مآل تمديد الحظر التسليحي ضد ايران

مآل تمديد الحظر التسليحي ضد ايران
السبت ٠٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر: اعلنت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة كيلي كرافت انها سلمت مسودة قرار يهدف الى تمديد الحظر التسليحي ضد ايران الى اعضاء مجلس الامن الدولي .

الاعراب :

-فيما تتصاعد وتيرة الضغوط الامريكية ضد ايران في ظروف كورونا العصيبة ، وتتوسع رقعة الاحتجاجات المناوئة للعنصرية في امريكا ، نرى ان سمسار البيت الابيض يحاول من خلال التركيز على مسالة تبادل السجناء بين البلدين الايحاء بان ايران مقتنعة ومستعدة للتفاوض مع امريكا . اعتماد سياسة العصا والجزرة في مقابل ايران يعني من جهة ان البيت الابيض لازال يعقد الامل على جدوائية الضغوط المفروضة على ايران ، ومن جهة اخرى يبحث عن اهم عناصر فوزه في الانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في 3 نوفمبر في طيات الملف الايراني .

-في حين ان الانباء تشير الى اتساع رقعة الاحتجاجات والاضطرابات في اكثر من 70 مدينة امريكية ، والاحصائيات تشير الى تدني شعبية ترامب بنسبة 6 بالمائة خلال الايام العشرة الماضية فقط ، يبدو ان الرئيس لازال يعتقد بان الازمة التي تعصف ببلاده حاليا هي ازمة عابرة ، ولذلك فانه يحاول اثراء ملف سياسة الخارجية لعرضه في الحملات الانتخابية المقررة في نوفمبر ، وانطلاقا من هذا التوجه فانه يسعى الى تشديد الضغوط على الجمهورية الاسلامية الايرانية بشكل خاص .

-ترامب رغم انسحابه من الاتفاق النووي ورغم انه من الناحية المنطقية لا يحق له التدخل فيه ، الا انه يصر على تمديد الحظر التسليحي ضد ايران والذي من المقرر ان ينتهي الخريف القادم . تقديم مسودة القرار المناوئ لايران مع العلم بانه سيتم نقضه باستخدام الفيتو ضد من قبل روسيا او الصين ، يكشف عن رسالة يحاول ترامب توجيهها وهي انه لن يتوانى عن بذل اي جهد وعن ممارسة اي ضغط لارغام ايران على التفاوض . التامل في هذا التوجه يكشف عن اهمية الجمهورية الاسلامية الايرانية في السياسة الخارجية الامريكية ، وتبعا لذلك اهمية محور المقاومة باعتباره الخصم الاول لامريكا في منطقة غرب اسيا .

-يبدو ان ترامب وكما فشل في عرقلة مسيرة التقدم الصاروخي الايراني خلال الفترة الماضية من ادارته وكذلك فشله في الحيلولة دون اطلاق ايران لقمرها الاصطناعي العسكري ووضعه في المدار ، فانه سيفشل ايضا فيما يخص الحيلولة دون الغاء الحظر التسليحي ضد ايران . ختاما ينبغي القول ان الاوروبيين واستناد الى الاتفاق النووي لا يمكنهم دعم القرار الامريكي ، ولكن لو افترضنا جدلا بانهم واكبوا امريكا في خطوتها هذه فحينذاك لن يجنوا سوى تعزيز عدم ثقة ايران من جهة ، وسيفقدون مصداقيتهم على الصعيد الدولي من جهة اخرى ، وبالتالي ستكون هذه الخطوة بمثابة الاعلان الرسمي عن موت الاتفاق النووي .