نتنياهو يطارد طواحين الهواء.. من نطنز الى كيش

نتنياهو يطارد طواحين الهواء.. من نطنز الى كيش
الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٤ بتوقيت غرينتش

في السابق كان زعماء الكيان الاسرائيلي ينكرون كل الافعال الاجرامية التي كانوا يقومون بها في العالم ضد الدول والمنظمات والحركات والشخصيات التي يعتبرونها خطرا على كيانهم الغاصب، رغم ان الجميع كان يعلم انها من صنعهم، في اطار سيااسة التعتيم على جرائمهم القذرة بحق الدول والشعوب، ولابقاء يديهم طليقة في العالم بدعم امريكي غربي واضح.

العالم - كشكول

اليوم انقلبت الصورة راسا على عقب فلا يحدث شيء في العالم حتى لو كان هذا الحادث عرضيا، الا ونرى الاعلام الاسرائيلي والاعلام الخليجي التابع لـ"اسرائيل"، يلمح بشكل او بآخر الى ان هذا الفعل الاجرامي هو من صنع الكيان الاسرائيلي، بل ان الاوضاع في الكيان وصلت حد ان يخرج زعماء هذا الكيان يتسابقون لتبني ما يحدث في العالم، وخاصة في ايران.

المراقبون للشأن الاسرائيلي يعتقدون ان الوضع السياسي المهزوز لنتنياهو، ومعادلات الردع التي فرضتها المقاومة في لبنان وغزة على الكيان الاسرائيلي والتي قللت من حرية تحركه المطلقة التي كان يتمتع بها في السابق، وما يقال عن الموت السريري الذي دخلت فيه "صفقة القرن" ومخطط ضم اجزاء من الضفة الغربية، واخيرا الفرصة الضئيلة التي توجد امام نتنياهو لتحقيق "آماله العريضة" وهي لا تتعدى اربعة اشهر ، بعمر ما دفعت تبقى من ولاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الذي تشير كل استطلاعات الراي الامريكية انه سيخسر الانتخابات امام منافسه الديمقراطي جو بايدن، كل هذه الامور دفعت بنتنياهو الى اختراع انتصارات على ايران، العدو المشترك له و لرفيق دربه في الفضائح ترامب.

حال نتنياهو اليوم اشبه بحال الشقي العراقي المعروف خلف بن امين، الذي عاش في بغداد في اواخر العهد العثماني ولا یزال اهل بغداد یتناقلون نوادره ویتفکهون بها , وخلاصة امره انه کان قمیئا جبانا ولیس لدیه من المؤهلات ما یجعل منه شقیا مشهورا لکنه کان یطمح ان یکون شقیا یشار الیه بالبنان .. وکانت احادیثه مع الناس لا تخلو من قصص القتال والسلب والسطو علی البیوت .. وهو یعزو الکثیر منها الی نفسه طبعا, واذا وقعت حادثة او سرقة کبیرة ذهب الی مرکز الشرطة یسأل الناس هل ورد اسمه بین المتهمین, ومن هنا جاء المثل البغدادي المعروف "ما جابو اسم خالکم " ؟! (الم یذکروا اسم خالکم) وکثیرا ما یحشر نفسه بین المتهمین او یعمد الی الاعتراف امام الحاکم.

الالة الاعلامية للكيان الاسرائيلي بنسختيها العربية والعبرية مثل وسائل الاعلام داخل فلسطين المحتلة وكذلك خارجها كـ"العربية" و "الحدث" و "سكاي نيوز عربي" و"الحرة" اعتمدت سياسية خلف بن امين حيث ربطت حوادث وحرائق شهدتها ايران في هذا الصيف ومنها حادثة منشأة نطنز بالكيان الاسرائيلي وشخص نتنياهو المهزوم، بل ان ابواق نتنياهو هذه حولت الاخير الى دون كيشوت جديد ، النسخة الاسبانية من خلف بن امين، واشادت بسيفه الذي يحارب به طواحين الهواء، عندما روجت لاكذوبة وقوع انفجار في موقع الشهيد رضائي نجاد النووي في مدينة أردكان في محافظة يزد (وسط ايران)، واستندت الى صورة قالت ان اقمارا صناعية التقطتها، رغم انه لم يحدث مثل هذا الانفجار في عقول نتنياهو وجنوده.

ابواق نتنياهو انتقلت من نطنز ويزد الى جزيرة كيش في الخليج الفارسي، لتعلن ان ايران قامت بتأجير الجزيرة للصين، وهو ما فندته أمانة المجلس الاعلى الايراني للمناطق التجارية الحرة والاقتصادية، وشددت على أن الحفاظ على الاستقلال والوحدة الترابية للبلاد، أمر واضح ومشهود ويتقدم على كافة الاهداف، وأن كل أركان الدولة والاجهزة الحكومية تمضي بهذا الاتجاه، وهو ما فنده ايضا المتحدث باسم الخارجية الايرانية ، الذي شدد على ان اتفاقية التعاون مع الصين لمدة 25 عاما، لاتنطوى على اي بنود سرية، ولم يتم التعاقد الرسمي على منح أي أراض او موانئ حتى الان.

سبب غضب المهزومين المأزومين نتنياهو وترامب من ايران والصين، يعرفه الايرانيون قبل غيرهم، فهم يعلمون علم اليقين ان اي علاقة اقتصادية بين اكبر قوة اقتصادية في العالم في المستقبل القريب مثل الصين، وبين اكبر قوة في منطقة غرب اسيا وهي ايران، تمثل تهديدا للمصالح غير المشروعة لامريكا والكيان الاسرائيلي، والايرانيون يعلمون ايضا ان حقد هذا الثنائي على الصين وايران، برز وبشل واضح عندما جن جنون ترامب بعد توقيع رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي اتفاقية اقتصادية مع الصين، وهذا الجنون برز وبشكل اخر عندما اتخذ رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب خطوة اصابت امريكا واذيالها في الصميم عندما اجتمعت الحكومة اللبنانية بالسفير الصيني الذي اعلن استعداد الصين لمساعدة الاقتصاد اللبناني.

كل ما يفعله نتنياهو وترامب وابواق حلفائهما من العرب من امثال محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، لن يصنع لهما نصرا حقيقيا، ولن يغير من مصيرهما المحتوم، فالاول سيقضي ما تبقى من عمره خلف قضبان السجون، والثاني سيموت حسرة على ولاية ثانية.