مدينة أثرية في موريتانيا مهددة بالتلف

الخميس ٠٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:١٧ بتوقيت غرينتش

تيشيت او تي شئت اي هكذا اخترت.. مدينة أثرية موريتانية يزيد عمرها عن التسعة قرون اشتهرت بمكانة علمية واقتصادية تشهد عليها حوليات مشهورة وأزيد من عشرة آلاف مخطوطة.

العالم- منوعات

كانت هذه المدينة التاريخية التي ادرجت على قائمة التراث العالمي للبشرية منذ العام 1989 وعلى مدى ثمانية عقود محطة رئيسية للقوافل التجارية العابرة للصحراء بين غرب وشمال إفريقيا اما اليوم فتشهد تراجعا واهمالا كبيرين وبات طريقها يصنف الأكثر وعورة من بين كافة الطرق التي تربط بين مقاطعات البلاد في الداخل.

وقال محمد جامع الملح: "لا يوجد شيء في تيشيت. نريد أن نذهب إلى نواكشوط أو إلى العيون للعثور على عمل وكسب المال".

وقال شريف مختار مباكا مدرس في المدرسة الثانوية: "ابرز المشاكل التي تعانيها المدينة هي العزلة. لدينا مدرسة ابتدائية وثانوية ولدينا مستشفى. لكن الناس يرفضون المجيء.. والشباب يغادرون تيشيت أنا الوحيد من جيلي الموجود هنا في تيشيت".

وقال حمدو لاه ميدو ، عمدة تيشيت: "اول شيء يجب فعله بالنسبة إلى المدينة هو ربطها بالبلدات المجاورة عبر تشييد الطرق وبصفتي عمدة، أكتب بانتظام إلى المنظمات الدولية طالبا الدعم".
.
تقع تيشيت على تلة صغيرة تلفها صحراء من الصخور السوداء وسط موريتانيا وتتألف من منازل حجرية رمادية بهندسة فريدة من نوعها تنتشر في شوارع رملية. اما عدد سكانها الذي يشهد تراجعا ايضا فكان الفين واربعمئة وسبعين نسمة فقط وفق إحصاء العام الفين وستة عشر.

وفضلا عن تدهور واضمحلال التجارة والسياحة والنشاطات فيها فإن مخطوطاتها التاريخية التي يحتوي بعضها أعمالا مكتوبة خلال الغزوات العربية في القرنين السابع والثامن مهددة بالتلف.

وقال محمد أحمدو، أمين مكتبة: "هناك العديد من العوائق التي تحول دون الحفاظ على المخطوطات بشكل صحيح. هذه الكتب هي مادة حية. انها حاجة ماسة لمزيد من الاهتمام والأغطية والخزانات والموظفين المكرسين فقط لهذا العمل".

وبسبب عزلتها يواجه سكان تيشيت صعوبة في الانتقال إلى تيجيكا عاصمة المنطقة للعلاج. اما ما هو متوافر حاليا فالعمل ببساتين النخيل وسبخة الملح الذي يحمل مئات الكيلوغرامات منه بعد تقطيعه على ظهور الجمال.