الجمهوريون يخشون فوز بايدن وترامب يعلم أنه سيخسر!

الجمهوريون يخشون فوز بايدن وترامب يعلم أنه سيخسر!
الأحد ١١ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٨ بتوقيت غرينتش

اقل من 23 يوما تفصل الامريكيين عن الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي، الجمهوري دونالد ترامب، والمرشح الديمقراطي جو بايدن. وتظهر استطلاعات الرأي تقدم بايدن على ترامب، وبأنه اكثر تفضيلًا من ترامب بين الأمريكيين في معظم القضايا.

العالم - يقال ان

بايدن عزز تقدمه على ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة، مع رفض الاخير المشاركة في المناظرة الثانية عبر الإنترنت. ولم يفز ترامب سوى في استطلاعات ثلاث ولايات من إجمالي 19 استطلاعا تم إجرائهم في 12 ولاية، وتحديدا في ويست فيرجينيا ومونتانا وميزوري.

وفي المقابل، فاز بايدن بهوامش تتراوح بين 1 إلى 11 نقطة مئوية في 16 استطلاعا تم إجرائهم في 9 ولايات، من بينهم ما يعرف باسم "الولايات المتأرجحة"، وهي تلك التي لا يملك الجمهوريون أو الديمقراطيون على حد سواء أفضلية فيها.

وتعتبر "الولايات المتأرجحة"، وخاصة أوهايو وبنسلفانيا وفلوريدا بمثابة ولايات حاسمة تقرر إلى حد كبير الفائز في الانتخابات الرئاسية، نظرا لعدد الأصوات الذي تملكه الولايات الثلاث في المجمع الانتخابي.

ويحتاج المرشح لجمع 270 من أصوات المجمع الانتخابي كي يتم انتخابه رئيسا، وليس بالضرورة أن يفز بالتصويت الشعبي الأكبر، مثلما حدث في انتخابات 2000 و 2016.

ويقود بايدن استطلاعات الرأي في أربع استطلاعات تم إجرائها في ولاية فلوريدا بنسبة 4 و 5 و 6 و 11 نقطة مئوية، بينما يتفوق في أوهايو في استطلاع واحد بفارق نقطة مئوية واحدة.

وتشير استطلاعات الرأي ان المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن هو الاكثر تفضيلًا من الرئيس الحالي دونالد ترامب بين الأمريكيين في معظم القضايا مع بقاء أقل من شهر حتى تقام الانتخابات الامريكية، بحسب استطلاع جديد أجراه مركز بيو للأبحاث.

وكشف مركز بيو انهم قاموا بالمسح العشوائي على ما يقرب من 12000 من البالغين في الولايات المتحدة، منهم 10543 ناخبين مسجلين.

وأظهرت النتائج التي أجرتها "بيو" أن الناخبين الأمريكيين البالغين يرون في بايدن رمزًا أكبر لوحدة البلاد، حيث قال 50 % إنه سيقوم بعمل أفضل "لتقريب البلاد من بعضها البعض" ، مقارنة بـ 30 لترامب.

ويعتقد معظم الناخبين أن بايدن سيتعامل مع فيروس كورونا بشكل افضل مما تعامل ترامب معه.

كما احتل نائب الرئيس السابق جو بايدن مرتبة أعلى عندما يتعلق الأمر بالسمات والقيم الشخصية، حيث وصف عدد أكبر من الناخبين بايدن بأنه "رحيم" و"نموذج جيد".

تأتي هذه النتائج في الوقت الذي يحافظ فيه المرشح الديمقراطي على تقدم مريح على ترامب على الصعيد الوطني، بالإضافة إلى متوسط الاستطلاع من ريل كلير بولتيكس، الذي يشر الى تقدم بايدن بفارق 10 نقاط تقريبًا عن ترامب.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة السي ان ان نُشر ان بايدن يتفوق على ترامب بفارق كبير حيث بين الاستطلاع ان 57 في المئة من الناخبين إنهم يدعمون بايدن، مقابل 41 في المئة لترامب.

ترامب يعلم انه سيخسر

يقول الكاتب الأميركي جون تي بينيت إن الرئيس دونالد ترامب يعلم أنه سيخسر الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، ويعتريه الخوف من ذلك، ويعلم أن منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن قد أحرز تقدما عليه بمقدار 9.7 نقاط على المستوى الوطني، وفقا لمتوسط العديد من استطلاعات الرأي.

وأوضح بينيت -في مقالة له بصحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية- أن المقابلة التي أجرتها معه المذيعة ماريا بارتيرومو من شبكة "فوكس بيزنس نيتورك" (Fox Business Network) صباح الخميس، -وليس استطلاعات الرأي وحدها- تشي بعلم ترامب بخسارته.

فقد شعر بالغضب عندما ذكرت بارتيرومو المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي نافسته بقوة في الانتخابات الرئاسية 2016، واحتج بقوة صارخا في الهاتف بطريقة غامضة ومتشائمة متسائلا: "لماذا لا يتم توجيه الاتهام إلى هيلاري كلينتون؟!"، وذلك حتى عندما كانت بارتيرومو تحاول بوضوح إنهاء المقابلة الهاتفية التي استمرت حوالي ساعة كاملة.

ويقول بينيت إن كل كلمة وتغريدة وعمل لترامب منذ أن تم نقله جوا إلى المنشأة الطبية العسكرية، تشير إلى محاولته إبراز نوع من القوة التي يستخدمها مدرب كرة القدم في المدرسة الثانوية لإثارة مشاعر المراهقين في ليالي الجمعة، وكأنها آخر فرصه لإعادة انتخابه.

وعندما طُلب منه أن يقيّم ببساطة أداء كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس في المناظرة ليلة الأربعاء، قال ترامب ما يقوله عادة "كانت فظيعة، غير محبوبة على الإطلاق، شيوعية".

وأوضح الكاتب أن هاريس عندما كانت مدعية عامة لولاية كاليفورنيا تصادمت مع الجناح التقدمي للحزب الذي تقوده هي وبايدن الآن، وعملت أيضا بجد قبل الانسحاب من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، لتظهر نفسها على أنها أكثر اعتدالا في قضايا مثل العدالة الجنائية والرعاية الصحية من التقدميين بيرني ساندرز وإليزابيث وارين.

وأضاف بينيت أن ترامب ظل حريصا على إشعال فتيل قاعدته المحافظة بتحذيرات لا تنتهي من "الاشتراكيين" و"الفوضويين" و"اليسار الراديكالي"، واستخدم مكالمته الصباحية للتحذير من أن خصمه بايدن إما سيموت في منصبه خلال شهرين أو سيكون عاجزا عن منع حدوث انقلاب يساري.

وقال إن ترامب كان بإمكانه أن يظهر في أي يوم من الأيام وكأنه رئيس تنفيذي يتوقع أن ينتقل إلى فترة ولاية ثانية، أو شخص يبدو أنه يدرك أنه يتجه نحو هزيمة تاريخية محتملة، أو شخص مستعد للاستمرار في الطعن في نتيجة الانتخابات حتى المحكمة العليا التي تضم 3 قضاة محافظين عينهم ليمنحوه 4 سنوات أخرى؛ لكنه بدا صباح الخميس أنه اختار الخيار الثاني: الهزيمة.

الجمهوريون وفوز بايدن

صحيفة الغارديان نشرت مقالا كتبه ريتشارد لاسكومب بعنوان "الجمهوريون يعبرون عن مخاوفهم من خسارة ترامب للانتخابات الرئاسية".

ويشير الكاتب إلى أن السيناتور الجمهوري تيد كروز يخشى من "حمام دم" في الانتخابات. كما أن زميله السناتور الجمهوري الكبير توم تيليس دائما ما يتحدث عن رئاسة جو بايدن. وحتى ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية الموالية بشدة في مجلس الشيوخ، لا يرغب حتى بالاقتراب من البيت الأبيض بسبب تعامل دونالد ترامب مع بروتوكولات فيروس كورونا.

ويرى الكاتب أنه على المستوى الفردي، يمكن القول إنها تعليقات خارجة عن المألوف من حلفاء ترامب الذين يحاولون حشد الدعم للرئيس الأمريكي قبل أيام فقط من الانتخابات العامة التي تظهر استطلاعات الرأي أنه يخسر بشكل متزايد.

ولكن بشكل جماعي، جنبا إلى جنب مع التصريحات الصادرة عن العديد من الجمهوريين الآخرين الذين يبدو أنهم ينأون بأنفسهم عن ترامب وإدارته وسياساته، يعتقد الكاتب، ان ذلك يعكس القلق المتزايد داخل الطبقة العليا في الحزب الجمهوري من أن 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، قد يكون فوزا كبيرا لجو بايدن والديمقراطيين.

في أماكن أخرى، بحسب المقال، أصبح استياء الجمهوريين من ترامب واضحا بشكل متزايد، خاصة بين المرشحين الذين يخوضون سباقات انتخابية ضيقة خاصة بهم.

ويمكن رؤية تعليقات ماكونيل حول سبب عدم زيارته للبيت الأبيض لمدة شهرين على الأقل في سياق مختلف، نظرا لأنه يبلغ من العمر 78 عاما وفي نفس الفئة العمرية المعرضة للخطر، تماما مثل الرئيس المصاب بالفعل.

ويختم الكاتب بالقول إن هذه المعارضة من حليف ترامب القوي لم يسمع بها من قبل خلال السنوات الأربع للرئاسة. ويبدو أن كلمات ماكونيل تعكس التهديد الذي يشكله رد الفعل العكسي، على مستوى البلاد، على معالجة ترامب للوباء على الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ.

لكن تبقى نتيجة هذه الانتخابات غير معلومة حتى اعلان نتائج التصويت النهائية، فأي حدث مفاجئ، بالصدفة او مفتعل، يحدث قبل موعد الانتخابات قد يقلب الموازين، خاصة وان الكيان الاسرائيلي وبنيامين نتنياهو اكبر المستفيدين من ترامب ومن المسلم ان يتدخل اللوبي الصهيوني بكل قوته بطريقة او بأخرى.

احمد الموسوي