حماية التظاهرات من الجوكرية.. مسؤولية المتظاهرين والقوات الأمنية

حماية التظاهرات من الجوكرية.. مسؤولية المتظاهرين والقوات الأمنية
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٨ بتوقيت غرينتش

لم تشهد تظاهرات احتجاجية في العالم حماية ودعما وتأييدا من قبل الحكومة، كما شهدتها التظاهرات المطلبية في العراق، التي تمر هذه الايام الذكرى السنوية الاولى على انطلاقتها. وفي المقابل لم تشهد تظاهرات استغلالا من قبل جهات، آخر ما تفكر به هو المطالب المشروعة للمتظاهرين وفي مقدمتها الاصلاح ومكافحة الفساد، كما شهدتها هذه التظاهرات.

العالمقضية اليوم

حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي، و رغم تحميلها وزر تردي الاوضاع الاقتصادية في العراق، مع انها لم تُعمر سوى ثمانية اشهر فقط، حرصت على حماية المتظاهرين وحقهم في التظاهر. وعلى ذات المنوال تسير حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، فالجميع يؤكد على حق المواطن بالتظاهر وحمايته وتوفير الاجواء الامنة له.

يبدو ان ما شهدته التظاهرات، بُعيد انطلاقتها اوائل تشرين الاول من العام الماضي، من ممارسات لا تتفق ولا تتسق مع المطالب الحقة للمتظاهرين السلميين، مثل رفع شعارات طائفية وعنصرية ، وإحراق مقرات الحشد الشعبي وقتل من فيها والتمثيل بجثثهم، وحرق الاضرحة والقنصليات، وممارسة القتل على الطريقة الداعشية ضد الابرياء وحتى الاطفال وسحلهم بالشوارع وذبحهم وتعليقهم على اعمدة الكهرباء، جعلت من الضروري ان تتحمل الجهات التي تقف وراء هذه التظاهرات، مسؤولية منع المندسين وكشفهم والاخبار عنهم والوقوف في وجه كل من يحاول التستر عليهم.

ان مسؤولية الكشف عن المندسين هي مسؤولية المتظاهرين السلميين قبل ان تكون مسؤولية القوات الامنية والشرطة، فهؤلاء المندسون هم اكثر الجهات التي تعمل على الضد من اهداف المتظاهرين السلميين، فالمندسون يعملون وفق اجندات خارجية لا تريد للعراق ان يستقر وان يبقى دائما في فوضى وضعف وصولا لانهياره وبالتالي تقسيمه وتشتيت شعبه، وهو ما يفسر الاستهداف المقصود والممنهج للمندسين، من امثال جماعات الجوكر ولقطاء البعث والدواعش، لرموز قوة العراق مثل القوات الامنية والجيش والحشد الشعبي والمرجعية الدينية والشعائر الحسينية والعلاقة الاخوية والتاريخية مع ايران.

ليس هناك من سلاح امضى لتحقيق الاجندة الامريكية في العراق من الفساد، فالفساد صناعة امريكية خرجت من رحم نظام المحاصصة الطائفية الذي فرضه المحتل الامريكي على العراق، ليبقى الفساد ينخر فيه ولتبقى امريكا مهيمنة عليه. ولما كانت التظاهرات السلمية هدفها محاربة الفساد، وبالتالي محاربة السلاح الامريكي الامضى، وفي النهاية محاربة الوجود الامريكي، فقررت امريكا حرف هذه التظاهرات عن مسارها عبر دس عصاباتها بين المتظاهرين السلميين، لذلك على هؤلاء المتظاهرين ان يدركوا ان هذه الممارسات الشاذة للمجاميع المندسة، ليست عفوية وليست فورة غضب ولا من عمل الجهلة والدهماء، وعليهم ان يدركوا ايضا ان لا تأثير لاي محاولة ترقيعية للعملية السياسية او تغيير بعض الشخوص فيها على مكافحة الفاسد، مادام سبب الفساد قائم وهو الوجود الامريكي.

مع الذكرى الاولى لانطلاق التظاهرات المطلبية للشعب العراقي، تقع مسؤولية جسيمة على المتظاهرين لمنع ذيول وعملاء ومرتزقة السفارة الامريكية من تشوية صورة تحركهم الحضاري، فهم اعرف من غيرهم بالمندسين. وفي المقابل على القوات الامنية الا تكتفي بمسؤولية حماية المتظاهرين عبر توفير اجواء امنة لهم للتظاهر، بل عليها ان تحميهم عبر الكشف عن قتلة المتظاهرين، وعن قتلة القوات الامنية، وعن قتلة منتسبي الحشد الشعبي، وعن قتلة الاطفال وتعليقهم على اعمدة الكهرباء، وعن من احرق الاضرحة واعتدى على الشعائر الحسينية، وعلى من منع التلاميذ والطلبة من التوجه الى المدارس والجامعات، وعلى الجهات التي كانت توزع الدولارات والمخدرات وتنشر الرذيلة بين الشباب، فالكشف عن كل هؤلاء القتلة والمجرمين، سيطهر التظاهرات من جوكرية السفارة الامريكية ولقطاء البعث والدواعش.

نجم الدين نجيب - العالم