الفرزلي يقدم للعالم قراءته حول الأزمة الإقتصادية اللبنانية

الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٦:٤١ بتوقيت غرينتش

نستضيف في هذه الحلقة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الدكتور ايلي الفرزلي للحديث عن أزمة لبنان الحالية ومقارنة الوضع اللبناني الحالي بما مر به سابقا ،ونظرته للمشاريع الاميركية والصهيونية في المنطقة وسياسة أميركا ضد محور المقاومة وانعكاسات الوضع الاقتصادي على مستقبل لبنان.

العالم _ برامج

اليكم نص اللقاء كاملا :


س- بداية كيف يوصف إيلي الفرزلي أزمة اليوم قياسا بما مر به لبنان سابقا؟

ج- ما يجري اليوم في لبنان هو استمرار لما مر به لبنان منذ عقود وتحديدا منذ زرع الكيان الصهيوني في المنطقة وامتداد وجوده والمخططات الاجنبية الرامية للنيل من استقرار المنطقة ،مضيفا أن لبنان سياسيا وجغرافيا يقع في مكان حساس بين سوريا والكيان الصهيوني وقد كان ساحة لإشعال الفتن المختلفة في عدة مراحل تاريخية خاصة أزمة الارهاب التكفيري .

س- أزمة اليوم من المسؤول عنها؟

ج- الازمة خليط من الاسباب الذاتية والموضوعية ،السبب الذاتي الادارة السيئة للواقع اللبناني والهدر والفساد على مدار عقود في عدة مستويات .

س- هل كان هناك إرادة خارجية بزرع هذه المنظومة ؟

ج- الارادة الخارجية تقرأ بدقة العقلية واسلوب التصرف وقد ساهمت بإغراق لبنان بالديون للإمساك بالرقبة السياسية بحجة الاستدانة لبناء البلد وقد شهد لبنان ازمة مشابهة في العام 1992 تتعلق بالدولار ،فالحروب الأهلية دمرت البلد لكن لم يكن عليه ديون لذلك كان علينا الاستدانة لإعادة اعمار البلد وكان لهذه الاستدانة أن تكون بطريقة منطقية اكثر ،ثم اتى سعر الصرف لتحقيق غايات سياسية ،هناك مسؤولية ذاتية علينا لأن هناك صراع في المنطقة وحصار فرض على لبنان من قبل واشنطن منذ الحرب على العراق إضافة للأزمة الخانقة التي عصفت بلبنان في السنوات الماضية .

س- البعض يحمل المسؤولية للمنظومة السياسية التي تشكلت بعد الحرب الأهلية؟

ج- المنظومة موجودة منذ زمن وحتى قبل الحريرية السياسية ،وكان التوجه هو لاعتماد لبنان كبلد خدماتي على اعتبار ان السلام قادم ولبنان سيصبح مقصدا للجميع ،وايضا للحصول على السياسة المصرفية التي تتلاقى مع هذا المنطق ،ثم كان الذهاب نحو عملية اعمار كلفت كثيرا ،والاهدار المادي اخذ طابع مرضي شمل كل الفئات اللبنانية .

س- هل كان هناك رهان على السلام مع كيان الاحتلال وأن ديون لبنان ستسقط مقابل السلام ؟

ج- هذا الموضوع معروف لبنانيا ، لكن الديون التي ترتبت على لبنان بالرغم من كل المصاريف المبررة للبناء حتى العام 2005 كانت 25 مليار دولار فقط ،لكن الدين الاكبر ترتب على لبنان منذ العام 2005 حتى اليوم .

س- من يتحمل مسؤولية هذه الحقبة وزيادة الديون على لبنان خلال فترة قصيرة؟

ج- الحكومات المتعاقبة كلها تتحمل المسؤولية ،ولن نستطيع تحميل المسؤولية لجهة واحدة وهناك قناعة شخصية لدي حول أن اغراق العالم الثالث بالديون هو أمر متعمد ويتعلق بنظرية المؤامرة ، أي المساعدة على الاستدانة والسكوت على ممارسات بعض الدول تجاه المال من البنك الدولي كي تغرق الدول بالمال والفساد للعودة والإرتماء مجددا في حضن المؤسسات الدولية والتي من المعروف من هو المتحكم بقرارها.

س- كيف توصف النشاط الاميركي الزائد وخروج السفيرة الاميركية وتدخلها بالوضع الداخلي اللبناني؟

ج- لا شك ان اميركا لم تخفي عداءها لمحور المقاومة وهي تهتم بتأمين مصالح اسرائيل في الدول المحيطة به ،عبر ترسيم الحدود معها وتأمين منابع الغاز والبترول لها ، أيضا هنام حرب في سوريا عبرت عنه أميركا مؤخرا بقانون قيصر واستهداف محور المقاومة في لعبة لإخراج ايران والمقاومة من سوريا ،ويجب ان يكون هناك رأي حول الحكومة اللبنانية اليوم التي عليها أن تشعر اللبنانيين بالطمأنينة . اللعبة السياسية الآن تستهدف ضرب المنظومة المصرفية اللبنانية التي اثبتت نجاحها على مستوى العالم وذلك للسماح للنظام المصرفي الاسرائيلي بالسيطرة على الساحة المالية بعد التطبيع مع عدة دول في المنطقة .

س- حكومة سعد الحريري كانت توافقية ومع ذلك خرج الناس في 17 تشرين وطالبوا بإسقاطها ،لماذا؟

ج- لأنها لم تكن حكومة مدركة لمواجهة هكذا واقع ،وكانت حكومة تقاتل الأمعاء داخليا .

س- بعد استقالة سعد الحريري كان هناك محاولات لتشكيل حكومة وحدة وطنية لماذا برأيكم؟

ج- برأيي الصراع حول اسم معين مع الرئيس الحريري كان مشكلة ، وهذا لبنان ومكوناته الكائفية غير ممثلة ولا يمكن إدارة الظهر لموضوع الكائفية كي لا نقع فيه ،فطورة الموضوع تكون عندما نتعامل مع الواقع على قاعدة أن المرض ليس موجودا .

س- هل لبنان قادر على مواجهة الظغوط المتصاعدة؟

ج- هناك أمل بوجود خرق أوروبي لإعادة انشاء مسار يختلف نوعيا عن المسار الذي نعيشه اليوم .