ممثل الجهاد الإسلامي للعالم: سنفاجئ العدو بما لا يتوقعه

ممثل الجهاد الإسلامي للعالم: سنفاجئ العدو بما لا يتوقعه
الخميس ١٨ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

دعا ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان احسان عطايا الى انتفاضة شاملة في الضفة الغربية رداً على خطة الإحتلال لضم اراضي الضفة الغربية، مؤكداً جهوزية قطاع غزة لأي مواجهة مع الإحتلال.

العالم - فلسطين

وجاء كلام عطايا خلال مقابلة حصرية مع موقع قناة العالم حيث اكد بأن كل محاولات العدو للتطبيع عبر لقاء شخصيات عربية وصهيونية فشلت لأن الشعوب العربية ترفض هذا التطبيع وتؤكد وقوفها الى جانب القضية الفلسطينية.

اليكم نص المقابلة الحصرية لموقع قناة العالم مع ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان:

السؤال الاول: لنبدأ من آخر تطورات الساحة الفلسطينية، ما هو تقييمكم للوضع في الضفة الغربية من توسيع استيطان الاحتلال في محيط الحرم الإبراهيمي وخطة الاحتلال بضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية؟

عطايا:هذا المشروع الاستيطاني ليس جديدًا على الاحتلال، إنما اليوم هناك محاولة لشرعنة هذا الاستيطان على أرض الضفة والقدس والأغوار، من خلال مشروع الضم الذي استند إلى مؤامرة القرن التي أعلنها ترامب مؤخرًا.

السؤال الثاني: كيف سترد حركة الجهاد الإسلامي في حال قرر الاحتلال أن ينفذ قرار الضم؟

عطايا:نحن نعتبر في حركة الجهاد الإسلامي أن الاحتلال على أرض فلسطين، ومنها الضفة والقدس، ما زال قائمًا، ولم يتغير شيء على أرض الواقع. ولم نتوقع يومًا أن يقدم لنا الاحتلال اعترافًا بدولة فلسطينية على جزء بسيط من الضفة، مقابل كل التنازلات التي قدمت له، لذلك كنا دومًا مؤمنين بأن المقاومة وحدها قادرة على تحرير الأرض، وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

وفي هذا السياق دعونا أهلنا في الضفة وفي فلسطين المحتلة إلى انتفاضة شاملة، وإلى عدم القبول بالأمر الواقع، والتعبير عن رفض الاحتلال بكل الأشكال المتاحة. وعملنا على تطوير قدراتنا العسكرية والتقينة في غزة، لتكون جاهزة للرد على أي اعتداء صهيوني يطال شعبنا الفلسطيني، واستطعنا تثبيت معادلة ردع مقبولة بالنسبة للترسانة العسكرية التي يمتلكها عدونا، كما استطاعت سرايا القدس والأذرع المسلحة لحركات المقاومة، في كل المواجهات مع العدو، أن تلقنه دروسًا قاسية، وأن تشوه صورته أمام كل العالم، فلم يعد "الجيش الذي لا يقهر".

السؤال الثالث: رغم تهديدات السلطة الفلسطينية بإلغاء كل الاتفاقيات مع الاحتلال منها التنسيق الأمني، إن لم يلغ هذا التنسيق هل يمكن أن تلجأ الجهاد الإسلامي إلى خيار عسكري في الضفة الغربية واشتباك مسلح في حال ضم الاحتلال الضفة الغربية؟

عطايا: نحن نتطلع إلى أن يقوم الرئيس الفلسطيني بالدعوة إلى اجتماع قيادي على مستوى الصف الأول للفصائل الفلسطينية، لتقييم الأوضاع، وما آلت إليه الأمور خلال أكثر من عقدين ونصف على توقيع اتفاق سلام مع الكيان الصهيوني، ووضع إستراتيجية وطنية واضحة لمقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين، إذا أرادت السلطة أن تحقق نتائج جدية ومؤلمة للعدو، بعد إلغائها التنسيق الأمني والتحلل من اتفاقية أوسلو وكل مندرجاتها.

أما الخيار العسكري فهو رهن قرار القيادة، وهو متعلق أيضًا بقيادة حركات المقاومة في غرفة العمليات المشتركة. لأن أي قرار عسكري مشترك ستكون نتائجه إيجابية، ويحقق أهدافه المرجوة بشكل أفضل.

السؤال الرابع: في صفقة وفاء الأحرار شاهدنا تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل جندي صهيوني واحد، هذه المرة نحن أمام 4 أسرى صهاينة لدى المقاومة؛ في صفقة التبادل المقبلة هل فرضية تحرير 4 آلاف أسير من سجون الاحتلال واردة أو يجب أن ننتظر عددا أقل أو أكثر؟

عطايا: قضية تحرير الأسرى قضية شائكة ومركبة، لأنها ترتبط بالعديد من العناصر المؤثرة فيها، وبالتالي كل الاحتمالات واردة. المهم بالنسبة لنا هو المثابرة والعمل الدؤوب من أجل أسر أكبر عدد ممكن من الجنود الصهاينة، في أية فرصة سانحة. لأن تحرير أسرانا من سجون الاحتلال منوط بحجم خسائر العدو المعنوية في هذا السياق، وذلك من خلال أسر جنودهم وشخصياتهم الوازنة.

السؤال الخامس: أخيراً وبعد فشل محاولات لتشكيل الحكومة وإجراء 3 انتخابات نيابية، تشكلت حكومة الاحتلال الجديدة برئاسة نتانياهو، ما هو تعليقكم على ذلك؟ هل سيستمر وقف إطلاق النار بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال أو قد نشهد جولة تصعيدية من قبل حكومة الاحتلال الجديدة لإستخدامها كورقة داخل كيان الاحتلال؟

عطايا: أزمة تشكيل الحكومة الصهيونية متعلقة بالصراعات الداخلية فيما بينهم، وأية حكومة ينتجها الاحتلال هي كغيرها من حكومات الكيان الصهيوني، لأنهم جميعهم سواء بالنسبة لنا، لا يختلفون في عدائهم للشعب الفلسطيني، أو في ارتكابهم الجرائم والمجازر بحق أهلنا، أو حول تصفية القضية الفلسطينية وتهويد فلسطين وتذويب قضية اللاجئين في الشتات.

أما بالنسبة لإمكانية نشوب حرب جديدة على قطاع غزة، فهذا لا يغيب عن أذهان المقاومة، وهي حاضرة للرد المناسب على أي اعتداء محتمل، وسوف تفاجئ العدو بما لا يتوقعه. على الرغم من أننا على المستوى السياسي نستبعد أن يتجرأ العدو على ارتكاب حماقة في هذه الفترة تحديدًا، لأن المعطيات ليست لصالحه.

السؤال السادس: كيف يكافح قطاع غزة تفشي فيروس كورونا رغم الحصار الذي فرضه الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 10 أعوام؟

عطايا: أهلنا في غزة يمتلكون الإرادة والعزيمة والقدرة على التحمل والصبر أكثر مما يمتلكه الآخرون، وذلك بحكم الحصار الخانق عليهم منذ أكثر من عقد من الزمن، ما جعلهم قادرين على التعايش مع الفاقة والمرض، ومع القصف والجراح، ومع كل أشكال الصعوبات التي يمكن أن تواجههم في أي وقت من الأوقات.

لذلك عندما تفشى فيروس كورونا استطاع الشعب الفلسطيني في غزة أن يتعاطى مع هذه الظاهرة بروح عالية من المسؤولية، واستطاع أن يسيطر على الوضع هناك، عبر الإجراءات الوقائية التي أعلنت عنها وزارة الصحة، وعبر الوقاية الفردية من خلال الحفاظ على النظافة والتعقيم وما إلى هناك من إجراءات على مستوى السلامة الصحية.

السؤال السابع: ما هو مستقبل تطبيع بعض الدول العربية مع كيان الاحتلال؟ هل سيؤثر هذا التطبيع على رأي الشعوب العربية التي كانت وما زالت تدعم القضية الفلسطينية؟

عطايا: نحن نرى أن أهداف التطبيع مع الكيان الصهيوني وتسريع عملياته في الآونة الأخيرة قد فشلت، ولم تستطع أن تحقق الإنجاز المطلوب، على الرغم من اللقاءات التي حصلت بين قيادات عربية وشخصيات صهيونية، وعلى الرغم من كل محاولات التطبيع بمختلف الأشكال، لم يتمكن العدو الصهيوني ومعه الإدارة الأمريكية من تغطية فشلهم في تمرير مؤامرتهم الكبرى المسماة "صفقة القرن". وذلك لأن الشعوب العربية الحية والحرة رفضت هذا التطبيع من قبل أنظمتها، ولم تسهل تلك العمليات التطبيعية المختلفة. فهي ما زالت تؤمن بمشروع المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني حتى تحرير فلسطين المحتلة، وهذا واضح من خلال كل الفعاليات التي شهدناها في أكثر من بلد عربي.

السؤال الأخير: بعد إستشهاد الحاج قاسم سليماني ورفاقه ظن محور الإستكبار بأن مسيرة المقاومة ستضعف، لكننا شاهدنا هذه السنة بأن شعوب العالم احيت يوم القدس العالمي على منصات مواقع التواصل الإجتماعي بقوة، ما تعليقكم حول هذا الموضوع؟

عطايا: إحياء يوم القدس العالمي هو إحياء لمشروع المقاومة من أجل تحرير فلسطين وبيت المقدس، وهو إحياء لروح الثورة الإسلامية الإيرانية التي حققت نقلة نوعية في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية في المنطقة، وهو نقطة تحول نحو الانتصار على المشروع الصهيوني الأمريكي في عالمنا العربي والإسلامي، وهو نقطة ارتكاز للتأكيد على أن القضية الفلسطينية قضية مركزية لكل الأمة، والعمل على تحريرها من واجب الجميع. وهو فكرة إبداعية للإمام الخميني رحمه الله استطاع من خلالها أن يستنهض الشعوب الإسلامية وكل الأحرار في العالم لنصرة فلسطين، ورفع الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني بفعل الجرائم والمجازر الصهيونية التي كانت سببًا لطرده من أرضه وتهجيره من دياره واحتلال فلسطين. ولم يتوقف عند ذلك، بل تم تأسيس فيلق القدس المكلف بدعم حركات المقاومة الفلسطينية، وكل الحركات التي تتبنى مشروع تحرير فلسطين وتعمل من أجل تحقيق هذا الهدف. وهذا يأخذنا إلى استحضار الشهيد القائد الكبير الفريق قاسم سليماني الذي اغتيل على أيدي القوات الأمريكية وبتحريض صهيوني، لأنه كان داعمًا حقيقيًّا لفلسطين، وكان عاشقًا للقدس، ومحبًّا للشعب الفلسطيني، فكانت المقاومة حاضرة في كل سلوكياته اليومية، وفي عقله ووجدانه، وكانت أولى أمنياته أن يستشهد على هذا الدرب درب القدس والمسجد الأقصى، فكان شهيدًا على طريق تحرير فلسطين قولاً وفعلاً، وكان نموذجًا يحتذى به في التواضع والإقدام، والتضحية والشجاعة، والمثابرة والإصرار، والعطاء والإبداع.