فهد بن تركي.. كبش فداء لفشل بن سلمان في اليمن

فهد بن تركي.. كبش فداء لفشل بن سلمان في اليمن
الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٠ - ١٢:١٨ بتوقيت غرينتش

علقت أوساط أمريكية على قرار إحالة قائد القوات المشتركة الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز إلي التقاعد والتحقيق معه حول تعاملات مالية مشبوهة بأن الخطوة تعود إلى فشل ولي العهد محمد بن سلمان في اليمن.

العالم- السعودية

وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن بن سلمان على الرغم من أنه الحاكم الفعلي للمملكة، إلا أنه غالبا ما يظهر بأنه يخشى المؤامرات التي تحول دون استلامه للعرش رسميا، خلفا لوالده المريض والمسن.

وذكر المعهد أن خطوة مثل إحالة الأمير فهد بن تركي إلى التقاعد والتحقيق معه يرجح أنها ترتبط بقضية الخلافة للعرش.

وشملت حملة الإقالة أيضاً ابن الأمير فهد الأمير عبد العزيز نائب أمير منطقة الجوف الذي كان يعتبر أميرًا شابًا صاعدًا في المملكة.

وأضاف: “في الواقع فإن مزاعم الفساد ضد الفريق فهد، لن تؤدي إلّا إلى تأجيج الشائعات بأن هناك قضايا أخرى على المحك، إلى جانب عدم الرضا من حملة اليمن. ونادراً ما تتم إقالة كبار الأمراء من المناصب الحكومية”.

ورأى المعهد أنه بالنسبة لواشنطن، قد يشكل التغيير في القيادة العسكرية، فرصةً للنقاش مع الرياض بشأن تغيير سياستها تجاه اليمن، وحل هذه الأزمة التي طال أمدها بشكل قاطع ونهائي.

وعلى صعيد السياسات الداخلية للعائلة المالكة، فإن الفريق الركن الأمير فهد بن تركي هو ابن عم الأمير محمد بن سلمان ووالده، على غرار الملك سلمان، كان فردا من مجموعة إخوة أشقاء نافذين تُعرف بالسديريين السبعة.

وتضم أيضاً الملك فهد وولي العهد الأمير سلطان وولي العهد الأمير نايف.

والأمير أحمد هو أخ شقيق آخر اعتقله ابن سلمان على ما يبدو، للاشتباه بأنه يعمل ضد خلافته المستقبلية. ووفقاً لبعض التقارير احتُجز أيضاً ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف لأسباب مماثلة.

ومنذ أوائل عام 2018، كان الفريق الركن الأمير فهد بن تركي، الذي خدم فترة طويلة في الجيش السعودي. يتولى قيادة تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن.

وقال المعهد إن حرب اليمن “كانت إخفاقاً باهظ الثمن، حيث تكلّف السعودية نحو مليار دولار شهرياً. ولا يزال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والأجزاء الأكثر اكتظاظاً بالسكان في البلاد.

وأشارت إلى أنه اتّضح عدم كفاءة الجيش السعودي بشكل متزايد. وتضررت سمعته بصورة أكبر بسبب الضربات الجوية غير الدقيقة التي أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا في صفوف المدنيين.

وختم معهد واشنطن: يبدو أن الأمير محمد بن سلمان وشقيقه الأصغر نائب وزير الدفاع خالد بن سلمان ينأيان بنفسيهما عن السياسة اليمنية بشكل متزايد. ويسعيان إلى مخرج دبلوماسي دون الاضطرار إلى الاعتراف بالهزيمة.

والأمير فهد بن تركي أحد أهم القيادات العسكرية السعودية، ولُقِّبَ بــ “رجل المهام الصعبة”، وكان واحداً من أهم رجالات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ووُلد فهد بن تركي بن عبد العزيز في أغسطس/آب 1959، وهو نجل الأمير تركي بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران الأسبق، كما أنّه الحفيد الـ 21 للملك المؤسس.

حصل قائد القوات المشتركة السابق على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية من الجامعة الأمريكية الدولية.

وبدأ مسيرته العسكرية مبكراً، فالتحق بالسلك العسكري في 14 مايو/أيار 1983، ومنح بعدها بسنة تقريباً شهادة دبلوم من مدرسة المشاة للجيش الأمريكي في قاعدة فورت بينينج بجورجيا في 24 أبريل/نيسان 1984.

وبعدها بعدّة أشهر وتحديداً في 13 سبتمبر/أيلول 1984، نال الأمير فهد شهادة دبلوم أخرى من مدرسة المشاة الأمريكية نفسها في جورجيا، ولكن هذه المرة كانت دبلوماً في الدورة التأسيسية لضباط المشاة.

ثم بدأ التدرج في المناصب والقيادات عندما بدأ بمنصب ضابط وحدة متابعة ثم قائد فصيل، ثم مساعد قائد سرية، ومن ثم قائد سرية.

تابع تدرجّه فوصل إلى ضابط عمليات ثم ضابط معلم، تبعها بقائد جناح ثم قائد قوّة، قائد كتيبة، ركن عمليات، مساعد قائد، قائد وحدات، نائب القوات البرية.

وفي 15 فبراير/شباط 2013 أصدر الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز أمراً بتعيينه قائداً لوحدات المظليين والقوات الخاصة برتبة لواء ركن، قبل أن يسند إليه الملك سلمان مهمة قيادة قوات التحالف المشترك في اليمن.

وفي 22 يوليو/تموز 2017 صدر مرسوم ملكي بترفيع فهد بن تركي من رتبة لواء ركن إلى فريق ركن، وتعيينه قائداً للقوات البرية في المملكة، وبقي في هذا المنصب حتى فبراير/شباط 2018.

وكان موقعا روسيا، رجح حدوث ثورة قريبة داخل الأسرة الحاكمة في المملكة، إزاء تصاعد حملة ولى العهد محمد بن سلمان ضد أفراد الأسرة وثرواتهم ومؤسسات الدولة.

وقال موقع “نيوز ري” الروسي، في تقريره، قبل أيام، إن هناك تشكيلات سياسية تتكون داخل الأسرة الحاكمة نتيجة سياسات ولى العهد بين أبناء عمومته، بعد أن فشلت الحملات التي شنها لتطهير المعارضين في المملكة لتحييدهم عن معارضة نظام حكمه.