حين يتحد ثلاثي كورونا ، ترامب والعنصرية

حين يتحد ثلاثي كورونا ، ترامب والعنصرية
السبت ٣٠ مايو ٢٠٢٠ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر: الرئيس الامريكي دونالد ترامب وبدلا من استمالة المتظاهرين الساخطين في عدد من الولايات الامريكية لاسيما المتجمهرين امام البيت الابيض بسبب عنصرية الشرطة الامريكية ، اتخذ المنحى الذي كان متوقعا منه حيث صعد من وتيرة تهديداته ضدهم .

الاعراب :

-في حين ان ردود الافعال التي تشهدها عدد من الولايات الامريكية في الوقت الراهن والتعبير عن السخط حيال العنصرية في امريكا ، امر اعتيادي وبالطبع لم يحقق اي نتائج عمليا لحد الان ، الا ان الاوامر التي اصدرها ترامب فيما يخص التعاطي مع المحتجين بقبضة من حديد امر غير مسبوق وقل نظيره .

-هناك جدل حيال العبارات التي يمكن استخدامها لوصف الاحداث التي تشهدها امريكا خلال الايام الاخيرة . ولكن ان كنا ننوي اعتماد اسلوب ترامب نفسه والمسؤولين الامريكيين فيمكننا الاستفادة من مصطلحات "الازمة" و "الاحتجاج" ، تلك الازمة التي حدت برئيس الجمهورية الى تهديد المتظاهرين والمحتجين باشد العبارات ، ووصف حراكهم المطلبي بانه مخطط له مسبقا وبالتالي يتحدث عن التمهيدات المتخذة على صعيد التصدي وكأنه يتخذ موقفا حيال عدو عتيد في ساحة الحرب .

-ترامب الذي كان يتوجه الى خوض الانتخابات الرئاسية بسجل فاشل على صعيد السياسة الخارجية ، كان يتباهى دائما بالانجازات الوهمية التي حققها على مستوى الداخل لاسيما في القطاع الاقتصادي وبانه يحظى بقاعدة شعبية واسعة . هذا في حين ان الصدمات الاقتصادية الناجمة عن انتشار فيورس كورونا التي تواجهها الحكومة الامريكية من جهة والتطورات والاضطرابات التي تشهدها امريكا خلال الايام الاخيرة والتي جاءت كرد فعل على قتل رجل اسود تشكل من جهة اخرى ، خلقت تحديات كبيرة وجادة امام هذه الفرضية التي كانت مشفوعة بالثقة والتي كان يعول ترامب عليها كثيرا .

-في الوقت الذي كان الامريكيون يعتبرون العنصرية بانها احدى التهديدات الاجتماعية-الثقافية لبلادهم ويرون فيروس كورونا بانه التحدي الاكبر الذي يواجهونه في الوقت الراهن ، الا ان عليهم الان ايجاد وصفة ناجعة لعلاج "ثلاثية" مركبة من العنصرية ، كورونا وترامب ، ورغم ان علاج العنصرية وكورونا غير متاح حاليا ولا يمكن تحديد موعد لتسويتهما ، الا ان علاج مرض وفيروس باسم ترامب يبدو في متناول اليد ، وهذا العلاج ما هو الا الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر القادم .