لماذا هدد ترامب المحتجين بالكلاب؟!

لماذا هدد ترامب المحتجين بالكلاب؟!
الإثنين ٠١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠١:٣٩ بتوقيت غرينتش

مر الكثيرون من امام العبارة التي قالها الرئيس الامريكي دونالد ترامب وهو يهدد المحتجين على جريمة قتل الشاب الامريكي من اصول افريقية جورج فلويد بإطلاق "الكلاب الشرسة" عليهم في حال اخترقوا السياج الخارجي للبيت الابيض، مرور الكرام، بينما العبارة كانت تحمل دلالات ورموز في غاية الفظاعة والعنصرية.

العالم - كشكول

إشارة ترامب هذه كانت محاولة قي غاية الوقاحة لتذكير الامريكيين بتاريخهم العنصري من خلال إعادة الحياة الى ممارسة وحشية كان العنصريون الأمريكيون يمارسونها،عندما كانت العبودية قانونا في امريكا، وهي عادة اطلاق الكلاب على العبيد، إما لقتلهم او لمنعهم من الهرب او لترهيبهم وردعهم.

لم يكن ترامب بحاجة للكلاب لردع المحتجين، فهناك عناصر الخدمة السرية وعناصر الشرط وقوات الأمن توفر الحماية الكافية له وللبيت الابيض على مدار الساعة، الا انه تعمد ذكر الكلاب لارسال رسالة مزدوجة المحتجين واغلبهم من اصول افريقية، والى العنصريين البيض، وتذكيرهم بالطريقة التي كان يتم التعامل بها مع العبيد من قبل العنصريين في امريكا.

عمدة العاصمة الأمريكية واشنطن موريل باوسر وجهت انتقادا لاذعا لترامب على تغريدته التي هدد بها المحتجين ب"الكلاب الشرسة" وقالت في مقابلة مع قناة "ان بي سي" الامريكية إن ما قال ترامب هو تذكير غير لطيف للعنصريين الذين يهاجمون الأمريكيين من أصول أفريقية بالكلاب، وطالبته بالكف عن نشر تغريدات تثير الانقسام وتذكر العنصريين بماضي البلاد.

لم يحاول ترامب يوما اخفاء عنصريته، بل هو يشعر ب"لذة" كبيرة عندما يتحدث بإستصغار وتعال عن الاعراق واتباع الديانات الاخرى، حتى من بين المواطنين الامريكيين انفسهم، ولكن ان تصل عنصريته حدا يحاول فيه اعادة امريكا الى اكثر صفحات تاريخها سوادا، عبر بعث الحياة في سلوكيات وممارسات في غاية الوحشية، لمجرد تأكيد صحة نظريته العقيمة بالتفوق العرقي، رغم ان بلاده تحترق وتتهددها الفوضى.