الفوضى.. ثمن تجاهل عقلاء أمريكا لجنون ترامب

الفوضى.. ثمن تجاهل عقلاء أمريكا لجنون ترامب
السبت ٣٠ مايو ٢٠٢٠ - ٠١:٠٤ بتوقيت غرينتش

مضت ثلاث سنوات ونصف السنة على إدخال شخصية عنصرية رعناء يستوطنها مركب نقص صارخ الى البيت الابيض من قبل الجمعات اليمينية العنصرية المتطرفة في امريكا وبدعم واضح من الصهيونية العالمية، بإعتراف وسائل اعلام في الكيان الاسرائيلي، وامريكا والعالم يعيشان في فوضى دائمة ، على وقع ما يتخذه المهرج دونالد ترامب من سياسات واجراءات اقل ما يقال عنها انها ضرب من الجنون.

العالم - كشكول

بدأ ولايته بقرار عنصري مجنون عندما منع دخول اتباع دول عربية واسلامية الى الاراضي الامريكية وبنى جدارا عازلا مع المكسيك، واليوم وبعد مرور ثلاث سنوات ونصف كان أخر ما اتخذه من سياسات ومواقف اعلانه خروج امريكا نهائيا من منظمة الصحة العالمية، واصداره الاوامر للجيش الامريكي باطلاق النار على المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على الجريمة العنصرية التي ارتكبها ضابط ابيض ضد رجل اسود.

بين بداية قرارته تلك وبين نهاية قراره هذا، لم يترك ترامب العالم والامريكيين يلتقطون انفاسهم ، فلم يكن يمر يوم الا ويفاجأ الجميع بقرارت لا تقل شذوذا من قراره قتل المتظاهرين الامريكيين باطلاق الرصاص عليهم، فقد خرج من اغلب الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتهاا امريكا مع العالم حتى لُقب بـ"رئيس الانسحابات"، وكان اكثر انسحاباته جنونا انسحابه من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول الكبرى الست، وفرضه عقوبات اكثر جنونا إمتثالا لاوامر الصهيونية العالمية كما كشف عن ذلك رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو.

اعترف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة امريكا من تل ابيب الى القدس و"منح" الضفة الغربية والجولان لنتنياهو، وفرض على الفلسطين والعالم "صفقة القرن" التي تحذف فلسطين والشعب الفلسطيني من الخارطة والوجود، وقطع التمويل الامريكي للاونروا عقابا للفلسطينيين لرفضهم صفقة القرن، وانسحب من اليونسكو لانها اعترضت على جرائم الكيان الاسرائيلي.

جعل من الجيش الامريكي جيش مرتزق لمن يدفع، وفعل هذا بشكل علني دون اي حياء، واعلن على رؤوس الاشهاد على دول مثل السعودية اليابان وكوريا الجنوبية والمانيا بإستثناء الكيان الاسرئيلي، ان تدفع لامريكا مقابل حمايتها.

وقف الى جانب الحركات العنصرية في امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا دون ان يخفي دعمه هذا، ووصف بالمقابل الدول الافريقية والدول العربية والاسلامية والعديد من قادتها باقذع وابشع الصفات.

اخر المواقف الفضائحية التي كشفت عورة ترامب امام شعبه والعالم واطاحت بما تبقى من حظوظه في الفوز بولاية ثانية، كانت مواقفه من وباء كورونا الذي تفشي في امريكا وقتل أكثر من 100ألف شخص واصاب اكثر من مليون ونصف مليون مواطن امريكي ، وكبد الاقتصاد الامريكي خسائر لا تعوض، فقد تجاوز عدد العاطلين اكثر من 40 مليون عاطل.

ترامب الذي كان يفتخر بانجازاته الاقتصادية، والتي كانت بمعظمها عبارة عن صفقات اسلحة من السعودية وغيرها من الدول التي تعتبر دعم الاقتصاد الامريكي اكثر اولوية من اقتصادها، وكذلك من خلال فرض الاتاوات التي كان ياخذها من الدول الغنية مقابل الحماية، هذه الانجازات تبخرت في ظرف شهرين او ثلاثة فقط، فلم تشهد امريكا فقداناً للوظائف على هذا النطاق منذ أزمة الكساد الكبير في عشرينات القرن الماضي.

كان على عقلاء امريكا، التي حشرها ترامب بجنونه بين العنصرية والسلب والنهب والبطالة والكساد الاقتصادي، الا يمروا مرور الكرام من امام التقرير الذي رفعته مجموعة من أخصائيي الصحة العقلية بقيادة الدكتورة باندي لي البروفيسور في جامعة ييل، والدكتور جون زينر البروفيسور في جامعة جورج واشنطن، والدكتور جيرولد بوست محلل الشخصيات السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الى الكونغرس الامريكي عندما كان يدرس اجراءت عزل ترامب من منصبه، والذي حذر من خطورة الحالة العقلية لترامب.

صحيفة "الانديبندت" البريطانية نقلت حينها جوانب من التقرير، الذي اعتبر خطورة ترامب تكمن في :" هشاشة احساسه بتقدير الذات وسرعة تأثره بأدنى قدر من النقد، ولديه نزوع حقيقي لأن يصبح أكثر خطورة بكثير، وهو ما يمثل تهديداً لسلامة أمتنا".

هذا التقرير، وفقا للانديبندت، لاقى تاييدا من اكثر من 350 من أخصائيي وخبراء في الصحة العقلية الذين وافقوا على الاستنتاجات التي توصل اليها العلماء الثلاثة.

كان امام المشرعين الامريكيين والنخب السياسية الامريكية فرصة كبيرة للحيلولة دون وصول امريكا الى ماوصلت اليه الان، لو تعاملوا بمسؤولية وبموضوعية وبدوافع علمية مع تقارير الاطباء النفسيين بشأن القدرت العقلية لترامب، بعيدا عن السياسة والدوافع الحزبية، التي ساهمت الى جانب جنون ترامب في اتساع رقعة الفوضى التي تضرب امريكا وتربك العالم اليوم.