خلال تظاهرات ذكرى ثورة 21 من أكتوبر..

شاهد: السودانيون يعلنون موقفهم من التطبيع مع الاحتلال

الخميس ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٢ بتوقيت غرينتش

خرجت في العاصمة السودانية الخرطوم تظاهرات حاشدة للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد، وللمطالبة بتصحيح مسار الثورة، ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل اشكاله ومنددة بالمسارات الخيانية لبعض الانظمة العربية في ذكرى أول ثورة عربية وإفريقية ضد نظام عسكري قبل 56 عاما .

العالم - نبض السوشيال

وأحيا الشعب السوداني ذكرى ثورة 21 من أكتوبر في العام 1964 والتي انتصر فيها الشعب على العسكر، ليقول للحكومة إن التاريخ يعيد نفسه، وإن الثورة مستمرة طالما أن المطالب لم تتحقق بعد أكثر من عام من عمر الحكومة الانتقالية، وخرجت المسيرات من مثلث العاصمة الخرطوم وبحري وأم درمان وسط هتافات هادرة مطالبة بتصحيح مسار الثورة والإسراع في القصاص من قتلة شهدائها وتوفير الخبز والوقود الذي عز على كثيرين بسبب ندرته.

ورغم إغلاق الجسور بين مدن العاصمة الثلاث خرجت هذه المسيرات بعد أن صرح لها من قبل الحكومة، خرجت بشعار السلمية كما كان في السابق، ولكن جاء الرد عبر الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع من قبل القوات الشرطية. وقد أدان تجمع المهنيين استخدام العنف لتفريق المتظاهرين ومنع الصحفيين من تغطية المسيرات وكأنما عاد النظام السابق عبر النافذة، هذا إن لم يكن متغلغلا في مفاصل هذه الحكومة.

وقابلت السلطات المتظاهرين بعنف مفرط ادى الى مقتل أحد المحتجين برصاص الشرطة شرقي الخرطوم، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة، فيما أكدت الشرطة من جهتها مقتل متظاهر في محلية شرق النيل.

وقامت مجموعة من المتظاهرين بإحراق علم الكيان الاسرائيلي، مرددين شعارات رافضة للتطبيع ومنددة بالمسارات الخيانية لبعض الانظمة العربية، وتأتي حادثة حرق العلم في الوقت الذي ترد فيه تقارير إعلامية حول قرب توصل كيان الاحتلال والسودان لاتفاق حول تطبيع العلاقات، وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن طائرة إسرائيلية وصلت الاربعاء مباشرة الى الخرطوم ومكثت هناك سبع ساعات.

هذا وتصدر وسما "#مليونية21اكتوبر" و "#السودان_ ضد_ التطبيع" قائمة الهاشتاغات الاكثر تداولا في السودان، ونشر حساب "كريشة" صورا للحظة احراق المتظاهرين علم الكيان الصهيوني وعلق بالقول في تغريدة "من قلب العاصمة السودانية الخرطوم الثوار السودانيون يرسلون رسالتهم بصورة واضحه للملأ #السودان_ضد_التطبيع مع الكيان الصهيوني حمدوك يعلم قرار الشعب السوداني من التطبيع لذلك اجبر الإدارة الأمريكية في الفصل بين التطبيع ورفع اسم #السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب #مليونية21اكتوبر"

وعلق "AbuMohammed" في تغريدة له على صور حرق المتظاهرين في السودان لعلم العدو الصهيوني بالقول، "السودان عاصي على التطبيع مع الانجاس حرق علم الكيان الصهيوني #السودان_ضد_التطبيع #مليونية21اكتوبر".

وقال "Abdullah Elsheikh" في تغريدة على حسابه الخاص "شعب لا يلهيهم رفع حظر أو قضية إرهاب #السودان_ضد_التطبيع"

وكتب "عفيف وشاح" في تغريدة له يصف مشاهد حرق العلم الصهيوني "هنا صوت الشعب الحي الذي يرفض ان يدنس الصهاينة بلاده هنا #السودان المنتفض في وجه المطبعين اللهثين خلف سراب المصالح في ظل دول الخديعة والمكر #السودان_ضد_التطبيع".

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو أظهرت إطلاق قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في العاصمة الخرطوم وادت الى مقتل متظاهر واصابة العشرات. وكانت المظاهرات قد انطلقت من مناطق مختلفة بالخرطوم متجة إلى وسط المدينة احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، وتفاقم الأزمة المعيشية. وردد متظاهرون شعارات تطالب بإسقاط الحكومة، في حين طالب آخرون باستكمال مسار الثورة التي أطاحت نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وحاولت مجموعات من المتظاهرين الوصول إلى مجلس الوزراء ومنعتها قوات الشرطة، وكذلك منعت الشرطة المحتجين من الوصول إلى مبنى البرلمان في أم درمان.

وقالت "Salma" في تغريدة لها "غلاق الكباري مخالف للوثيقة الدستورية و إنتهاك صريح لحرية التعبير وتقييد لحق التظاهر السلمي الذى كفله الدستور ، هذا ان دل على شئ انما يدل على فشل حمدوك وضعفه وليس سواء اداة في ايدي العسكر والجنجويد وليس بقامة ثورة ديسمبر وشعارتها "حرية سلام وعدالة" #مليونيه21اكتوبر".

وغرد "Yousif" بالقول "لا يعرف البرهان و حميدتي غير هذه الأساليب القمعية في التصدي للاحتجاجات السلمية فقد تعودو علي ذلك بل ذهبو اكثر و قتلو الأبرياء لإطالة امدهم في التسلط اما حمدوك فلا يهش ولا ينش و معه زمرة قحت و الوافدين الجدد . الله يكون في عون المواطن المسكين".

ونشر "suliman .m.s" صورة للشاب المغدور معلقا بالقول "ربنا يرحم ويتقبل الشهيد محمد عبد المجيد ويلطف ويشفي ولدنا مزمل وبقية الجرحى .. ده مصاب وطن والجرح ما زال غائر !! * بالمناسبة مزمل ورفاقه في لجان التغيير والخدمات في الشهداء شمال كانوا وما زالوا شغالين يمين شغل حكومة عديل (صحة/توعية/بيئة/خدمات معيشية/وغيرها كتير)".

وقال مأمون في تغريدة له "21أكتوبر 2020 يوم تاريخي، ما حتكون البلد بعده زي ما كانت قبله.. الشارع قال كلمته(الأخيرة)..وبيان بالعمل أكد للجميع، للمحبين قبل الكارهين، للحكومة مدنييها وعسكريها وحاضنتها السياسية.. قال كلمته بيان بالعمل للحليف قبل العدو (نحن الشارع، نحن أسياد الجلد والراس)..".

ورأى "حميد" في تغريدة له "الحصل من الأجهزة الأمنية أمس في #مليونية21اكتوبر معناها تطلعوا مظاهرة نقعمكم لحد ما تخنعوا و تبطلوا الثورة و تخنعوا للحكومة و أحزابها و عساكرها و جنجويدها. #تحديات_الفتره_الانتقاليه"

"Khalid Selik" علق في تغريدة له "لجنة أطباء السودان المركزية تحمل الحكومة الانتقالية بشقيها (المجلس السيادي ومجلس الوزراء) ومدير عام الشرطة ووالي ولاية الخرطوم استخدام العنف والرصاص الذى أدى لمقتل شخص وإصابة العديدين في احتجاجات اليوم وتطالبهم ب"القصاص" العاجل".

وقالت "flana" في تغريدة عليها معلقة على صورة الشاب الذي قتل في التظاهرات "الصورة للشاب شهيد موكب 21 اليوم.. من المؤكد انه لم يكن سيئا فملامحه تقول أنه كان يحلم بدولة الإنسان #مليونية21اكتوبر"

وأضافت في تغريدة آخرى بالقول "#لاتطبيع ولو منحوك الذهب #مليونية21اكتوبر".

ونختم مع تغريدة الاخ "عروة عبدالمنعم" الذي قال فيها "ليس هناك ما يبرر استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين و هم يريدون تصحيح مسار الثورة مع تثبيت دعم الحكم المدني و (رفض) أي عودة لفلول النظام الفاسد السابق مهما كان الثمن الثوار هم فقط من أعادوا للسودان حقه وخلصوه من نظام ديكتاتوري فاسد حكم لمدة ٣ عقود كاملة".

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن وفدا "إسرائيليا" رسميا زار الخرطوم تمهيدا لتطبيع العلاقات، وذلك بالتزامن مع إعلان واشنطن عن بدء عملية رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الوفد زار الخرطوم أمس الأربعاء، وتأتي هذه الخطوة وسط أنباء عن قرب إعلان الإدارة الأميركية عن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل.

وأوضحت الإذاعة العبرية أن الوفد الإسرائيلي وصل إلى العاصمة السودانية على متن طائرة قدمت مباشرة من تل أبيب، ومكثت هناك 7 ساعات. وكانت مصادر إعلامية سودانية أوردت في وقت سابق أن طائرة إسرائيلية وصلت مطار الخرطوم وعادت إلى تل أبيب، دون توضيح أي تفاصيل عن سياق هذه الرحلة، ودون أي تأكيد أو نفي رسمي سوداني حتى الآن. من جهته، ذكر موقع "والا" العبري أن الزيارة تأتي على خلفية الاتصالات الأميركية، لبلورة اتفاق تطبيع بين تل أبيب والخرطوم على غرار اتفاقي التطبيع بين إسرائيل وكلّ من الإمارات والبحرين.