أمريكا تحلب السعودية لنشر "العدالة" في اليمن!

أمريكا تحلب السعودية لنشر
السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٧ بتوقيت غرينتش

اعلنت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن تخصيص مكافأة مالية تصل إلى 15 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن "شبكات الحرس الثوري الإيراني" في اليمن، وهي مكافآة تأتي في اطار برنامج أمريكي اُطلق عليه "مكافآت من أجل العدالة"!.

العالم - يقال ان

الغريب ان هدف الاعلان هو الحصول على دليل يُثبت وجود عناصر من الحرس الثوري في اليمن، بينما امريكا والسعودية والامارات والكيان الاسرائيلي ومنذ اليوم الاول للعدوان على اليمن، وهم يتهمون الحرس الثوري بانه موجود في اليمن، وان هدف العدوان هو القضاء على هذا الوجود، واليوم وبعد مرور 6 سنوات على العدوان الغادر تأتي امريكا لتبحث لها عن دليل يثبت ان الحرس الثوري موجود في اليمن!.

الاعلان الامريكي يكشف حقيقة ان العدوان الوحشي الذي تعرض له الشعب اليمني منذ 6 سنوات هو عدوان امريكي غربي اسرائيلي بإمتياز، وان كل ما قيل عن تحالف عربي اسلامي تقوده السعودية كان عبارة عن ذر للرماد في العيون، فالاعلان الامريكي جاء بعد فشل وكلاؤها من سعوديين واماراتيين ومن اشتروهم من مرتزقة في تنفيذ المهمة، الامر الذي دفع "سيدهم" للتدخل شخصيا.

الاعلان الامريكي يكشف ايضا عجز امريكا عن اركاع الشعب اليمني الذي اذل جبروتها واسلحتها ومخابراتها، بإيمانه وصموده وتضحياته، وهذا العجز دفعها الى ان تتلطى وراء اعلان سخيف "تطارد به الاشباح"، بينما اليمن كما تدعي امريكا ساحة مكشوفة لها بفضل اقمارها الاصطناعية وجواسيسها وعملائها ومرتزقتها ووكالات استخباراتها.

امريكا تعرف قبل غيرها ان من اذلها في اليمن واذل اسلحتها ومخابراتها ووكلائها من سعوديين واماراتيين، هم رجال اليمن الاشداء، وتعرف ايضا انها لو بحثت في اليمن مائة عام لما وجدت عنصرا واحدا من حرس الثورة الاسلامية، الا انها تحاول من خلال هذا الاعلان، قبل التستر على فشلها وايجاد التبريرات لهزيمة وكيلها السعودي، حلب ما تبقى من الميزانية السعودية.

اللافت في "البرنامج" الامريكي، عنوانه؛ "مكافآت من أجل العدالة"، فالعدالة المتصورة لدى شخص مثل ترامب، نعتقد جازمين انها لا تمت باي صلة الى العدالة المتفق عليها بين الناس، فعدالة ترامب تعني قتل وحصار وتجويع الشعب اليمني، العدالة لدى ترامب تعني الوقوف الى جانب السفاحين والقتلة والمستبدين من امثال ولي العهد السعودي ابن سلمان، العدالة لدى ترامب عني بيع الاسلحة الفتاكة لابن سلمان بمئات المليارات من الدولارات ليدمر كل معالم الحياة في اليمن، العدالة لدى ترامب تعني منع وصول الغذاء والدواء الى الشعب اليمني لقتله من الجوع ، العدالة لدى ترامب تعني من حق المستبدين والطغاة ان يفعلوا كل شيء ما داموا يدفعون له الجزية.

اللافت ايضا، ان مبلغ المكافأة الذي اعلن عنه ترامب لـ"نشر العدالة في اليمن" لم يدفع منه ترامب سنتا واحدا، فكل المبلغ مدفوع من قبل ابن سلمان مقدما، بل ان مبلغ 15 مليون دلاور الذي خصصته امريكا لكل من يدلي بمعلومات عن الرئيس الفنزويلي نيكلاس مادورو، قد سُحب ايضا من حساب ابن سلمان، فالاخير يرى معارك ترامب ونتنياهو معاركه، وانهم يقاتلون عدوا واحدا، مهما اختلفت التسميات والجغرافيا.