لبنان.. أخطاء متراكمة.. وسلامة ليس وحده من يتحمل المسؤولية

لبنان.. أخطاء متراكمة.. وسلامة ليس وحده من يتحمل المسؤولية
الأربعاء ٢٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٢ بتوقيت غرينتش

تتجه الأنظار إلى إطلالة لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة اليوم، وما سيعلنه من مواقف تتعلق بالأزمة المالية التي آلت إليها البلاد في ضوء ما طلبته الحكومة منه من أرقام عن موجودات المصرف والأموال التي حُوِّلت إلى الخارج بعد 17 أكتوبر الماضي وقبله.

العالم_لبنان

الكلمة تأتي تحدياً لطلب رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، الذي اتهم الحاكم بانتهاج سلوك مريب وغامض إزاء تدهور سعر صرف الليرة. هذا ما رأته صحيفة "الأخبار" التي قالت إنه: "من المتوقع أن يُكثر سلامة من استخدام الأرقام والمصطلحات التي "تضيّع" المشاهد. كما من المتوقع أن يتحدّث عن كلفة سلسلة الرتب والرواتب، وعن الدين العام، والعجز في ميزان المدفوعات، وأثر الحرب السورية على الاقتصاد اللبناني، وتراجع السياحة، والأزمات السياسية والأمنية التي أثّرت سلباً على لبنان واقتصاده وماليته العامة ومصارفه... ربما سيأتي على ذكر كلمة فساد. لكنه بالتأكيد سيبتعد عن لبّ الأزمة في مصرف لبنان، أي، منهجه وطريقته في إدارة الأمور، والتعامل مع المال العام المؤتمن عليه كمال خاص يوزّعه كيفما يشاء، وعلى من يشاء".

أما صحيفة "الجمهورية" فنقلت عن مصادر مطلعة في مصرف لبنان أنّ "سلامة سيعرض لمجريات ما تعرّضت له الليرة اللبنانية من ضغوط في السنوات الأخيرة، وخصوصاً أنّ السنوات الثلاث الأخيرة شهدت عمليات تحويل اموال الى الخارج بمعدل يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار سنوياً نتيجة ضعف الثقة بالدولة في مرحلة تَلت عامين ونيّفا من الشغور الرئاسي. كذلك سيتناول كلفة الدعم المقدّم للدولة اللبنانية، ولا سيما منها مؤسسة كهرباء لبنان التي بلغت كلفتها سنوياً ومنذ اكثر من عقدين من الزمن نحو مليار ونصف مليار من الدولارات سنويا.. وأنّ المناكفات السياسية التي عاشها لبنان في السنوات الثلاث الماضية زادت من فقدان الثقة والتردّد في مساعدة لبنان، ما زاد كلفة تثبيت سعر الليرة اللبنانية التي كان تم تثبيتها لسنوات عدة بكلفة عالية تنفيذاً لقرار سياسي، إنفاذاً لِما للحاكم من صلاحيات ومهمات حددها قانون النقد والتسليف".

وبرزت أمس، سلسلة مواقف لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي أكد أن حاكم مصرف لبنان يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه، لكن ليس وحده، مشدداً على أن موقف حزب الله من موضوع الحاكم واضح وهو ضرورة مناقشة مسألة المصرف المركزي داخل الحكومة وليس في الإعلام حتى يتخذ القرار المناسب في هذا الإطار، على أساس تقديم مصلحة البلد على أي شيء آخر. وأشار إلى أن وصول الدولار إلى مستويات قياسية يعني أن هناك أخطاء متراكمة وأداء سلبيا من مصرف لبنان، أوصلنا إلى هذه النتيجة، معتبراً أن المتابعة يجب أن تكون بتشخيص العلة ومحاولة تصحيحها لوضع حد لهذا الفلتان. وهذا ما تعمل عليه الحكومة. ولفت إلى أن الخطة الاقتصادية للحكومة كبيرة ومفصلة، وإذا ما أقرّت مرفقة بخطط إضافية متكاملة سوف نتلمس حينها بداية حلول للأزمات الراهنة. وأكد أن هناك أطرافاً تريد إسقاط الحكومة لكنَّ إمكاناتها والظروف الموضوعية لا تسمح لها بالوصول إلى هذا الأمر، مشدداً على أن الحكومة قوية وثابتة ومتماسكة وهي بدأت خطوات عملية من أجل وضع البلد على الخط الصحيح.