بن سلمان، جلد الشريعة لتبرئة القمع

بن سلمان، جلد الشريعة لتبرئة القمع
الإثنين ٢٧ أبريل ٢٠٢٠ - ٠١:٣٧ بتوقيت غرينتش

منذ وصوله الى ولاية العهد في مملكة النفط ذات النظام القبلي الاوتوقراطي الصرف، طُرح الامير السعودي الشاب محمد بن سلمان كرجل اصلاحي سيلبي طموحات جيل الشباب ويناصر حقوق المرأة ويمثل تغييرا جذريا في انتقال الحكم الوراثي من جيل المسنين من ابناء الملك عبد العزيز آل سعود الى الشباب من احفاده، لمواكبة ما يشهده العالم تغييرات ثورية في عالم الاتصال والغاء الحدود بين الثقافات والشعوب وغزو العولمة ومنتجاتها وخدماتها الى اغلب البيوت في العالم.

العالم- یقال ان

ومنذ ان بدأ الأمير الشاب اصلاحاته الموعودة كان نصب عينه اسكات او ارضاء المنظمات الدولية لتحسين صورة المملكة القاتمة عبر مئات السنين من قمع المخالفين والمعارضين وشراء صمت الحلفاء الغربيين ومنظماتهم بدولارات النفط والمساهمات السخية في حملات وهجمات الغرب ضد بلاد المسلمين. وكان اول ما بدأ به بن سلمان في هذه الاصلاحات المدبرة، هو تحميل الشريعة مشكلة قمع الحريات في مملكته وأخذ على عاتقه قيادة حملة انفتاح ركزت على اقامة الحفلات والسهرات ودعوة الفنانين والفنانات لأشغال الجمهور بأخبار المشاهير والنجوم لعلهم ينشغلون عن اخبار السياسة وما يفعله آل سعود من حروب وتدخلات في شؤون هذا البلد او ذاك، وقمع للحريات واسكات للأصوات المعارضة.

لكن بن سلمان وبعد اكثر من خمس سنوات من العهد الموسوم بالعهد السلماني، عهد الحزم والأمل حسبما يصفون، كان حصاده اعتقال ناشطات سعوديات بسبب اعلان رأي رغم سماحه بقيادة المرأة للسيارة، اعتقال اي صوت ينتقد العهد السلماني وكانت قضية اغتيال المعارض جمال خاشقجي فضيحة كبرى للإصلاحات السلمانية فاز على اثرها بن سلمان بلقب ابو منشار عن جدارة واستحقاق.

ومع إعلان وفاة المعارض السعودي المعروف والمدافع عن حقوق الإنسان عبدالله الحامد في سجنه الذي زج به لمجرد دفاعه عن حقوق الانسان وانتقاده لانتهاكات هذه الحقوق من قبل النظام الحاكم، بادر بن سلمان وفي جهد للتغطية على جريمة اخرى في سجل جرائمه ضد معارضيه في الداخل والخارج، الى اعلان الغاء عقوبة الجلد واستبدالها بالغرامة او السجن ليكسب ود المنظمات الغربية ويسكتها على انتهاكاته لحقوق الإنسان وهو يعلم انه صاحب اسوء سجل في انتهاكات حقوق الانسان دون منافس او منازع رغم كل جهوده في تلميع صورته وما يدفعه لمؤسسات صناعة الرأي الغربية من رشى تمرر كهبات وعطايا واموال.

وعلى هذا يكون بن سلمان او كما يسميه البعض ابن الشيطان، كلما ارتكب انتهاكا في مجال حقوق الانسان والحريات العامة، وبما يقتضيه نهج حكم ال سعود الاوتوقراطي والشمولي والتسلطي، يقدم تنازلا مدروسا في مجال الشريعة واحكامها ليغطي بهذا على ذاك، وليفلت من فعلته الشنيعة بثناء هنا او مدح هناك بإلغائه التدريجي لأحكام الشريعة وهي بريئة من تدهور حقوق الانسان في مملكة آل سعود براءة الذئب من دم يوسف. فكم من معارض اعدم او قطع رأسه بالسيف تعزيرا بتهمة الخروج عن ولاية الأمر وهو لم يفعل شيئا سوى صرخ من شدة ظلم ال سعود وتعسف ال الشيخ في قمع كل مختلف وكل من لا يبايع آل سعود بيعة مطلقة عمياء.

ولكن لا يدوم الملك بالظلم، ويوم المظلوم على الظالم اشد من يوم الظالم على المظلوم.

احمد المقدادي / العالم