العالم - كشكول
في الوقت الذي اكد مسؤول امريكي مقرب من ترامب ان قرار سحب 9500 جندي امريكي من المانيا من اصل 34500 جندي متواجدين هناك نابع من جهد بذلته القيادة العسكرية الأمريكية على مدار أشهر، الا ان وكالة رويترز للانباء نقلت عن خمسة مصادر وصفتها بالعليمة قولها إن قرار ترامب فاجأ عددا من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارته وان وزارة الدفاع لم تتلق حتى الآن أمرا رسميا بتنفيذ هذا القرار.
رويترز نقلت عن هذه المصادر قولها ، ان عددا من المسؤولين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية وزارة الدفاع فوجئوا بالقرار وقدموا تفسيرات تتراوح من شعور ترامب بالإهانة بسبب احباط المستشارة الالمانية مسعاه لاستضافة قمة مجموعة السبع ، وكذلك نفوذ ريتشارد جرينل السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا ومن الموالين لترامب، الذي لطالما اكد على إستياء ترامب من دور ألمانيا في عدم الوفاء بهدف حلف شمال الأطلسي إنفاق اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
مزاجية ترامب في اتخاذ قرار الانسحاب من المانيا كشف عنها مسؤول أمريكي لرويترز مشترطا إخفاء هويته عندما قال إن وزارة الدفاع لم تتلق أمرا رسميا بخفض القوات وإن القرار كان "مباغتا" لبعض المسؤولين في الوزارة ودفعهم للبحث عن مغزاه وأثره على العلاقات مع ألمانيا.
يوهان فادفول النائب في البرلمان الالماني قال ان قرار ترامب يظهر مجددا أنه يتجاهل مهمة مبدئية في القيادة ألا وهي مساهمة شركاء التحالف في عمليات صنع القرار، معتبرا قرار ترامب يشكل "جرس إنذار آخر" للأوروبيين لوضع أنفسهم في موقع أفضل في ما يتعلق بالسياسة الأمنية.
عندما يؤكد كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع وبعض المسؤولين في مجلس الأمن القومي الامريكي انه لم تتم إحاطتهم علما بقرار الانسحاب من المانيا وانهم اطلعوا على القرار بعد نشره في صحيفة وول ستريت جورنال، هو تاكيد اخر على مزاجية ترامب التي تؤطر جميع قراراته الخطيرة ، وهو تاكيد اخر ايضا على ضرورة ان تعتمد دول تزعم انها عظمى مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا سياسة مستقلة تنأى بنفسها عن المزاجية الامريكية التي تكشفت وبشكل عار ومخز بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 وهو قرار حاول حينها بعض من يعتبرون انفسهم قادة لدول عظمى تبريره بشتى الوسائل، بينما نجدهم اليوم عاجزين عن فهم قرار سحب ترامب لجنوده من المانيا ، رغم ان مثل هذا الانسحاب يعد نعمة للشعب الالماني من اجل التفكير جديا بايجاد قوة امنية خاصة باوروبا بعيدا عن الابتزاز الامريكي الوقح.