أجواء لقاءات تأليف حكومة لبنان بين الإيجابية والسلبية

أجواء لقاءات تأليف حكومة لبنان بين الإيجابية والسلبية
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

أحاطت الأجواء الإيجابية بملف تأليف الحكومة، لا سيما الزيارات المتتابعة للرئيس المكلف سعد الحريري إلى بعبدا للتشاور المستمر مع رئيس الجمهورية، رغم صفة التكتم التي ترافق هذه المرحلة، بيد أن هناك من رأى أن هناك عقبات مازالت تحول دون الإسراع في التشكيل

العالم_لبنان

لا مكان بين السياسيين حالياً لغير التفاؤل بتأليف حكومة سريعاً. غالبية العقد حُلت أو تكاد، لكن تبقى مسألة التمثيل المسيحي. حساسية المسألة مرتبطة بحساسية العلاقة بين سعد الحريري وجبران باسيل، لكن ثمة من يؤكد أن تلك لن تكون عقبة دام رئيس الجمهورية يمثّل "ضمانة مسيحية".

وأضافت صحيفة "الأخبار": حركة سعد الحريري توحي بأنه مستعجل التأليف، كما سبق أن أعلن في البيان الذي تلاه بعد تكليفه. الخميس كُلّف، والجمعة أجرى الاستشارات النيابية، والسبت والأحد التقى رئيس الجمهورية. رغم التكتّم الشديد وبيانات التوضيح، إلا أن الأجواء إيجابية.

في لقاء السبت، جرى الاتفاق على حكومة عشرينية، لا مصغّرة. مبدأ إدارة وزير واحد لأكثر من وزارة بدا غير عملي بالنظر إلى تجربة الحكومة المستقيلة. وبالرغم من أن ذلك اللقاء لم يتطرق إلى آلية التأليف، لكن الحريري أبلغ عون حرصه على التفاهم معه على كل شيء. لم يرشح الكثير عن لقاء أمس، لكن مجرد انعقاده بهذه السرعة أوحى أن أمور التأليف تتقدم، وهو ما أكده المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أمس. وإذ خرجت كلمة من القصر الجمهوري، فإن بيت الوسط يفرض تكتّماً شديداً على اللقاءات التي يجريها ونتائجها.

لكن أوساطا واسعة الاطلاع أبلغت صحيفة "الجمهورية" أنّ الإيجابية التي عكسَها بيان القصر الجمهوري، بعد اللقاء بين عون والحريري، "قد لا تكون دقيقة".

وعلمت "الجمهورية" أنّ الأجواء الإيجابية التي غَطّت مناخ التأليف الحكومي قد مسحتها سلبيات مفاجئة طرحت في الساعات الأخيرة، من شأنها، إذا ظَلّت مُستعصية، أن تؤخر التأليف الذي كان يُسعى أن يكون خلال ايام قليلة، إلى فترة طويلة تزيد على الأسابيع.

وفي معلومات موثوقة لـ"الجمهورية" أنّ البحث بين عون والحريري لم يُكمل أمس بالإيجابية التي بدأ فيها، بل أنه عاد واصطدم بعقدة المداورة في توزيع الحقائب، حيث برز موقف لرئيس الجمهورية يصرّ فيه على المداورة الشاملة في توزيع الوزارات.

إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" إنّ الأوساط السياسية المعنية بتأليف الحكومة منقسمة إلى 3 أفرقاء:

ـ فريق المتفائلين يؤكد انّ الحكومة ستعلن هذا الاسبوع، على ان تَمثل ببيانها الوزاري امام مجلس النواب الاسبوع المقبل لنيل الثقة.

ـ فريق الواقعيين يقول انّ المطلوب من الرئيس المكلف الاجابة عن ثلاثة مطالب اساسية تتعلق بتمثيل «التيار الوطني الحر»، وطريقة تسمية الوزراء، والخطة الفرنسية (ومن ضمنها شروط صندوق النقد الدولي). فاذا جاءت ردوده ايجابية تعلن الحكومة، اما اذا جاءت معاكسة فسيطول مخاض الولادة الحكومية.

ـ فريق يتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم يقول انّ الحكومة اذا لم تولد من اليوم وحتى الخميس المقبل، فإنّ الاستحقاق الحكومي سيدخل في نفق طويل.

العالم_لبنان