هل تنسحب ميثاقية التكليف على التاليف الحكومي في لبنان؟

هل تنسحب ميثاقية التكليف على التاليف الحكومي في لبنان؟
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

معضلة ميثاقية في تاليف الحكومة بين البعد الطائفي من جهة والتوظيف السياسي من جهة اخرى.

العالم لبنان

مرّ شهر ونصف على إطلاق المبادرة الفرنسية بشأن الحكومة اللبنانية والإصلاحات، ولا يزال التأجيل سيّد الموقف، وآخر فصوله تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة حتى نهار الخميس المقبل، رغم أن "لقمة" التكليف كانت قرب "فم" رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري ، فهل أسباب التأجيل سياسية أم "طائفية"؟.
يقول الكاتب السياسي محمد علوش انه
كان لافتاً الحديث عن "الميثاقية" عند ذكر أسباب تأجيل الإستشارات، وهي بحسب مصادر سياسيّة مطّلعة تتعلّق بموقف الكتل المسيحية من ترشيح سعد الحريري، مشيرة إلى أنّ خلق أعراف جديدة ب تشكيل الحكومة لن يمرّ على حساب المسيحيين .
بالمقابل تشير مصادر مقرّبة من رئيس الجمهورية ميشال عون أن التأجيل جاء كي لا يدخل البلد في فراغ قاتل عبر تكليف دون تأليف، وهو يساعد بإفساح المجال أمام المعنيين لإجراء مزيد من المشاورات، مؤكّدة أن رئيس الجمهورية ميشال عون استعاد المبادرة من خلال تأجيل الإستشارات، وهو قدّم فرصة لمن يرغب بتصحيح المسار لكي يبادر خلال الأيام السبع المقبلة.
إذاً، هناك من يتحدّث عن "نقزة" من تهميش للمسيحيين، أدّت إلى تأجيل الإستشارات النيابية، الأمر الذي لا توافق عليخا القواتراللبنانية بقولها أنّ الوقت ليس للكلام عن الميثاقية ولا الشراكة، رغم أهمّية الأمرين، ولكن الوقت اليوم لتنفيذ المبادرة الفرنسية التي يتغنّى بها الجميع، والتزموا بها واليوم يخرجون عن نصّها وروحها.
وتتابع مصادر القوات اللبنانية ان "المطلب الأول اليوم هو الإنقاذ المعيشي والحياتي والطبي والمصرفي، فما يعانيه المواطن هو التهديد الأساسي، فإن الأعوام السابقة التي حُكي فيها عن الحفاظ على الميثاقية أوصلت إلى ما نحن فيه اليوم"، مشيراً إلى أنه "رغم إصرارنا على الشراكة الحقيقية، إلا أنّ الوقت ليس مناسباً للحديث عن هذه الأمور، بل لتشكيل حكومة اختصاصيين ومستقلين عن الاحزاب من رئيسها حتى كل وزير فيها".
من جهتها كتلة لبنان القوي " التيار الوطني الحر " تؤكد أن مشكلة التيار الوطني الحر مع سعد الحريري لا تتعلق بموضوع الميثاقيّة فقط، ولكن بحال أردنا الحديث عن هذه النقطة حصراً فيمكننا أن نقول أن هناك تصرفات غير متساوية بين الجميع، فمثلا طلب رئيس المجلس النيابي نبيه بري من الحريري وزارة المال وتسمية الوزراء الشيعة ووافق الحريري، وطالب وليد جنبلاط بعد رفع الصوت والتهديد بمطالب ويبدو أنه تمت الموافقة عليها، ولدى الطائفة السنّية فإن الحريري يتحدث بإسمها ويحفظ حقوقها، أما الاطراف المسيحيّة فلم يتحدث معها أحد، إنما تجابه بالحديث عن تشكيل حكومة اختصاصيين.
ويضيف التيار الوطني الحر "فسّروا لنا كيف أنّ الحريري السياسي هو رئيس حكومة اختصاصيين لا علاقة للأحزاب مشيرا إلى أن الكتلتين المسيحيتين الاكبر قالا لن نسمّي الحريري وبالتالي الميثاقيّة اي التوازن المتعارف عليه اصبح مفقودا، خصوصا أنه غير صحيح ان الشيخ سعد سينال أصوات 22 نائبا مسيحيا.
ةيؤكد مصادر التيار التيار الوطني الحر انه لم يتحدّث عن الميثاقيّة وإنّ مشكلته مع الحريري غير محصورة بنقطة واحدة، لذلك لانجده الشخص المطلوب بالمرحلة الراهنة.وتختم المصادر.
إذا، تختلف التقديرات حول أسباب تأجيل الإستشارات النيابية الملزمة، ولكن يبقى الأكيد أن الحلول بحاجة إلى تنازلات متبادلة فهل المشكلة تتخطى ما يسمى بمثاقية التاليف والتكليف ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟ .

*مراسل العالم