أکبر من حجمها. ففي الکثیر من الدول توجد نواقص في الکمّامات والعدید من المواد الصحّیة ومواد التنظیف وأسرّة المستشفیات، إلا أنّ ما سبق ذکره من المواد لم نشهد لها نقصاً في بلادنا أو أنّه تمّت إدارتها بطریقة منعت حدوث أي أزمة في الحصول علیها. لکن الأعداء سعوا إلی تضخیم هذه الأخبار، لهذا فأننا کما عملنا في الحوادث السابقة، سوف نعمل من خلال القنوات الدبلوماسیة علی التقدم إلی الأمام، لکن الأمر المهم لدینا في الوقت الراهن هو إفهام أفراد الشعب ومعرفته بالمستجدّات وتجنیبهم المشکلات.

سؤال: اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في كلمته المتلفزة الاخيرة، على قوة الفضاء الافتراضي ووصفه بالجوهر والمفصلي والحياتي، انتم كمسؤول في هذا المجال، كيف يترجم هذا الكلام على ارض الواقع؟

الجواب: الفضاء الألکتروني یولّد القوة الناعمة في العالم. کانت القوة الناعمة في السابق حکراً علی وسائل الإعلام، إلا أنها الیوم موزعة علی وسائل الإعلام وعلی شبکات التواصل الإجتماعي التي هي واسعة ومنتشرة جداً.

کانت القوّة الناعمة في السابق بإتجاه واحد من خلال وسائل الإعلام الجماعیة، أما الیوم فأنها بإتجاهین. حسناً، الأدوات الرئیسة للقوّة الناعمة تتمثل في قاعدة المعلومات الأساسیة الإعلامیة (پلتفورم) ونظیراتها في شبکات التواصل الإجتماعي.

حقیقة الأمر، وللأسف أن أغلب الأدوات هي في متناول الشرکات الأمریکیة الکبیرة، وهي تتدخل في حقیقة الأمر في المصیر السیاسي والحکومي لمختلف الدول. هذا التدخل في ایران أکثر وضوحاً وجلیّاً. ففي مرحلة إنتشار فیروس کورونا شاهدنا کیف أن الأمريكيين قاموا بإعطال التطبیق الخاص بوزارة الصحة في ایران والذي کانت مهمته تکمن في رصد مدی إنتشار المرض في البلاد.

ففي حقیقة الأمر قام الأمریکیون بمنع وضع هذا التطبیق في قواعد المعلومات الأساسیة (البلتفورم) ومتجر التطبیقات (اپ استور) ومتجر الألعاب (پلی استور). حسناً، لم یقتصر الأمر علی هذا فحسب، فخلال الأشهر القلیلة الماضیة شاهدنا ولمسنا التدخلات الأمریکیة في شبکات التواصل الإجتماعي وعلی الأخص في الأخبار المتعلقة بإغتیال الشهید قاسم سلیماني حیث کانوا یراقبونها ویحذفون منها کما کانوا یغلقون المواقع إلی درجة أنهم قاموا بوضع رقابة علی بث مراسیم جنازة الشهید سلیماني علی تطبیق الإنستغرام الذي کان یبثها بصورة مباشرة.

وفي موضوع فیروس کورونا، للأسف قام الأمریکیون بإعادة أعمالهم غیر الإنسانیة مرة أخری، لهذا فأنهم یستخدمون هذه القوّة بطریقة غیر قانونیة ضدنا. وهذه هي نفس النقطة التي أشار إلیها قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله، ونحن بدورنا نضعها نصب أعیننا في سیاساتنا الخاصّة بالفضاء الألکتروني.

نحن نعتبر الفضاء الألکتروني قویاً حینما تکون أسسه وطنیة وداخلیة ویمکن إدارة الفضاء من الداخل. أمّا إذا کان فضاؤنا الألکتروني یُدار من قبل الشرکات الأجنبیة وعلی الأخصّ الأمریکیة والإسرائیلیة منها، أو أنّ أمنه یمکن إختراقه من قبل المهاجمین الألکترونیین (السایبریین) المرتبطین بالأمریکیین والإسرائیلیین، فهذا الفضاء الالکتروني لانعتبره قویاً.

ولهذا السبب، فکّرنا في سیاساتنا السابقة خلال السنوات المنصرمة وتوصلنا إلی نتیجة مفادها وجوب الحصول علی شبکة وطنیة قویة تختص بالمعلومات وتدار من الداخل کما یمکنها أن تقاوم وتقف بصلابة أمام الهجمات الالکترونیة والإجراءات الهجومیة الأجنبیة.

سؤال: ان الضغوط الامريكية على الفضاء الافتراضي في ايران، كيف تأتي هذه الضغوطات في وقت تدعي الولايات المتحدة الامريكية انها عازمة على تقديم المساعدات لايران، برأيكم كيف يمكن قراءة هذا التناقض؟

جواب: الأمریکیون یکذبون، أقولها لکم بوضوح وبصراحة. الآن وبینما یقوم الفضاء الالکتروني بإقامة فصول إفتراضیة عن طریق إستخدام البرمجیات التعلیمیة الإفتراضیة، هذه البرمجیات ممنوعة علینا وتدخل ضمن الحظر الإقتصادي. بکلمات أخری لایمکن لفصولنا الإفتراضیة الإستفادة من التطبیقات الأمریکیة. وکما أسلفتُ لکم، هناك تطبیقات متعلقة بملاحظة المرض في البلاد وتمّ حذفها من قواعد المعلومات الأساسیة الأمریکیة. وفي الأزمة الحالیة التي تعصف بالعالم ولیس ایران فحسب، لایمکننا القیام بأيّ معاملة إقتصادیة خارج حدودنا من خلال الفضاء الالکتروني، حتّی العملات الرقمیة ایرانیة المنشأ، إذا أردنا الإستفادة منها هذه العملات الرقمیة من خلال الصرّافین الأمریکیین أو المحفظات الأمریکیة، فأنّهم یتدخّلون بها.

تدخّل الأمریکیین في الفضاء الألکتروني شدید جدًّ ویؤدي إلی وضع القیود، کما أنّ هذا التدخّل قد أدّی إلی ایجاد خلل في إدارة أزمة فیروس کورونا. ولو وضعنا هذا معیاراً، من المؤکد أن بقیّة الأمور صحیحة أیضاً، علی سبیل المثال الأموال الایرانیة المحجوزة لدی الأمریکیین، والأدویة التي منعوا وصولها إلی البلاد. کلّ هذا الکلام مجرّد أکاذیب، أن یقولوا مثلاً نحن علی إستعداد لإرسال مساعدات طبّیة بمبلغ مائة ملیون دولار، هذا الکلام یتعارض مع الحقیقة، وما أسلفته لکم من مواضیع واضحة وجلیّة لجمیع اولئك المتواجدین في المیدان السیاسي والساحة التقنیة في العالم.