مقارنة بين انفجار بيروت وهيروشيما.. أيهما أقوى؟

الجمعة ٠٧ أغسطس ٢٠٢٠ - ١٢:٠٦ بتوقيت غرينتش

قدر خبراء الأسلحة، أن الانفجار الذي شهدته بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري كان أقوى بأضعاف من أقوى سلاح غير نووي في الترسانة الأميركية.

العالم - لبنان

اعتبر الخبير في نزع الأسلحة كينغستون رايف، فإنه لا يمكن مقارنة "العائد المتفجر" لحادث بيروت بما يُمكن أن تحدثه قنبلة "بي-61" النووية الأميركية، رغم فداحة الأضرار التي شهدتها العاصمة اللبنانية.

وأوضح أن "الانفجار النووي كان يمكن أن يصبح أسوأ بكثير، لأنه كان سيحدث تأثيرات حرارية وإشعاعية كبيرة".

وفي تقريره الذي نشره موقع "بيزنس إنسايدر Business Insider" الأميركي، قال الكاتب راين بيكريل إن القوة التفجيرية لحادث مرفأ بيروت أكبر بمرتين على الأقل من قوة قنبلة "جي بي يو-43/بي" (GBU-43/B) الملقبة بأم القنابل، وهي أقوى سلاح غير نووي في ترسانة الولايات المتحدة الأميركية، بعائد متفجر يبلغ نحو 11 طنا.

وأدى الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت إلى دمار كبير في العاصمة وألحق أضرارا بالغة بالمباني وتسبب في مقتل أكثر من مئة شخص وإصابة الآلاف. وأكد الكاتب أن مقاطع الفيديو التي انتشرت على شبكة الانترنت تُظهر انفجارات متلاحقة وسحابة حمراء مرتفعة في الهواء، قارنها البعض بسحابة الفطر الناتجة عن القنبلة النووية.

وقد أعلنت السلطات اللبنانية أن الانفجار وقع داخل مستودع كان يحوي 2750 طنا من نترات الأمونيوم تم تخزينها بطريقة غير سليمة.

قوة تفجيرية هائلة

أشارت التقديرات إلى أن قوة الانفجار عادلت زلزالا بقوة 3.3 درجات بمقياس ريختر، وقد بلغت ارتداداته مسافات بعيدة. ونقل الكاتب عن خبراء قولهم إن "العائد المتفجر" لحادث بيروت بلغ على الأرجح عدة مئات من الأطنان من مادة "تي إن تي".

ووفقا لتقديرات جيفري لويس خبير الأسلحة النووية والتقليدية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري (Middlebury Institute of International Studies at Monterey) فإن "العائد المتفجر" لحادث مرفأ بيروت يتراوح ما بين 200 و500 طن، وذلك باحتساب قوة الانفجار وسرعة انتشار الموجات الصدمية والطاقة الزلزالية وحجم الحفرة التي أحدثها.

وأكد الكاتب أن قوة انفجار مرفأ بيروت أكبر بمرتين على الأقل من القوة التفجيرية لـ "أم القنابل" والتي استخدمها الجيش الأميركي لأول مرة في أبريل/نيسان 2017 في أفغانستان.

حادث بيروت والقنبلة النووية

أشار الكاتب إلى أن الانفجار الذي شهدته العاصمة اللبنانية الثلاثاء الماضي كان قويا لدرجة أن بعض السكان اعتقدوا أن المدينة تعرضت لهجوم نووي، وعزز هذا الاعتقاد سحابة الفطر الشاهقة التي ارتفعت في الأرجاء.

لكنه أوضح أن تقديرات الخبراء تشير إلى أن "العائد المتفجر" لحادث بيروت يبلغ ما بين واحد واثنين كيلو طن، أي أقل بكثير من عائد القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما، والذي قُدّر بحوالي 15 كيلو طن.

ويعتبر هذا الانفجار، الذي أودى بعشرات الأشخاص وأصاب آلافا آخرين في بيروت، الأضخم في تاريخ لبنان.

وشكلت نيترات الأمونيوم مصدرا للعديد من المآسي، عرضية أو جرمية، في العالم.

ووقعت أول الحوادث في مصنع "بي أي أس أف" في أوباو (ألمانيا) وأسفر عن مقتل 561 شخصا في عام 1921. في عام 1947، اهتزت مدينة بريست الفرنسية إثر انفجار سفينة الشحن النرويجية أوشن ليبرتي التي كانت محملة بالمادة.

في فرنسا كذلك، انفجرت كمية كبيرة تبلغ حوالي 300 طن من نيترات الأمونيوم مكدسة بكميات كبيرة في مستودع مصنع " أي زد إف" في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز الفرنسية في عام 2001 و سمع دويه على بعد 80 كيلومترا وأدى إلى مقتل 30 شخصا وألحق دمارا في المدينة الرابعة لفرنسا.

وفي الولايات المتحدة، أدى انفجار رهيب في مصنع "ويست فيرتلايزر" للأسمدة في بلدة ويست غرب تكساس إلى مقتل 15 شخصا في عام 2013، حيث انفجر مخزون من نيترات الأمونيوم في حادث متعمد. وشكك المحققون في غياب معايير التخزين.

ويمكن أيضا استخدام نيترات الأمونيوم في تصنيع الأدوات المتفجرة. في 19 أبريل 1995، فجر شخص عبوة وزنها طنين من السماد أمام مبنى أمام مبنى فدرالي اتحادي في مدينة أوكلاهوما، مما أسفر عن مقتل 168 شخصا.