"التطبيع" في العراق.. تهريج انتخابي ام بالونات اختبار!

السبت ١٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٨ بتوقيت غرينتش

ما زالت أصداء الادعاءات الاخيرة لنائب رئيس الوزراء العراقي السابق بهاء الاعرجي بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني تتردد في الساحة العراقية، حيث واجهت هذه التصريحات ردود فعل رافضة من جانب العراقيين الذين اتهمو الاعرجي بمحاولة تضليل الرأي العام، كما حذر البعض من مشروع مدروس من قبل الولايات المتحدة و"اسرائيل" وادواتهم في المنطقة لفرض التطبيع على دول المنطقة.

العالم - يقال أن

وزعم الاعرجي في تصريح لقناة قناة اي نيوز، ان “العراق مهيّاً جداً لتطبيع علاقاته مع اسرائيل اكثر من اي وقت مضى وقد يصدر القرار من النجف وليس من بغداد”. ورفض الاعرجي الاجابة على أي سؤال اخر بهذا الصدد لتوضيح الامر، وما الذي قصده من "تدخل النجف" في القرار، ولم يسمح لمقدم البرنامج بأي مداخلة لفهم ما صرح به.

ويبدو أن هذا التصريح أثار حفيظة العراقيين أجمع وعلى رأسهم المقرب من التيار الصدري حساب "صالح محمد العراقي" على تويتر، والذي اتهم الأعرجي (نائب رئيس الوزراء العراقي السابق) بأنه "عدو النجف"، موجها تهديدا صريحا مفاده "إن لم يتأدب أدبناه".

الاعرجي

واعتبر بعض الخبراء في العراق ادعاءات الاعرجي بأنها مسرحية لحرف الأنظار عن بعض الاشخاص وايضا التطورات في الساحة العراقية، ولتخفيف الضغط عليهم من خلال تغيير الحديث تجاه التطبيع واتهام النجف بذلك. كما اشارو الى ان هذه الادعاءات تأتي للتأثير على الوضع الامني في العراق قبل الانتخابات وأنه ليس من المستغرب أن نسمع في هذه الايام حديث الأعرجي عن التطبيع وايضا تصريحات زيباري عن الحشد الشعبي.

هذا وحذر بعض الخبراء من مشروع مدروس من قبل الولايات المتحدة وكيان الاحتلال وادواتهم في المنطقة لفرض التطبيع على دول المنطقة وخاصة العراق من خلال تجويع الشعب، كما يجري حاليا في السودان.

وفي هذا السياق، نقلت مصادر عراقية عن أحد سفراء دول الاتحاد الاوروبي دون تسميته، أن المشكلة في العراق والازمة الحالية هي غير مرتبطة بالعملية السياسية في العراق وان كانت هناك مشاكل في العملية السياسية والنظام السياسي، ولكن هناك مشروع دولي مدروس ومرتبط بصفقة ترامب (صفقة القرن)، مؤكدا أن التطبيع مع "اسرائيل" هو احد اركان هذه الصفقة والمشروع.

كما تحدث السفير، عن طلب سعودي من الولايات المتحدة و"اسرائيل" للضغط على الشيعة في العراق وتجويع الشعب للوصول الى حالة بان يقبلوا بمشروع التطبيع.

وقال المصدر أن تصريحات بهاء الاعرجي تظهر ان المشروع واحد وبهاء هو احد اركان هذا المشروع.

وتظهر هذه التصريحات أن ما يجري اليوم في العراق من الضغط على ابناء الشعب العراقي من ابناء الوسط والجنوب امنيا واقتصاديا، ومحاولة تشويه الاسلام واظهار الغرب و"اسرائيل" والدول المطبعة معهم بانهم هم الانموذج الافضل، للذهاب باتجاه التطبيع مع "اسرائيل"، وأن هذا المشروع قائم وخلفه مليارات الدولارات السعودية والاماراتية والاسرائيلية والامريكية ودول كثيرة تعمل عليه باتجاهات مختلفة.

وبحسب المصدر، فانه من غير المستغرب سماع هذه التصريحات حيث هناك ضغط على النجف وبغداد، مؤكدا أنه بعد أن تحط اول طائرة اسرائيلية في مطار بغداد الدولي، سنشاهد بعد ايام أن السعودية تعلن التطبيع بشكل كامل مع الكيان الصهيوني، لانه خلال الحديث، تكلم السفير بان السعودية ابلغت "اسرائيل" والولايات المتحدة بخطورة انتشار التشيع اذا ما اعلنت السعودية التطبيع، باعتبارها المرجعية للسنة في العالم، وأنها تخشى من أن تدخل الشعوب المذهب الشيعي في حال مشاهدتهم تلهف السعودية على اعتبارها "مرجعية السنة" للتطبيع مع "اسرائيل" وبالتالي ارغام الشعوب على التطبيع مع الغاصبين لقبلة المسلمين الثانية.

ويعرف الجميع أن أدوات التطبيع والموالين للصهيونية والاميركان معروفون في العراق، وأن ابناء النجف يحبون العراق وشعبه ولايسمحون بمثل هذا الكلام، وأن المرجعية والحشد والمقاومين الاحرار هم ضد التطبيع وهم من افشلوا مؤامرات اميركا والصهاينة وادواتهم وخاصة داعش، وأن موقف المرجعية واضح وصريح من اي تعامل او اتفاق مع الكيان الصهيوني ولا يقبل التاويل.