هل تصبح أمريكا اللاتينية بؤرة جديدة لتفشي فيروس كورونا؟

هل تصبح أمريكا اللاتينية بؤرة جديدة لتفشي فيروس كورونا؟
الجمعة ٢٢ مايو ٢٠٢٠ - ٠٢:٤٧ بتوقيت غرينتش

تواجه أمريكا اللاتينية انتشارا متسارعا لوباء كوفيد-19 وخصوصا في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات عتبة العشرين ألفا، وكذلك في بيرو وتشيلي والأرجنتين.

العالم - الأميركيتان
وفي الوقت الذي تستعد فيه أوروبا لتطبيق المرحلة الثانية من تخفيف إجراءات العزل، تتسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا في أمريكا اللاتينية ما ينذر بتحولها إلى بؤرة جديدة للوباء.

ينتشر فيروس كورونا المستجد الذي أصيب به أكثر من خمسة ملايين شخص في العالم، بسرعة مقلقة في أمريكا اللاتينية وخصوصا في البرازيل حيث تجاوز عدد الوفيات عتبة العشرين ألفا، وكذلك في بيرو وتشيلي والأرجنتين.

وبينما تتقدم أوروبا حيث حصد "كوفيد-19" أكثر من 170 ألف شخص، على طريق تطبيع الوضع ببطء، تواجه أمريكا اللاتينية انتشارا متسارعا للوباء بما يحمله ذلك من عواقب وخيمة على الاقتصاد والوظائف.

وتجاوز عدد الوفيات في البرازيل الخميس العشرين ألفا بعد ارتفاع قياسي بلغ 1188 وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة، كما تفيد معطيات وزارة الصحة التي تؤكد تسارع انتشار الوباء.

والبرازيل التي سجل فيها 57 بالمئة من الوفيات في القارة، هي الدولة الأكثر تضررا بفارق كبير عن البلدان الأخرى.

مقابر ممتلئة

تفيد أرقام وزارة الصحة البرازيلية أن عدد الوفيات تضاعف خلال 11 يوما فقط. وفي مقابر المدن الكبرى مثل ساو باولو، يعمل حفارو القبور بوتيرة سريعة.

وأثار إصرار الرئيس جايير بولسونارو على استئناف العمل وإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد منذ بداية الأزمة الصحية، خلافات كبيرة مع حكام الولايات البرازيلية. لكن الرئيس وحكام الولايات الذين عقدوا اجتماعا بالفيديو خففوا من لهجتهم وقاموا بتقريب مواقفهم.

وفي مواجهة التقدم السريع للوباء في أمريكا الجنوبية، عقد رؤساء بيرو وكولومبيا وتشيلي والأوروغواي اجتماعا بالفيديو ناقشوا خلاله الإجراءات التي يجب اتخاذها في مواجهة انتشار الوباء.

ورسم تقرير للجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي ومنظمة العمل الدولية صورة قاتمة جدا لعواقب الأزمة الصحية في القارة.

وذكر التقرير الذي نشر الخميس في سانتياغو أن عدد العاطلين عن العمل سيرتفع 11,5 مليون شخص بسبب الوباء في أمريكا اللاتينية. وسيبلغ الانكماش في اقتصاد المنطقة هذه السنة 5,3 بالمئة وهو الأسوأ منذ 1930.

وتواجه دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى، ارتفاعا في العدد اليومي للوفيات.

وفي بيرو باتت معظم المستشفيات على وشك الانهيار حسبما أعلن الخميس مكتب "المدافع عن الشعب" المكلف السهر على احترام حقوق الإنسان.

وقالت هذه الهيئة إن "المؤسسات الصحية تعاني من نقص في الكثير من المجالات مثل معدات السلامة الحيوية للطواقم وفي أسرة الإنعاش وأجهزة التنفس والأكسجين ومعدات الفحوص والمواد الطبية".

وسجلت في بيرو التي يبلغ عدد سكانها 32 مليون نسمة حوالى 110 آلاف إصابة وأكثر من 3100 وفاة.

فيلم رعب

روى الممرض في مستشفى "إيبوليتو اونانوي" في ليما ميغيل أرماس لوكالة الأنباء الفرنسية أن الوضع "يشبه فيلم رعب، داخل المستشفى يشبه مقبرة للجثث، المرضى يموتون على الكراسي وعلى الكراسي المتحركة".

وفي تشيلي التي تضم 18 مليون نسمة وسجلت فيها أكثر من 57 ألف إصابة، ارتفع عدد الوفيات بنسبة 29 بالمئة في الساعات الـ24 الأخيرة ليبلغ 589. وشبه وزير الصحة خايمي مانياليش الأزمة الصحية بـ"معركة هائلة".

وتحدى بعض سكان العزل في الأيام الأخيرة للتظاهر والمطالبة بمساعدات غذائية بعدما أدى الوباء إلى انفجار البطالة والجوع في الأحياء الأكثر فقرا.

وتشهد الأرجنتين أيضا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات. وسجل تسعون بالمئة من هذه الإصابات في بوينوس آيرس وضاحيتها المكتظة حيث يبلغ مجموع السكان 14 مليون نسمة. وبلغ عدد الوفيات 416.