ترشح الحريري لتشكيل حكومة لبنانية. مناورة ام امر عمليات خارجي

ترشح الحريري لتشكيل حكومة لبنانية. مناورة ام امر عمليات خارجي
السبت ١٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٢٤ بتوقيت غرينتش

سعد الحريري يعلن ترشحه لتشكيل "حكومة عتيدة" مستغلا تناقضات نادي رؤساء الحكومات السابقين، فهل ينجح بتقديم ما اخفق غيره به.

عادت عقارب الساعة الى الوراء منبئة بما اجمع عليه كثيرون حول عودة سعد الحريري لتشكيل حكومة انقاذية تحظى بتاييد ودعم القوى الساسية الرئيسة في لبنان. الا ان ما اقدم عليه الحريري من اعلان عن ترشحه رسميا خلط الأوراق، بعدما كان يصرّ، عبر البيانات الرسمية والتسريبات الإعلاميّة، على القول إنّه "غير مرشّح" لتولّي تشكيل الحكومة الجديدة.
وثمّة من يقول إنّ رئيس الجمهورية ميشال عون، حين دعا إلى الاستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس المقبل، لم يرغب بتحريك المياه الحكوميّة الراكدة وكسر الجمود على خطها فحسب، ولكنه أراد إلزام الحريري بإطلاق مثل هذا الموقف، ليُبنى عليه جدياً في اتصالات الأيام المقبلة.
ويعتقد أصحاب هذا الرأي أنّ كلام الحريري الواضح يفترض أن يشكّل مدخلا لإعادة وضع الملفّ الحكوميّ في دائرة الضوء، بعدما رُمي جانباً في الأيام الماضية، بل رُحّل وفقاً للكثير من القراءات، إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، على رغم غياب "الرابط المنطقي" بين الاستحقاقين، وفق ما يرى هؤلاء.
وتقول الاوساط المتابعة إنّ الحريري ينطلق في ترشيح نفسه من قاعدة صلبة، ليس فقط لكونه رئيساً لتكتّل نيابي أساسيّ في المعادلة، ولكن قبل ذلك لكونه جزءاً من نادي رؤساء الحكومات السابقين الذي بات جزءاً لا يتجزّأ من المعادلة، وبات الاحتكام إليه ضرورياً، بنتيجة تجربتي حسان دياب ومصطفى أديب.

وتتوسّع هذه القاعدة صلابة بالنظر إلى الدعم المُسبَق الذي حصل عليه الحريري من العديد من "الحلفاء والخصوم"، وعلى رأسهم الثنائي الوطني حركة امل وحزب الله اللذان لا يزالان يتعاملا وفق مقولة الأصيل أفضل من الوكيل والذي يعتقد كثيرون أنّه سيكون أكثر ليونة مع الحريري ممّا كان مع أديب وغيره، انطلاقاً من الاعتبارات والحسابات المعروفة.
وثمّة من يضيف إلى هذه القاعدة دعماً غير صريح، من فريق العهد نفسه، ولا سيما رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي تحدّث بالأمس في تغريدة افتراضية، عن "الحسّ النقدي وإعادة النظر بالسلوك ما يدفع البعض إلى الاعتقاد بأنّ العهد بات، بعد مراجعة تجربة دياب وغيره، من محبّذي عودة الحريري، ولو بصورة غير مباشرة، لعلّه ينقذ ما بقي من ماء الوجه على حد تعبير المتابعين..
وتتابع المصادر انه
في مقابل هذا الدعم، ثمّة من يسأل عن بعض العوائق التي كانت تقف على امتداد المرحلة الماضية في وجهه، وتدفعه نحو سحب اسمه من السباق، ولا سيما لجهة الميثاقية التي كان يفتقدها ترشيحه، على الضفة المسيحية، بشكلٍ أو بآخر، أو حتى لجهة الفيتو السعودي الذي كان يُرمى في وجهه، بين الفينة والأخرى.
وتقول المصادر إذا كان الحريري أوحى في هذا السياق بتلقّيه ضمانات تعبّد له طريق العودة في وقتٍ كان لافتاً في إطلالته المتلفزة، "رفع سقف الموقف توازياً مع عدم كسر الجرّة مع أحد، في تكتيكٍ من شأنه الوقوف على خاطر الجميع، فإنّ السيناريوهات قبل أسبوع من الاستشارات تبقى مفتوحة على مصراعيْهاوعلى رأس هذه السيناريوهات، سيناريو حصول الحريري على الأكثرية العددية والميثاقية لتسميته، وهو ما بدأ العمل عليه بطبيعة الحال منذ ما قبل إعلان ترشيحه، علماً أنّ هناك من يوحي بأنّ موعد الاستشارات نفسه كان منسَّقاً بينه وبين رئيس الجمهورية. ولكن، في مقابل هذا السيناريو ، ثمّة من يخشى على الحريري، إذا ما أصرّ على شروطه، أن يصطدم مجدداً بالشروط المضادة، فيضطر إلى الانسحاب قبل انتهاء المهلة، في تكرارٍ لـ سيناريو سحب اسمه من التداول، بعيد حراك السابع عشر من تشرين.وتختم المصادر ان مهمّة الحريري محفوفة بالمخاطر والنظر يبقى مشدودا لللايام المقبلة لان الشيطان دائما ما يكمن يكمن في التفاصيل وتلك التي ستحكم على مهمّته، بالنجاح الذي يريده الجميع، أو الفشل، الذي قد يؤدّي إلى ما لا تُحمَد عقباه فهل سيتمكن سعد الحريري من تجاوز المسلمات البديهية لتشكيل حكومة وحدة وطنية انقاذية بامان تخرج البلاد من عنق زجاجة ازمته المتر امية بكل الاتجاهات.
*مراسل العالم - بيروت