لبنان في عين العاصفة واحتمال الإرهاب أمر وارد

لبنان في عين العاصفة واحتمال الإرهاب أمر وارد
الأربعاء ١٧ يونيو ٢٠٢٠ - ١٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

لم تخف المعلومات المواكبة للتطورات اللبنانية عن أن لبنان يعيش في هذه المرحلة حالا من الاستنفار الأمني المتلازم مع الاستنفار السياسي.

العالم - لبنان

لا سيما وأن بوادر كثيرة لاحت في الفترة الأخيرة حول استعمال الساحة اللبنانية صندوق بريد لرسائل إرهابية تصب في خدمة التوظيف الخارجي، لإبقاء لبنان في دوامة الفوضى والتوتر من جهة، والدفع باتجاه الانقسام الوطني والاجتماعي، تحت وابل التهويل من الجوع والتردي المعيشي من جهة أخرى.

خاصة وأن فريق المحبطين والمستثمرين جوع الناس ومطالبهم وفي انقسام الشارع يعملون ليل نهار على تعويض يقدم لهم ولأسيادهم المشغلين والداعمين ورقة تبرير تدخلات خارجية باتت ملامح أهدافها واضحة، وهي إضعاف بيئة المقاومة والنيل من قوته السيادية القائمة على ثلاثيته الذهبية، و كأنه لا يكفي اللبنانيين ما يعانونه على المستوى الداخلي، ليضاعف العامل الإرهابي منسوب قلقهم، ربطاً بما تكشّف في الساعات الأخيرة عن محاولة دخول هذا العامل من جديد على المسرح الداخلي.

وهو ما أكده المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الذي أعلن عن ورود معلومات إلى الأمن العام عن استهداف المطار، وتم إبلاغها إلى المعنيين.

وتقول المصادر الإعلامية إن اللافت في هذا السياق، هو تسريب نص البرقية التي بعث بها الأمين العام إلى الأجهزة الامنية، وكذلك إلى جهاز أمن المطار وتدعو لاتخاذ التدابير اللازمة، بعد "توافر معلومات عن احتمال قيام مجموعة إرهابية بتنفيذ اعتداء إرهابي على مطار بيروت الدولي، وقد يكون عبر تسلل أشخاص من جهة البحر (كومندوس بحري) للقيام بأعمال تفجير وتخريب في محيط حرم المطار وداخله وخارجه".

مصادر أمنية نقلت كلامها صحيفة الجمهورية أكدت أن العين الأمنية ساهرة على أمن واستقرار البلد، وهذا العمل العدواني والتفجيري الذي يحضّر، يؤكد أن لبنان ما زال هدفاً للإرهاب، وهذا يوجِب عدم الاسترخاء بل رفع جهوزية كلّ الأجهزة لتَدارك هذا الخطر ومنع المنظمات الإرهابية من التسلل مجدداً إلى لبنان وضرب أمنه واستقراره.

هذا من جهة ومن جهة ثانية ترى الأوساط المطلعة أن حجم هذا التهديد يجب أن يدفع بالحكومة اللبنانية ومن خلفها اللبنانيين التمسك أكثر بعناصر قوته والتي تشكل المقاومة أحد أبرز عناصرها.

وترى المصادر أن تسريب البرقية كان متعمّداً، في محاولة لإحباط العملية قبل حصولها، ولكن رغم كشف هذه المعلومات، الّا أنه لا نستطيع أن نقول إن الخطر قد زال وإنّ أمر العملية الإرهابية قد انتهى، وبالتالي التهديد ما زال موجوداً.

وبحسب معلومات "الجمهورية" فإنّ حالةً من الاستنفار سادت الأجهزة الأمنية والعسكرية، التي تعاطت مع البرقية بجدية عالية، وترافقَ هذا الاستنفار مع تشديد الإجراءات الأمنية في المطار، واتخاذ سلسلة تدابير احترازية في أماكن أخرى.

أما عن هوية المنظمة الإرهابية التي كانت تحضّر لتفجيرات في المطار، فلم يُشر المصدر الأمني إلى هوية محددة، إلا أنه لم يُخرج العامل الداعشي من دائرة الاحتمالات.

وهذا يطرح مجددا السؤال حول الجهة المشغلة والداعمة والمسهلة لهذا التنظيم الإرهابي، ربطا بالماضي القريب، والذي كان واضحا من يحمي ويمنع في أكثر الأحيان إسقاط داعش الإرهابي ويعمل على حمايته من العراق إلى سوريا واليمن وحدود لبنان الشرقية.

فهل بات أحد مفاعيل قانون قيصر الأمني هو استعمال الإرهاب في المكان الذي لايجدي الضغط الاقتصادي نفعا أو يحقق النتائج المرجو لأصحاب المشروع التدمير للمنطقة وشعوبها.

* مراسل العالم - حسين عزالدين