هل من المبالغة القول ان ما يحدث معركة اسعار النفط بالعالم؟

الجمعة ١٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

اشار الاستاذ في الاقتصاد الدكتور عماد عكوش، ان هناك معركة نفطية تدور ما بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والسعودية للمحافظة على انتاجهم النفطي والمردود المادي لهذا الانتاج.

وقال عكوش في حوار مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان المنتج الاول عالمياً هي الولايات المتحدة التي تنتج حوالي 13 مليون برميل نفط، وتأتي بعدها السعودية التي تنتج 11 فاصل ثلاثة مليون برميل نفط، فيما تنتج روسيا 11 مليون برميل.

واوضح، ان هؤلاء الثلاثة ينتجون ما يقارب 40 بالمئة من الانتاج العالمي، ولهذا تدور معركة وجود فيما بينهم ليحافظوا على مستوى انتاجهم والمردود المالي للانتاج.

واضاف استاذ الاقتصاد، ان السعودية ونتيجة العجز في موازنتها المتراكم لديها لاتريد خفض حجم انتاجها من النفط، وبالتالي لجئت الى خوض معركة كسر الاسعار حتى تستطيع تثبت مستوى انتاجها النفطي، والايرادات المالية المستحصلة منه والذي يعادل 136 مليار دولار، في حين تتطلب موازنتها 272 مليار دولار، ما يعني ان 50 بالمئة من الموازنة السعودية تأتي من الايرادات النفطية، مشيراً الى ان السعودية تستند على عقلية ان الخسارة جراء تدني اسعار النفط ستكون مرحلية ويمكن تعويض الخسارة بعد عودة الامور الى طبيعتها.

ووصف عكوش، المعركة التي تدور بين السعودية وروسيا بانها معركة كسر العظم، ولهذا دخلت الولايات المتحدة على الخط، وبدأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب يجعل نفسه المنقذ عندما هدد السعودية بتخفيض انتاجها النفطي حتى تستقر اسعار النفط.

من جانبه، رأى مدير المركز الثقافي الروسي العربي للدراسات مسلم شعيتو، ان روسيا تعتقد انها لم تتراجع امام الضغوط السعودية ومن ثم تمكنت من توقيع الاتفاق النفطي فيما بينهما، مشيراً الى ان روسيا اعطت رسالة واضحة بان اقتصادها كثيراً لم يتأثر كثيراً بتدني اسعار النفط.

وقال شعيتو: ان صراع السعودية من خلال خفض اسعار النفط هو من اجل الاستيلاء على الزبائن الذي يشترون النفط الروسي حتى ينعكس سلباً على اقتصاد روسيا كي تتراجع عن مطالبها وتعود بتخفيض انتاجها خاصة في ظل ازمة انتشار فيروس كورونا، مؤكداً ان السعودية فشلت في سياستها هذه، بل وتوصلت لاتفاق بينها وبين روسيا على خفض انتاجها النفطي بعدما دخل الرئيس الامريكي ترامب على الخط ليس من اجل السعودية وانما من اجل المصالح الامريكية باعتبار ان تدني اسعار النفط كثيراً قد اضرت امريكا ايضاً.

بدوره، اكد مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية الدكتور رياض الصيداوي ان الكثير يعتقد واهماً ان اقتصاد سوق النفط العالمي هو الذي يحدد سعر النفط والآلية التقليدية بين العرض والطلب.

وقال الصيداوي، لو رجعنا الى عام 1945 بعدما التقى الملك عبد العزيز سعود مع الرئيس الامريكي آنذاك روزفلت على ظهر الباخرة كوينزي الامريكية، ووقع اتفاقاً بموجبه تأمين آل سعود في الحكم مقابل البترول بدون حساب، مشيراً الى ان هذا ما طالما يكرره الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب على السعودية بان "اعطونا البترول نتحكم فيه نحن كي نحمي العائلة المالكة".

واعتبر الصيداوي، قول ترامب في كل مرة لابن سلمان انه بدون حمايتنا ستسقط خلال اسبوعين، انما تذكير باتفاق كوينزي.

واستشهد الصيداوي بتصريحات هنري كسينجر عندما قال في مذكراته، صحيح ان البترول موجود على الاراضي السعودية ولكن لا تتحكم فيه كما تشاء، ولفت الى انه حتى الحظر النفطي ضد الولايات المتحدة الامريكية الصادر من قبل اعضاء منظمة اوبك عام 1973، فان السعودية لم تقطع النفط عن امريكا ابداً، بل كان يتدفق اليها باستمرار، واصفاً الحظر النفطي بانه كان مجرد اعلامي فقط، وان المستفيد الاكبر منه آنذاك كانت الشركات الامريكية البترولية نتيجة ارتفاع اسعار النفط لانها كانت تنتج النفط ايضاً.

واوضح، ان صاحب القرار الامريكي هو الذي يبحث عن توازن معين، من جهة ليس بترولاً مرتفع السعر مثلما كان قد تجاوز المئة دولار، وفي نفس الوقت يجب ان لا تنهار الاسعار حتى لا تضر بالمنتج الامريكي، ورأى ان محمد بن سلمان يتلقى اوامره من ترامب ويجب عليه ان يطبقه.

واعتبر ان المناورة السعودية باغراق السوق بالنفط يأتي من اجل ضرب واضعاف الدول المنافسة لها وهي روسيا وايران اللتان تختلفان معها في كل الملفات، اضافة الى الجزائر وفنزويلا.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4853391