ملفات لبنانية مفتوحة بين باسيل وفرنجية

ملفات لبنانية مفتوحة بين باسيل وفرنجية
الثلاثاء ١٩ مايو ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

علت نبرة الخطاب السياسي بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لتتجاوز المألوف من المواقف بين الطرفين، ما طرح مجموعة أسئلة لدى المراقبين عن توقيتها في ظل ظروف لبنانية صعبة تحتاج لتضافر الجهود وتمتين الوحدة بين أطرافه السياسية، معتبرين أن التوقيت لها يأتي في مرحلة خاطئة.

العالم مقالات وتحليلات

وتقول مصادر صحيفة الجمهورية إنه وبالرغم من كثرة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية في لبنان، لا يكف كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن خوض المعركة الرئاسية التي تشتعل عند كل ملف بينهما.

وتتابع المصادر: يتعاطى الرجلان على أن التصفيات النهائية أوصلتهما وحدهما للمنافسة على اللقب، وكأن الأمور باتت محصورة بينهما وعلى كل منهما مراكمة النقاط وتحسين الشروط للفوز بالمنصب الأول في الجمهورية اللبنانية.

لكن المؤشرات باتت توحي بشيء آخر، أقله في المرحلة الحالية، إذ أن الحديث الذي كان يترسخ حول وصول المرشح الأقوى أو أقله مرشح قوي إلى سدة الرئاسة الأولى لم يعد ثابتاً كما كان لحظة وصول الرئيس ميشال عون إلى بعبدا ضمن تسوية أوصلت الأقوياء في طوائفهم إلى مراكز دستورية.

وساهم كل من فرنجية وباسيل في تدمير هذه النظرية من خلال الذهاب إلى حكم الأكثرية وتصويتهم لشخصية سنية لا تمثل أحداً على المستوى الشعبي لتكون في رئاسة الحكومة حسب وصف المراقبين، أي أن إيصال حسان دياب كان فاتحة طريق أمام تطيير نظرية حكم الأقوياء، خصوصا في رئاسة الجمهورية.

وتتابع المصادر: لقد إعتمد المنظرون لهذه النظرية سابقاً على القول بأن في الرئاسة الثانية والثالثة شخصيات قوية شعبياً وممثلة داخل طوائفها لذلك يحق للمسيحيين إيصال من هو الأكثر تمثيلاً، لكن الأمر سقط من جذوره هذه المرة.

كل ذلك ليس السبب الوحيد، إذ الاحصاءات الأولية توحي بتأثر الساحة المسيحية بشكل واسع بالحراك الشعبي، وأن كل القوى ستعاني في الانتخابات المقبلة ولن يكون هناك كتل سياسية كبرى قادرة على فرض إرادات طائفية أو مذهبية ما.

يضاف إلى كل ذلك التوازن السياسي المفروض بين كل من فرنجية وباسيل، في الداخل وفي الخارج، بين الحلفاء وبين الخصوم ما يجعل انتخاب أي منهما على حساب الآخر صعب من دون تنازل طرف لآخر وهذا يبدو مستحيلاً، ما يعني إننا ذاهبون إلى تسوية.

في مكان ما، يظهر باسيل كأنه يلتقط بعض مؤشرات المعركة الرئاسية الحقيقية أكثر من فرنجية، ويذهب بشكل واضح إلى التصويب على خصوم جديين ومنافسين أقوياء له، ولا يصوب على فرنجية، يفتح معركة على رياض سلامة حيناً وعلى جوزيف عون أحيانا، وعلى وزير ماروني مستقل قد يشكل نقطة تقاطع مهمة أحياناً اخرى.. فهل اختار باسيل وفرنجية الوقت والمرحلة الخطأ لمعركة رئاسية سابق للأوان فتحها الآن، تختم المصادر.

* مراسل العالم

كلمات دليلية :