محور المقاومة لن يهدأ له بال دون قلع الغدة السرطانية من جذورها

محور المقاومة لن يهدأ له بال دون قلع الغدة السرطانية من جذورها
الثلاثاء ١٨ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

جاء في الخبر ان وفدا أمنيا مصريا تابعا لجهاز المخابرات العامة المصرية وصل الضفة الغربية مساء الأحد، لبحث الوضع السياسي وملف المصالحة، ثم اتجه الاثنين اإلى غزة للتباحث مع فصائل المقاومة، بعدها توجه ليل الاثنين الثلاثاء الى الاراضي الفلسطينية المحتلة حاملا للاحتلال مطالب حركة حماس لتهدئة الأوضاع في القطاع.

العالم - يقال ان

قبل انتقال الوفد الامني المصري الى داخل الاراضي الفسطينية المحتلة وبعد ذلك (حتى الان) لم تصدر حركة المقاومة الاسلامية "حماس" أي بيان صحفي تعلن فيه نتائج مباحثاتها مع الوفد الأمني المصري، في حين يرجح أن يعود الوفد المصري إلى قطاع غزة للرد على مطالب الحركة.

وفي التفاصيل، ان الوفد الامني المصري جاء الاراضي الفلسطينية المحتلة لاجراء مباحثات مكوكية بين حركة حماس والاحتلال لتثبيت التهدئة، وكان الوفد قد أجرى اجتماعات مع مسؤولين في اللجنة المركزية لحركة فتح، والتقى مدير جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وركزت الاجتماعات عَلى الوضعين السياسي والامني وملف المصالحة.

موقف فلسطيني ثابت رغم التخاذل الاماراتي العربي

جاءت زيارة الوفد الامني المصري هذه بعد اعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وكيان الاحتلال الاسرائيلي على إقامة علاقات ثنائية رسمية، تلك المؤامرة الخبيثة المبيتة لهذا الوقت بالذات في مسعى "صهيوأميركي أعرابي مرتجع" لوأد القضية الفلسطينية الى الابد بدفع من محور الشر والعار الاميركي.

تزامن التحرك الأمني المصري مع لقاء وطني مقاوم رافض للتطبيع في غزة أُقيم تحت عنوان "التطبيع خيانة"، حضرته الفصائل والقوى السياسية والوطنية والمجتمعية الفلسطينية في قطاع غزة أعلن فيه المجتعون رفضهم للاتفاق بينَ الإمارات والاحتلال، مؤكدين على الموقف الوطني الرافض للتطبيع ولإعلان الاتفاق الثلاثي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي ولما يُسمى بصفقة القرن وجميع المخططات الإسرائيلية واصفين الموقف الإماراتي بأنه طعنة لحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وشدد المشاركون على أن الحديث عن أي تطبيع أو اتفاقات ثنائية في مجالات مختلفة وإقامة سفارة هو خطوة عدائية من الإمارات للشعب الفلسطيني وتهديد لمصالحه ويتعارض مع القمم العربية السابقة.

تصعيد في غزة وفي غلاف غزة

في المقابل تصاعدتْ حدةُ التوتر في قطاع غزة مع استمرار الحصار والاعتداءات الاسرائيلية، الأمرُ الذي دفع شبانا فلسطينيين من وحدة الإرباك الليلي للتظاهر على الحدود الشرقية للقطاع بعد توقف دام نحو عشرة أشهر، فيما أكدت الفصائل الفلسطينية ضرورة مواجهة التطبيع الاماراتي مع الكيان الاسرائيلي عبر تصعيد المقاومة.

التصعيد الفلسطيني ليس بنفع قوات الاحتلال الاسرائيلي في هذا الزمن الرديء اسرائيليا.. وتعثر خطوات صقل حكومة اسرائيلية تدير الاوضاع بشفافية (صهيونية) ولمنافع الكيان المتهرئ.. وذلك ما أكده المحلل السياسي هاني البسوس، بقوله أنّ قوات الاحتلال الصهيوني تحاول الضغط على حركة حماس لقبول بعض التسهيلات لقطاع غزة مقابل وقف التصعيد.

التدخل المصري جاء في الوقت المناسب اسرائيليا ولنفع الكيان لذي يعاني تشرذما داخليا سياسيا، ما يعني انه يعلق آمالا على وساطة الوفد الامني المصري للبحث في تثبيت تفاهمات التهدئة، فيما تشير تقديرات "إسرائيلية" إلى أنّ هذا الوفد الامني قد يتمكن من إحداث تغيير في الواقع الميداني يحول دون تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع الكيان المحتل، وتصعيد المواجهة بين الطرفين.

حول الوفد المصري ومدى قابليته على احداث تغيير، قال الكاتب والمحلل السياسي احمد ابو زهري ان "حيرة سادت أوساط المراقبين في القطاع متسائلين ما الذي جرى في كواليس اللقاء مع الوفد الامني المصري؟ وهل صحيح ان الوفد المصري حضر دون إجابات؟ وماذا قالت فصائل المقاومة؟ وهل يمكن اعتبار اللقاء فشل في إعادة لهدوء كما تتناول ذلك بعض المنصات وهذا ما يجعلنا نقرأ اللقاء من خلال 3 نقاط:

1 - إذا ما أردنا النظر لنتائج الزيارة فانه وبدون عناء يمكن فهم كواليسها من خلال فحص حرارة الميدان إنظرو اليه وتفحصوا..

2 - كما انه من الطبيعي ان يتعنت الاحتلال ويراوغ بانه ليس سببا في تعطيل المشاريع بسبب ظروف في المنطقة ووجود جائحة كورزنا وبالتالي عدم الاستعداد لتقديم تسهيلات حقيقية..

3 - صانع القرار في غزة لا يمكنه التسامح مع حالة المماطلة القائمة وبيده فتح الباب على مصراعيه لزيادة وتيرة الضغط، فاسرائيل ستركع أمام المطالب حينما يحدث شيء غير مألوف يمس أمنها.. لذلك نحن امام ساعات حرجة الان..

رسائل ضغط متبادلة

كما أسلفنا، يسود قطاع غزة وغلافها اليوم تصعيد متبادل من الطرفين الفلسطيني والصهيوني ما بين بالونات حارقة وإرباك ليلي يقابله قصف صهيوني على مواقع المقاومة في غزة، حيث تسعى فصائل المقاومة لفرض شروطها وإلزام الاحتلال الصهيوني باتفاقية التهدئة الأخيرة التي وقعت بوساطة مصرية.

يقول الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، إن المقاومة الباسلة لن تسمح باستمرار الحال على ما هو عليه، وهي جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات للجم العدوان، وكسر الحصار، وحماية مصالح شعبنا.

وحمل برهوم نتائج استمرار استهداف العدوان الإسرائيلي قطاع غزة، واستهداف المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء، وعدّه "تصعيدا خطيرا وخطا أحمر، يتحمل العدو الصهيوني كافة التبعات والنتائج المترتبة على ارتكاب مثل هذه الحماقات".

ونقول ان المقاومين لن ينسوا التضحيات الجسام التي ارخصها محور المقاومة وما اعطى من دماء في بوتقة شهداء جبهة المقاومة وكل من ضحى بنفسه في سبيل الكفاح ضد الكيان الصهيوني وتحرير القدس الشريف، وان الصمت العربي والإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال، بل ومكافأته بتسارع وتيرة التطبيع معه، شجعه على المضي قدما في سياسة الإرهاب المنظم، وارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني..

محور المقاومة لن يهدأ له بال..

ان محور المقاومة اليوم لن يهدأ له بال دون كنس هذه الغدة السرطانية "اسرائيل" المزروعة بالقوة في قلب العالمين العربي والاسلامي، ومواجهة المؤامرات الاعرابية المرتجعة بكل ما لديه من قوةـ وفي كل الاحوال لن تنسى الشعوب العربية والاسلامية ذلك اليوم الذي تطرد فيه قوات الاحتلال من الأراضي المحتلة وانه من المؤكد ليس ببعيد.

ونؤكد.. انه في "بالغ الخطورة" و"عواقبه وخيمة".. ذلك الاتفاق المذل لحكام الإمارات على إقامة علاقات رسمية مع الكيان الصهيوني وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد.