لبنان نقل المنطقة من زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات

لبنان نقل المنطقة من زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات
السبت ٢٣ مايو ٢٠٢٠ - ٠٨:٤٠ بتوقيت غرينتش

عشرون عامًا مضت على انتصار المقاومة على الكيان الصهيوني في جنوب لبنان و بهذا الانتاصر نقل المنطقة باكملها من زمن الهزائم الى زمن الانتصارات.

العالم_لبنان

يوم الانثنين القادم اي 25 ايار(مايو) يصادف الذكرى السنوية العشرون لتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الصهيوني المعروفة بالجيش الذي لايقهر و هذا كرس عيدا وطنيا في 25 أيار من كل عام في لبنان.

و بهذة المناسبة أكد الشيخ نبيل قاووق عضو اللجنة المكزية لحزب الله اليوم السبت في حديث اذاعي أن انتصار المقاومة عام 2000 ترك تغييراً على مستوى المعادلات ونقل المنطقة من زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات.

وأضاف : هذا النصر أردناه أن يكون خميرة الانتصارات في الأمة، وهو ترك تغييراً على مستوى المعادلات كافة وعلى مستوى الوعي الشعبي".

وإذ أكد الشيخ قاووق أن القائد الشهيد قاسم سليماني كان شريكاً أساسياً في الإنجاز التاريخي المتمثل بتحرير جنوب لبنان عام 2000، لفت إلى أن المقاومة في حقبة هذا التحرير سجلت انتصاراً عسكرياً وانتصاراً حضارياً أدهش العالم، ففوّت الفرصة على العدو لإدخال لبنان في أتون حرب أهلية، لا سيما في ما يتعلّق بالتعاطي مع ملف العملاء، معتبراً أن معتقل الخيام أصبح رمز الإنتصار وتحرير الوطن والإنسان.

وشدد الشيخ قاووق على أن العقوبات الأميركية السياسية والمالية والاقتصادية عجزت عن المسّ بجوهر أي هدف للمقاومة، فهي اليوم أكثر استعداداً، لافتاً إلى أن هذه العقوبات شكلت فرصة لمجتمع المقاومة ليثبت صموده وقوته ونجاحه في التكيّف معها.

من جهة ثانية، رأى الشيخ قاووق أن إجماع قادة محور المقاومة بالأمس على موقف واحد مساندٍ للقدس يشكل رداً على العدو بأن هذا المحور هو اليوم أكثر تماسكاً ويسير في مسارٍ تصاعدي، وأن القدس ليست غريبة ووحيدة وهي تحظى باهتمامٍ على مستوى الأمة.

بدورة حيا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن في تصريح له يوم المقاومة والتحرير، واعتبر أن لهذه الذكرى عبرة سنوية عن انتصار المقاومة على الأسطورة المعروفة ب​الجيش الذي لا يقهر.

واشار الخازن الى انه في عيد المقاومة والتحرير​، الذي كرس عيدا وطنيا في 25 أيار من كل عام، تعاودنا ذكرى التضحيات الكبيرة التي قدمتها المقاومة لإقتلاع الإحتلال ال​إسرائيل​ي من أرضنا بعدما جثم على تراب الجنوب الغالي أكثر من ثلث قرن، لم تفلح خلاله القرارات الدولية في إخراجه طوعا والتزاما بالمواثيق. ولأن المقاومة حررت الأرض حتى أطراف شبعا وكفرشوبا​، وتصدت لحرب إسرائيلية ضروس العام 2006 ولقنت العدو درسا لا ينسى في القدرة على قهر الطغيان والجبروت مهما جلجل السلاح المتطور، فإن لهذه الذكرى عبرة سنوية نأمل أن تبقى تتردد أصداؤها في الأرجاء العربية عن إنتصار المقاومة على إسرائيل في تاريخ حافل بالحروب العربية الخاسرة".

يحتفل به في لبنان في يوم 25 أيار / مايو من كل عام، وهو تاريخ اندحار الجيش الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية التي احتلها في العام 1978.

يحيي اللبنانيون هذا اليوم سنوياً باحتفالات رسمية وشعبية، ففي هذا اليوم عام 2000 م نجحت المقاومة الاسلامية بدحر الجيش الصهيوني عن اراضي جنوب لبنان دون حصول اي مفاوضات أو اتفاقيات مع الكيان الاحتلال. وكان التحرير قد بدأ بانسحاب القوات الإسرائيلية والميلشيات التابعة لها في 21 مايو من العام 2000 وقد اكتمل في ليل 24 مايو علما أنه لم يشمل مناطق في بلدة كفرشوبا ومزارع شبعا.

احتلت الكيان الصهيوني جنوب لبنان عام 1978، ضمن سلسلة أمنية بعيدة المدى. وفي عام 1982 دخلت إسرائيل إلى بيروت ثم انسحبت وبقيت في الجنوب حتى عام 2000. لكنها اضطرت للانسحاب من معظم هذه الأراضي تحت ضغط هجمات المقاومة اللبنانية الناجحة. وبدأت المقاومة من قبل القوات الوطنية اللبنانية مثل الحزب الشيوعي وحركة أمل إلا أن نهايات الثمانينات أظهرت المقاومة الإسلامية المتمثلة بحزب الله وجود فاعل وقوي بعد قيامه بعمليات فعالة وموجعة ضد الجيش الإسرائيلي وقوات جيش لبنان الجنوبي.

بدأت عملية التحرير يوم 21 أيار/ مايو 2000 حيث أعلنت كتيبتان تابعتان لميليشيا جيش لحد العميل لإسرائيل في القطاع الأوسط استسلامهما. ثم قام الأهالي باجتياح بشري مدعوم من قبل ما يصطلح عليها بمجموعات المقاومة الإسلامية لتحرير القرى، ولم تمنعهم الاعتداءات والقصف التي قام بها الجيش الإسرائيلي.

بدأ التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة حيث دخل اللبنانيون عبر مسيرة ضمت حوالي مائتي شخص يتقدمها عضوا كتلة الوفاء للمقاومة النيابية النائبان عبد الله قصير ونزيه منصور، ودخلوا إليها للمرة الأولى منذ سنة 1978. في وقت كانت ميليشيا جيش لحد قد انسحبت من مواقعها المتاخمة للبلدة. وكان ذلك مدخلاً لعودة الأهالي إلى البلدات الأخرى كالطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت.

وفي 22 ايار/ مايو 2000 تم تحرير القرى التالية رشاف و رب ثلاثين وفي 23 ايار/ مايو 2000 تحررت بلدات بنت جبيل وعيناتا ويارون والطيري وباقي القرى المجاورة. وفي هذا اليوم اقتحم الأهالي معتقل الخيام وفتحوا أبوابه وحرروا الأسرى مع رحيل الاحتلال وعملائه. وفي 24 ايار 2000 تقدم الأهالي والمقاومون إلى قرى وبلدات البقاع الغربي وحاصبيا وقراها،

اما في ليل 24 ايار 2000 فكان الاندحار لآخر جندي إسرائيلي من الجنوب والبقاع الغربي حيث اعلن 25 ايار 2000 عيدا للمقاومة والتحرير على لسان رئيس مجلس الوزراء الأسبق اللبناني الأسبق سليم الحص. وتخليداً لهذا العيد قام أحد المهندسين بدراسة مشروع المجمع الفكري الثقافي المقاوم في منطقة اللويزة الذي نفذ وأصبح اسمه معلم مليتا للسياحة الجهادية.

عندما انسحبت القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية احتفل هناك آلاف اللبنانيين وخرجوا بأعداد كبيرة إلى الشوارع متجمعين حول المباني العامة التي كانت في السابق منطقة حرب مستمرة. كما عاد العديد من أفراد الأسر الذين كانوا قد نزحوا من المنطقة.

وفي كل عام يحيي اللبنانيون عيد المقاومة والتحرير في 25 مايو باحتفالات رسمية وشعبية، وقد تقام في هذا اليوم عدة مسيرات سياسية وتلقى الخطب، وغيرها من الأحداث التي تهدف إلى تذكر الاحتلال الماضي وإنهائة، كما تهدف إلى حشد التأييد الشعبي لجهود إعادة الإعمار.

نعم شريطٌ حافل من الذاكرات المخضّبات بالجروح وبالظلم وبالدمع وبالدم يليه ذاكرة تختصرها صرخة الحمدلله لِتحررنا بلهجة عامليّة تحوي كلّ الحبّ والتعب.. وفود سيّارة، مشاة متعجلّيون، زغاريد وضمّات ملّحها دمع العائدين إلى حضن مَن صمدوا وتاهت الصرخات بين من انتظروا هذا اليوم وآمنوا أن بعد الصبر نصراً.. وأيّ نصر!

العالم_لبنان