'كذبة الفرقة الرابعة' بسوريا.. لماذا الآن يا 'عربية'!

'كذبة الفرقة الرابعة' بسوريا.. لماذا الآن يا 'عربية'!
الأحد ١٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٥ بتوقيت غرينتش

هي الايام تتشابه، والحرب على سوريا تتعدد وجوهها، من ارسال مئات الالاف من الارهابيين، الى العقوبات الاقتصادية التي تستهدف الشعب السوري بشكل مباشر، الى حملات تدمير مؤسسات الدولة، وبث الاشاعات والاخبار الكاذبة ضمن حملات التضليل، وفي سياق الحرب النفسية ضد الشعب السوري. 

العالم - كشكول

الاخبار الكاذبة والاشاعات، هي احد الفصول المتجددة للحرب على سوريا، والتي تأتي في هذه الايام بالتزامن مع الحرب الاقتصادية، وارهاب العقوبات، والتي تضغط على لقمة عيش الناس، فالمتابع الدقيق للاخبار المفبركة المترافقة مع ما اسموه زورا بقانون قيصر، يعلم ان الحرب النفسية هي الاداة المستخدمة للتشويش على الداخل السوري، وبالذات عودة السيناريو ذاته، مظاهرات بعشرات الاشخاص، يحملون مطالب معيشية، تتحول بفضل بعض امبراطوريات الاعلام الى حدث يستمر الترويج له، واخبار مفبركة عن انشقاقات في الجيش السوري، تبثها مؤسسات اعلامية تدعي انها مراكز للنخبة، وتحمل المصداقية، لكن نسيت تلك المؤسسات انها تخالف ابسط معايير ميثاق شرف العمل الصحفي، وتكرس عدم ثقة المتلقي في هذه البقعة الجغرافية فيها، وتؤكد من جديد انها اداة طيعة بيد اجهزة مخابرات، تعمل على زعزعة الامن الاجتماعي في سورية.

هذه المؤسسات التي تغامر بسمعتها ورصيدها من اجل سياسات محددة، روجت لخبر عنوانه " اشتباكات بين "الفرقة الرابعة" ومنشقين عنها في ريف دمشق"، من يقرأ العنوان، يعتقد ان تاريخه يعود لعام 2011 او ما بعده بقليل، لكن ببحث بسيط نجد ان وسائل اعلام شقيقة لتلك القناة تناقلت الخبر، وبدأت بالترويج له، في تكرار واضح لما كان يحدث، وهنا لابد من الاشارة، الى ان ترويج مثل هذه الاخبار، في هذا التوقيت بالذات، تأتي ضمن عدة اهداف، واهمها، استغلال الضغط الاقتصادي على الشارع السوري في ظل الاجراءات الظالمة للعقوبات الامريكية، وقانون قيصر، بالاضافة الى زعزعة الامن، وخنق ثقة الناس بمؤسسات الدولة، ورسائل نفسية لرجال الجيش السوري والامن، عبر استخدام الجيش الخامس من الحروب، التي تشكل الشائعة مرتكز اساسي فيها.

إن الجيل الجديد من الحرب المفروضة على سوريا، يسعى الى استخدام الاسلوب الدعائي للتأثير في الناس، ضمن حرب نفسية واضحة، وهذا ما اكد عليه العالمان Rosnow, Fin، فقد اشار علماء النفس الى مدى تأثير الاخبار الكاذبة والاشاعات في سيكولوجية سلوك كل من الافراد والجماعات، فالخبر الذي بث، اختار منطقة جغرافية معينة، وهي مدينة الضمير السورية، بموقعها الحساس والمهم، وقربها من الغوطة الشرقية، وكونها بوابة للبادية، ويقع على اطرافها احد اهم المطارات الحربية، بهدف التأثير على سلوك الافراد والجماعات في مناطق اخرى، للتناغم مع فرض العقوبات الاقتصادية الخانقة، والضائقة التي يعيشها الشارع السوري بسبب قانون قيصر، وللتغطية على انجازات الدولة السورية القادرة على مواجهة هذه العقوبات بمساندة الحلفاء، والوصول في نهاية المطاف الى غاية رئيسية، وهي ان يحصلوا بالارهاب الاقتصادي والعقوبات، على ما لم يستطيعوا الحصول عليه بالحرب العسكرية والامنية.