قراءة سريعة في خطاب القائد

النموذح الحضاري الغربي يتهاوى

النموذح الحضاري الغربي يتهاوى
الإثنين ١١ مايو ٢٠٢٠ - ٠٧:٥٩ بتوقيت غرينتش

تطرق قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي في حديثه امام اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا يوم الاحد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ، الى قضايا في غاية الاهمية تستحق ان نتوقف امامها قليلا لاسيما تلك المتعلقة بفشل الغرب في مجالات الادارة والفلسفة الاجتماعية والاخلاقية خلال مواجهته الوباء .

العالم - كشكول

قائد الثورة الاسلامية توقف عند نقطة في غاية الاهمية، لدى اشارته الى تخبط الغرب وعجزه اللافت في التعامل مع فيروس كورونا، رغم انه كان من المفترض ان يكون اكثر استعدادا لمواجهته قياسا مع باقي مناطق العالم ، نظرا لتأخره بالظهور في امريكا واوروبا، الامر الذي منح الغرب فرصة اكبر للتعامل معه.

يبدو انه لا تأخر الفيروس في الانتشار في الغرب، ولا حتى الفرصة التي اتاحها هذا التاخير، ولا حتى الامكانيات الاقتصادية والطبية الهائلة التي يتمتع بها، ولا كل ذلك الادعاء الغربي بقيادة العالم، لم يحل دون ان تصبح اوروبا وامريكا اكبر بؤر للفيروس في العالم، بعد ان بلغ عدد المصابين والمتوفين بالفيروس ارقاما رهيبة.

قائد الثورة الاسلامية لم يحصر الفشل الغربي الفظيع في الادارة والتعامل مع وباء كورونا فقط، بل عممه على الفلسفة الغربية الاجتماعية المبنية على الماديات، والتي كان من مظاهرها البشعة الاهمال المتعمد للمصابين بفيروس كورونا من كبار السن والمرضى والفقراء والمعاقين ذهنيا وعدم تقديم الرعاية الصحية الضرورية لهم، فهذه الشرائح، وفقا للفلسلفة الاجتماعية الغربية، لا تستحق الحياة لانها ببساطة غير قادرة على العمل وكسب المال، وهو ما فسر موت اعداد كبيرة من هؤلاء في دور رعاية المسنين والاماكن الاخرى.

واشار سماحته الى فشل الغرب في تقديم نموذج في الاخلاق العامة بعد تلك الصور المقززة والخاصة بهجوم الناس على المتاجر والمحلات لتخزين المواد الصحية والغذائية، بسبب غلبة الروح الفردية على الروح الجماعية وعدم ثقتهم بحكوماتهم، رغم عدم وجود شحة في هذه المواد لديهم وعدم تعرض بلدانهم لحصارات وعقوبات تفرضها قوى اخرى عليها ظلما وعدوانا.

سماحة اية الله السيد علي خامنئي شدد على ان الغربيين والمنبهرين بالغرب لا يريدون الاعتراف بهذا الفشل ويحاولون بشتى السبل التستر عليه ، فانكشاف هذا الفشل يعتبر هزيمة للنموذج الحضاري الغربي، الذي عمل الغرب منذ قرون لتسويقه لباقي شعوب العالم باعتباره الامثل والانجع، الا انه لم يصمد امام فيروس عرّاه وكشف تشوهاته.