نتنياهو ومعركة تقويض الجهاز القضائي 

نتنياهو ومعركة تقويض الجهاز القضائي 
الإثنين ٢٥ مايو ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

للمرة الاولى يجلس رئيس وزراء الاحتلال "الاسرائيلي" وهو على راس عمله في قفص اتهام وتوجه اليه تهم بالفساد والتربح واستغلال السلطة،

العالم - قضية اليوم

في السابق كان العرف وليس القانون ان توجيه تهمة لسياسي "اسرائيلي" من قبل النائب العام يفرض عليه مغادرة منصبه، فعلها اسحق رابين و ايهود اولمرت وحاييم رامون وموشيه كتساف، لكن نتنياهو الذي ادخل الكيان الاسرائيلي في ازمة سياسية لمدة عام كامل قرر من جديد ان يدخل كيانه في ازمة جديدة وانقسام حاد بين مؤيد لمحاكمته واعتباره فاسدا وبين رافض للمحاكمة واعتبار التهم الموجهة له ليست الا عملية تلفيق الهدف منها ضرب عصب اليمين الاسرائيلي الذي استطاع ان يظل متماسكا خلال العقد الاخير بفضل نتنياهو، المشهد الاهم باعتقادي هو التظاهرات التي كانت على باب المحكمة المركزية في القدس، يمين يهاجم الجهاز القضائي ويعتبره منحازا للطرف الاخر ووسط ويسار يطالب بمحاسبة نتنياهو الفاسد الذي يهوي بالدولة الى مصاف الدول ذات المنظومات الفاسدة، الغريب هو التفاف الليكود واليمين حول نتنياهو رغم قناعتهم بفساد الرجل والحملات التي يشنونها على الجهاز القضائي وعلى رأس هؤلاء ماري ريغيف وكما يبدو فان الليكود واليمين الاسرائيلي يشعرون بان ما حققوه من نجاح في الانتخابات الاخيرة سببه الرجل الفاسد وهم على استعداد ان يظلوا تحت مظلة فساده المهم ان لا يتراجعوا في الانتخابات المقبلة .
قد يكون النقاش الان ليس في خطورة الملفات التي وجهت لبنيامين نتنياهو وتحديدا ملف ٤٠٠٠ والمتعلق بشركة بيزك للاتصالات فتفصيل الملفات يحتاج الى بحث اخر لكن النقاش الاهم اليوم هو في قدرة نتنياهو على تقويض الجهاز القضائي الاسرائيلي لاسيما وان هذا الجهاز ظل على مدار عمر الكيان الاسرائيلي يعتبر مصدر فخر خاصة وانه لا يتلقى اوامره من احد وكان يشكل الراي الحاسم في كافة القضايا المتعلقة بالدولة لكن اليوم المعركة القضائية تختلف اختلافا تاما فاتهام نتنياهو للمدعي العام مندلبينت بانه ضعيف ومنساق يشكل النقطة الحاسمة في تفكير بنيامين نتيناهو والاستماتة للبقاء في منصبه رغم التهم الموجهة له، حاولت خلال الساعات الماضية ان اتابع التصريحات التي تصدر عن طرفي الازمة في تل ابيب وكان اكثر ما لفت انتباهي تصريح يائير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل وحليف جانتس السابق والذي اتهم الليكود بالتجيش ضد الجهاز القضائي الاسرائيلي بهدف التاثير على القضاة وارباكهم وتهديدهم لتغيير قناعاتهم في ملفات الفساد معتبرا ان ما يحدث عملية انقلاب حقيقية على الجهاز القضائي ، تصريحات لبيد وغيره من قادة الوسط واليسار تؤكد ان ازمة جديدة تلوح في الافق وهي الاخطر في كيان الاحتلال عنوانها الجهاز القضائي واذا استطاع نتنياهو ان يقوضه فهذا يعني ان الرجل نقل الكيان من زمن الديمقراطية الى زمن الديكتاتورية التي تخضع فيها كافة اجهزة الدولة لحكم الرجل الواحد .

فارس الصرفندي