أميركا وعنصرية القرارات.. التخبط سيد الموقف

أميركا وعنصرية القرارات.. التخبط سيد الموقف
الخميس ٠٤ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

اماطت الهجمة العنيفة التي شنها المحتجون الاميركيون على الادارة الاميركية وخاصة الشرطة التي وصفوها بالعنصرية، اللثام عن سياسة البيت الابيض والتخبط الذي باتت تنضح به قراراته مؤخرا.

العالم - كشكول

القرار الاخير الذي اتخذه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وهدد من خلاله حكام الولايات والمحتجين معا، بنشر قوات الجيش الاميركي لمواجهة الاحتجاجات التي بدأت ترعبه وادارته على ما يبدو، كشف عن التخبط الذي باتت تعيشه هذه الادارة، والتسرع في اتخاذ القرارات.

ترامب دعا حكام الولايات الى ان يكونوا اكثر صرامة مع المحتجين، مهددا بتدخل الحكومة الاتحادية، واستخدام القوة لوقف التظاهرات وقمع المتظاهرين. وهذا "يشمل استخدام القوة غير المحدودة للجيش الاميركي والعديد من الاعتقالات" وفق تعبير ترامب.

اقحام الجيش في اعمال قمع الاحتجاجات ولملمة الفضائح الاميركية، رفضه بداية وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر، معتبرا ان اشراك الجيش يمثل خيارا اخيرا، معترضا على تطبيق قانون الانتفاضة الذي يسمح للرئيس الأمريكي بنشر قوات عسكرية داخل البلاد لإخماد أعمال الشغب والاضطرابات. الا ان اسبر ناقض نفسه بنفسه عندما تراجع عن قرار إعادة القوات إلى قواعدها وإخراجها من واشنطن. بعد ان كانت انتشرت في شوارع العاصمة ومحيط البيت الابيض، للقيام بمهام الشرطة. ليكشف عن مدى التخبط الذي بات يعيشه ساسة الولايات المتحدة، والتنسيق المعدوم بين اركان النظام الاميركي، خصوصا مع انتقاد عمدة العاصمة واشنطن موريل بوزر، لانتشار عناصر من الجيش في شوارع مدينتها، معتبرة انه من غير المناسب استخدام الخدمة العسكرية الفعلية في الشوارع الأمريكية ضد الأميركيين. كلام العمدة بوزر يوضح مستوى التسرع والانفعالية الذي بات يسيطر على مفاصل القرار في الادارة، والتخوف من تفلت الاوضاع من يد السلطات في الولايات والمدن.

تراجع اسبر عن موقفه الذي جاء بعد اجتماع في البيت الابيض، ربما جاء على خلفية تهديد اخر من ترامب لاسبر نفسه بمصير مشابه لكل من خالف قرارات ترامب، او عارض مشيئته، فالخلافات بين الرجلين تصاعدت إلى درجة وصلت الى تكهنات بأن ترامب يريد إقالة إسبر على خلفية الموقف الاخير لوزير الدفاع. وما زاد من احتمالية صدق هذه التكهنات كانت تصريحات المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية كايلي ماكيناني، التي قالت ان الوزير اسبر لا يزال في منصبه، وأنه في حال فقد الرئيس ثقته به، فسوف يعلم الجميع بذلك في المستقبل، لتكشف بين كلماتها عن مواقف متشنجة ربما بين الرجلين.

كما لا يمكن العبور عن مواقف الديمقراطيين الاميركيين المناهضة والمعارضة بشدة لكل ما خرج به الرئيس وادارته من قرارات بشأن الاحتجاجات والتظاهرات، فجملة القرارات التي اتخذها ترامب مؤخرا، كشفت عن الكثير من خبايا شخصية ترامب التي تنضح بالعنف والوحشية والعنصرية، والذي منذ دخوله البيت الابيض كرئيس للولايات المتحدة ما فتئ يبهرنا بتصريحاته العنصرية والسادية بحق الشرق والغرب، واخيرا بحق مواطنيه الاميركيين ايضا. عنصرية ترامب تفشت كما بات واضحا الى كامل جسد النظام الاميركي.

ابراهيم شربو