لماذا تصر بعض الدول على إبقاء سوريا خارج الجامعة العربية؟

لماذا تصر بعض الدول على إبقاء سوريا خارج الجامعة العربية؟
الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

لم ينقطع الحديث عن ضرورة عودة سوريا إلى الجامعة العربية وبشكل خاص في السنوات الأخيرة بعد ما يقارب الـ8 سنوات على تعليق عضويتها، تغيرت خلالها الكثير من الأوضاع على الأرض، الكثير من التصريحات الرسمية العربية لا تمانع في عودتها... فمن الذي يعرقل لم الشمل العربي؟

العالم - سوريا

وقال الخبير الاستراتيجي السوري العميد محمد عيسى لـ"سبوتنيك": "إن الجامعة العربية أنشئت عام 1945 كبديل للنزعات الجماهيرية التي كانت تطالب بمفهوم دولة الوحدة العربية، لكن تم إفراغ تلك الدعوة من محتواها، ومنذ نشأتها وهي مرتهنة لبريطانيا التي أنشأتها ثم ورثتها الولايات المتحدة الأمريكية، فهل تصدق لأي من الدول العربية قرارات خاصة بها تنبع من سيادتها المطلقة، فهل يعقل أن يتم عقاب سوريا بعد أن تم إرسال أكثر من مليون ونصف متطرف إليها لأنها تدافع عن نفسها".

الحمائم والصقور

وأشار عيسى إلى أنه في السياسة الخارجية الأمريكية هناك جناحان أحدهما الحمائم والآخر الصقور، حيث يتحرك جناح الحمائم حين لا يكون بمقدور جناح الصقور تحقيق المهمة، فإذا فشلت الحرب على سوريا ستجد صحفي أمريكي يكتب مقالا كبيرا وبعدها عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي والنواب ويكثر الحديث عن أن سوريا ظلمت ويجب عودة العلاقات، هذا الأمر يتمثل في عملية الدخول من الباب الآخر وهو باب السلام والاستثمارات النفطية، وأينما توجد الربحية الاقتصادية أبحث عن السلام.

وأكد الخبير الاستراتيجي أن عودة دولة أو عدة دول لن يؤثر في موازين القوى، على سبيل المثال كم تملك الإمارات أو غيرها من دول المنطقة من أوراق ضغط، الحقيقة لا شيء، تركيا لها أدوات لكنها تعمل ضمن استراتيجية جزئيا خاصة بها، أما العرب وبكل اسف ليس لديهم استراتيجية خاصة بهم هم يخدمون مصالح الآخرين وبدون مقابل.

الشعوب وليس الحكام

وأوضح عيسى: "سوريا تنتصر ولا تقل لي أنه بسبب روسيا، روسيا لا تراهن على حصان خاسر أو أعرج أو ضعيف وكذلك كل الدول، لكن هناك فرس قوي اسمه الجيش العربي السوري والذي خلق معادلات جديدة على الأرض، تلك المعادلات تبنى عليها معادلات وتحالفات سياسية جديدة، فلن تستطيع كل الدول الخليجية أن تفعل شيئا في مواجهة سوريا، نعم ساهمت الدول الخليجية في تحقيق دمار كبير لكنها لم تفلح في نقل سوريا من موقعها السياسي والاستراتيجي ..فما الذي يمكن أن تفعله الآن".

ولفت إلى أن الشعوب العربية لا ولن تتغير تجاه سوريا، ولا يعنيها ما تفعل الحكومات في أي من الدول العربية.

أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه من المبكر الحديث عن وجود نوايا لدعوة سوريا للانضمام إلى الجامعة العربية.

وقال أبو الغيط، في مارس/أذار الماضي، إن الظروف الحالية لا تدعم عودة عضوية سوريا إلى الجامعة، موضحا أن الأمر له حسابات سواء من جانب الجامعة أو سوريا نفسها.

وتابع أبو الغيط: "هناك بعض التوجهات التي تقول إن الوضع لم يتغير كثيرا".

ويرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الأزمة السورية أصبحت منحصرة في إدلب فقط، مضيفا: "من المستبعد أن يحدث توافق روسي تركي، على حل يمنع عودة النظام السوري إلى إدلب" حسب تعبيره.