هل حقا خسر ترامب فرصته في إعادة انتخابه؟

هل حقا خسر ترامب فرصته في إعادة انتخابه؟
الثلاثاء ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٧ بتوقيت غرينتش

في كلتا الحالتين.. "فاز الرئيس الاميركي دونالد ترامب في الانتخابات او خسرها"، فان أميركا أضحت متربعة على برميل من البارود قد يتفجر في اية لحظة، وشعارات الحرية والديمقراطية المزعومة باتت على المحك.. الولايات المتحدة باجمعها أضحت على شفا جرف هار بسبب شخص اسمه "ترامب"..

العالم - يقال ان

الشعارات التي تتمشدق بها الولايات المتحدة الاميركية في الحرية والديمقراطية وترفعها على الدوام باتت على المحك اثر التصرفات الاقرب الى الديكتاتورية والعنجهية الفردية التي انتهجها ترامب خلال فترة رئاسته التي يرجو الكثيرون في داخل اميركا وخارجها ان لا تتكرر لما الحقه هذا الرجل بشعبه وشعوب الارض من تداعيات وعذابات بسبب تصرفاته الطفولية الارتجالية الاستعبادية مرة واخرى العنصرية وثالثة الابتزازية الضيقة الافق البعيدة عن الاتزان السياسي الذي يتوجب على رئيس اكبر دولة راسمالية في العالم سلوكه.

حتى هذه اللحظة يصر تراب على استبعاد الخسارة في انتخابات اليوم (الثلاثاء الاول من شهر تشرين الثاني/نوفمبر)، رغم ميل كفة ميزان استطلاعات الراي الخاصة بسباق التنافس الانتخابي الى جهة منافسه المرشح الديمقراطي جو بايدن، ما يشير الى ان المعركة الانتخابية حامية الوطيس وعلى اشدها وفي غاية حماوتها وقد تضمر "وراء الاكمة ما ورائها" من مفاجآت صادمة تعيد للاذهان الصدمة المذهلة التي ألمت بالديمقراطيين وعموم الشعوب الاميركية التي جاءت نتيجة اعلان مفاجئ عن فوز ترامب في انتخابات الدورة السابقة 2016، اثر انتصار رأس المال على حرية التعبير والراي.. "الحرية التي تتبجح بها الولايات المتحدة"، وانتصار الديكتاتورية والاستبداد على الديمقراطية بشراء الذمم والاصوات في ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي".

لذا من قواعد لعبة الانتخابات الاميركية قد لا يكون الفائز دائما هو المرشح الذي يفوز بأغلب الأصوات على مستوى عموم الولايات المتحدة، وذلك ما حدث مع هيلاري كلينتون في عام 2016. بل يتنافس المرشحون للفوز بأصوات ما يسمى بـ"المجمع الانتخابي"، من هنا يمكننا القول ورغم تقدم بايدن في استطلاعات الراي غير ان الاميركان وخصوصا الديمقراطيين يحبسون حاليا انفاسهم في اللحظات الاخيرة من الانتخابات الى ان تظهر نتائج الاستفتاء وقد تكون صادمة لان كل الاحتمالات المفاجئة متوفرة في هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية... الرجل نفس الرجل والمرشحون عرضة لشراء الذمم..

ضغوط تدفع ترامب للاصرار على الفوز الرئاسي

فيما لو خسر الرئيس الحالي للولايات المتحدة السباق الرئاسي فانه عرضة لتحقيق جنائي أطلقه مدعي عام مانهاتن سايرس فانس، حول افادات بشأن تزوير ضريبي قامنت به "مؤسسة ترامب" وعمليات احتيال على شركات التأمين وتلاعب بالسجلات المحاسبية، كما يواجه ترامب تحقيقا مدنيا أطلقته المدعية العامة في ولاية نيويورك ليتيسيا جيمس، يسعى إلى التأكد من شبهات بشأن كذب مؤسسة ترامب في شأن حجم أصولها للحصول على قروض وامتيازات ضريبية.

رغم ازدياد وتضاعف معدلات جرائم الكراهية ضد الأقليات في الولايات المتحدة وشدة العداء العنصري من قبل مؤسسات الدولة وجهاز الشرطة للسود والملونين واستعمال القوة بحقهم وحتى جرائم القتل العنصري وما تبع كل ذلك من ازدياد وتضاعف الاحتجاجات ضد سلوك الدولة الوحشي وشخص الرئيس ترامب، ما يقلل من حظوظه بالفوز الرئاسي مجددا، غير ان الملاحظ ان ترامب استبعد الخسارة في تصريحاته الاخيرة، ما يعني اطمئنانه بالفوز رغم تاخره في استطلاعات الراي.

تلميح ترامب بالفوز اشارة واضحة الى عدم استبعاده التوسل بوسائل غير مشروعة للحفاظ على كرسي الرئياسة، منها الضغط النفسي الذي شكله ويشكله جنوده ومناصروه المسلحون وانتهاج القوة والغطرسة في التعامل مع كل من يعترض وصول ترامب لرئاسة ثانية، ذلك وسط أنباء عن ارتفاع مبيعات الأسلحة النارية قبيل الانتخابات الرئاسية. وقد شُوهد عملاء يصطفون أمام متاجر بيع السلاح في كل الولايات الاميركية ومنها الطوابير التي شوهدت امام مجر "ريفل سابلاي" للأسلحة في هنتنغتون بيتش بولاية لوس أنجلوس الأمريكية.

وحسب دراسة أجرتها شركة (Small Arms Analytics & Forecasting) فإن مبيعات الأسلحة النارية وصلت إلى 1.8 مليون قطعة سلاح في الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي، بزيادة قدرها 66% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، فيما عبر المسلحون عن الدافع لشراء الاسلحة وحسروه في "المناخ السياسي الحالي" و"المخاوف من الاضطرابات الاجتماعية بعد الانتخابات"، وبالفعل وحسب "نيويورك تايمز"، فقد أعطت الشرطة الاميركية هذا العام 2020 بطاقات مرور للجماعات المسلحة دون غيرها.

الحيل القذرة

نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن الحيل التي قد يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليفوز بالانتخابات وقالت إنه “في الـ 28 من تشرين أول/ أكتوبر عام 2016، قام جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بإلقاء قنبلة في منتصف السباق الرئاسي. أعلن فيها أن عملاءه كانوا يحققون في مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بهيلاري كلينتون. ومع أن التحقيقات لم تقدم أي شيء إلا أنها كانت كفيلة بإحداث فوضى في المرحلة الأخيرة من الانتخابات، ما وضع كلينتون في موقف دفاعي، ومنح ترامب بطاقة الصعود إلى الرئاسة”.

قال جون ويفر مؤسس مجموعة مناهضة لترامب من الجمهوريين السابقين الساخطين قبل اسبوعين من الان، ان الولايات المتحدة ستشهد خلال الأسبوعين المقبلين حيلا قذرة على نطاق لا يمكننا تخيله، ونأمل ألّا يحدث ذلك، موضحا ان الحيل القذرة في السياسة الأمريكية قديمة بقدم الأمة الأمريكية، ويمكن أن تعود إلى انتخابات 1796.

التلاعب بالارقام

اشار ويفر الى ان الحيل القذرة تنطلق من كل مكان، وتأتي في جميع الأشكال والأحجام، ويعد التلاعب بالمواد الرقمية لإنشاء معلومات مضللة هو الأمر المفضل، فيما قالت إيلين كامارك من معهد بروكينغز ” إذا كنت تريد مفاجأة حقيقية في أكتوبر، فعليك أن تأتي بشيء جديد”، مضيفة أن فشل هذه الحيلة يبين إلى أي مدى يرغب ترامب وأصدقاؤه في المضي قدما، والتمسك بالسلطة الرئاسية. وتوقعت كامارك أن هناك المزيد من الحيل القذرة التي لم تظهر بعد.. "من يدري ما يعدّون لنا”.

ورأت كامارك، ان أكثر الحيل القذرة في هذه الدورة هي التي استهدفت العملية الانتخابية نفسها. وحين وصف ترامب مرارا وتكرارا نظام التصويت الأمريكي، والتصويت عبر البريد الإلكتروني على وجه الخصوص، بالمليء بالاحتيال والغش مع أن احتمالية ذلك على أرض الواقع ضئيل جدا.

وأوضحت بان "المعلومات المضللة حول كيفية التصويت هي أسوأ الحيل القذرة التي أراها، في حالة الوباء التي نعيشها، فإن التصويت هو أمر محير بالفعل، وإذا أضفت عليه المزيد من الارتباك، فقد تنجح الجهود في قمع بعض الناخبين في عدة أماكن”.

كل دقيقة تمر يخسر ترامب فرصة

تقول كامارك، انه مع جهود ترامب وحلفائه المكثفة في تشويه صورة بايدن، إلا أنه حتى الآن لم تنجح أي من تكتيكاتهم. خاصة مع مقاومة مكتب التحقيقات الفيدرالي لضغوطات البيت الأبيض للقيام بتحقيقات بشأن بايدن، الأمر الذي أثار غضب ترامب.

وقال ويفر: “يهدر ترامب وحلفاؤه الوقت على تسقيط بايدن وأمور سخيفة اخرى.. انه مع كل دقيقة تمر ضائعة فإن ترامب يخسر فرصته في إعادة انتخابه..

السيد ابو ايمان