تفاصيل المرحلة اللبنانية القادمة بلمسات فرنسية

تفاصيل المرحلة اللبنانية القادمة بلمسات فرنسية
الثلاثاء ٠١ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

تتسارع الأحداث في لبنان مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثانية إلى بيروت، بعد أن كلف الرئيس اللبناني ميشال عون الدبلوماسي اللبناني مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، بتأييد اغلبية النواب، لتخلف حكومة الرئيس حسان دياب التي استقالت بعد انفجار مرفأ بيروت.

العالم - ما رأيكم

يرى محللون ان فرنسا تحاول زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون لبيروت للمرة الثانية بمناسبة إحياء لبنان للذكرى المئوية الأولى لتأسيسه خلال فترة الانتداب الفرنسي، ان تطرح سياسة جديدة للبنان تضم جميع الاطراف اللبنانية، ما يعني ان العقد الماضي لم يحقق لها اهدافها رغم انها زرعت النظام الطائفي في البلد.

واشاروا الى ان الخطوة الفرنسية الجديدة والتي تتوافق بالطبع مع ما يريده الامريكان، تؤكد ايذاناً بمرحلة جديدة يتم التخلص فيها من الطبقة السياسية التي تشكل شراكة مع سعد الحريري، من خلال طرح فكرة المجتمع المدني تعتبرها فرنسا انها تمثل ما يريد لبنان، واكدوا ان السيد نصر الله نبه كثيراً في خطابه على فكرة من يمثل لبنان، وما هي الارادة الشعبية وتحديد آلية الارادة الشعبية، مشيرين الى ان فرنسا بدأت تمرر الكثير من الافكار كي ترى ردود الفعل عليها.

وقالوا: ان فرنسا استفادت من كارثة انفجار مرفأ بيروت في اعادة المقاربة السياسية مع لبنان، بعدما فشلت محاولاتها السابقة من قبيل فرض عقوبات صارمة او غيرها، وان الفسحة التي دخلت منها فرنسا الى الساحة اللبنانية كانت بغطاء او توافق امريكي، مشيرين الى ان باريس سارعت الى تلقف هذه الفرصة السانحة كمدخل لاعادة ترتيب الاوراق في ظل انشغال الامريكان بالانتخابات الرئاسية.

وعزوا التحرك الفرنسي هذا لانه لم يبق لها الا الساحة اللبنانية كي تلعب دوراً فيه، ومن هنا جاءت محاولة باريس بعد ان وجدت المنفذ المناسب لاطلاق ديناميتها والتي كانت حاجة الجميع في الساحة اللبنانية وتفاعلت معها الكتل السياسية بغض النظر عن تضرر بعضها.

واضافوا، ان الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون ونتيجة لانسداد الوضع السياسي في لبنان، توجهه خلال زيارته الثانية لبيروت الى حزب الله باعتباره عنصراً مهماً في الساحة اللبنانية، حيث جرى التوافق برعاية فرنسية على ترشيح مصطفى اديب لتشكيل الحكومة خلفاً لحكومة دياب المستقيلة، لاسيما وان حزب الله اعلن انه لامانع لديه بمن يرشحه سعد الحريري من اجل تجاوز الوضع اللبناني الصعب المرتبط بالمستوى الاقتصادي بالذات.

على خط آخر، اعتبر مراقبون سياسيون، ان الوضع اللبناني اثبت انه لا يسير الا بوقع ضغط خارجي تدفع به للوصول الى نوع من المستوى الامان بغض النظر عن من يقف ورائها، وان هناك عوامل خارجية دخلت على المرحلة الجديدة في لبنان والتي تعتبر مرحلة اساسيةً، واشاروا الى ان هذه المرحلة الجديدة ادت الى انتاج دينامية حفزت الداخل لكي يسير بمواكبة ارادة الخارج.

واوضحوا، ان المرحلة الثانية هي ان خيار مصطفى اديب لتشكيل الحكومة تعتبر أشارة مرتبطة بالخارج يمكن قرائته من خلاله الكثير من العناصر التي يمكن التوقف عندها، مشيرين الى الموقف السعودي الذي يصعد الامور دوماً خلال التأليف حيث لدى الرياض الكثير من الوسائل الداخلية للضغط من اجل قطع الطرقات كما فعلته ليلة امس من خارج الذين انخرطوا بمسألة تكليف مصطفى اديب.

ولفتوا الى ان نموذج تشكيل الحكومات السابقة ثبت انه لم يعد صالحاً رغم التوازنات الموجودة في البرلمان اللبناني الحالي واللعبة السياسية كما هي ذاتها، لذا اقتضت احداث انفجار مرفأ بيروت والتداعيات والانهيار العام المواكب لصورة الدولة، على الكتل السياسية بكل القوى السياسية الى ان تضطر لتقدم تنازلات بطريقة التمثيل بجسد الحكومة القادم لتكون محط امال الشعب اللبناني كما يكون موافقاً للعقد السياسي الجديد وفقاً للصورة النمطية الفرنسية المطروحة وبرغبة امريكية بعدم انفجار وضع لبنان من الداخل ولاسيما الان وحتى لحظة الانتخابات الامريكية الرئاسية.

واضافوا، ان سرعة تكليف مصطفى اديب بتشكيل الحكومة، والاجواء الايجابية التي حكمت هذه المرحلة، جاءت ملاقاة لكلمة السيد حسن نصر الله، مع زيارة الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون وكذلك كلمة الرئيس عون وبري، شكلت كلها محفزات اساسية لسياق الرهان ايجاباً على ما هو قادم.

ما رأيكم..

  • لماذا جاءت التسمية عشية زيارة الرئيس الفرنسي للبنان؟
  • هل يسهل التوافق النواب على تسمية مصطفى اديب تشكيل الحكومة؟
  • هل سيصطدم التشكيل بالشروط السعودية التي تؤزم الوضع دوماً في لبنان؟